الحدث - وكالات
الاحتفالات بأعياد الميلاد ورأس السنة الميلادية.. أصبحت في بعض الدول هذا العام ممنوعة، وتعرض أصحابها إلى مخاطر الاعتقال وحتى القتل.
فمن الصومال في أفريقيا إلى بروناوي في جنوب شرق أسيا، لطاجيكستان في أسيا الوسطى، لم تختلف اﻷسباب والعقوبات لحظر ا حتفالات أعياد الميلاد، إلا أنه وصلت في إحداها للقتل، وأخرى تكتفي بالغرامة فقط، وثالث بالسجن.
فالحكومة الصومالية حظرت أعياد الميلاد واحتفالات رأس السنة الميلادية، ﻷنها "مخالفة للثقافة الإسلامية.. وحتى لا تكون اهدافا محتملة للإرهابيين"، رغم وجود أعداد كبيرة من المسيحيين -ويبلغ عددهم حوالي 22 الف نسمة- بجانب قوات حفظ السلام، بحسب صحيفة "واشنطن بوست" اﻷمريكية.
وقال مدير عام وزارة الشئون الدينية الصومالي محمد خيري :إن" الاحتفال بعيد الميلاد ورأس السنة قد يضر بإيمان المجتمع .. وننصح قوات الأمن بوقف أو تفريق أي احتفالات بأعياد الميلاد”.
وفي العام الماضي، هاجم مسلحون من حركة الشباب حفلة لعيد الميلاد في قاعدة عسكرية تابعة للاتحاد الأفريقي في مقديشو، مما أسفر عن مقتل ثلاثة على الأقل من قوات حفظ السلام ومدني.
وقال الشيخ نور بارود نائب رئيس المجلس اﻷعلى للقضاء في الصومال:” نحن نحذر من مثل هذه الاحتفالات التي تكون في العادة أهدافا لهجمات حركة الشباب”.
ومنذ هجمات أعياد الميلاد، تكثف حركة الشباب هجماتها في مختلف أنحاء البلاد، إلا ان قوات الاتحاد اﻷفريقي نجحت في طردها من بعض معاقلها، كما منعت الحكومة جنود الاتحاد من الاحتفال بعيد الميلاد ورأس السنة الجديدة.
وفي بروناي -المملكة الغنية بالنفط- لم يختلف الأمر، حيث حظرت الاحتفالات بأعياد الميلاد وكل مظاهرها من التهاني، وارتداء قبعات سانتا كلوز، فمن ينظم الاحتفالات برأس السنة سواء أكان مسلما أو مسيحيا يواجه عقوبة تصل إلى خمس سنوات سجن.
ومع ذلك يمكن لغير المسلمين -الذين يشكلون 32 % من السكان- الاحتفال بعيد الميلاد في مجتمعاتهم الخاصة بشرط عدم إظهارها المسلمين، بحسب صحيفة "سيدني هيرالد تريبيون" اﻷسترالية.
وأكد أئمة بروناوي في تعليقهم على حظر الحكومة :إن "تلك الاحتفالات يمكن أن تضر بالمسلمين في عقيدتهم".
وأصدرت وزارة الشؤون الدينية بيانا جاء فيه:" التدابير تهدف إلى السيطرة على الاحتفال بعيد الميلاد بحيث لا تكون بشكل علني ومبالغ فيه، وهذا يمكن أن يلحق الضرر بعقيدة المجتمع المسلم".
وأضاف :أن" احتفال غير المسلمين العلني برأس السنة يعد إنتهاكا لقانون حظر نشر أي دين أخر في البلاد غير اﻹسلام ويعرضهم للعقوبة.. وقد يظن البعض أنها مسألة تافهة، ولكننا يجب أن نحافظ على عقائد المسلمين".
أما طاجيكستان -الواقعة في آسيا الوسطى، وإحدى جمهوريات اﻹتحاد السوفيتي السابق- فاﻷمر كان أقل حدة، حيث حظرت الاحتفالات باعياد الميلاد، وفرضت قيودا مشددة على بيع أشجار الاعياد والهدايا، إلا أنها لم تصدر قانونا يعاقب من ينظمها بالسجن، واكتفت فقط بالغرامة، بحسب صحيفة "الجارديان" البريطانية.
وتعتبر احتفالات هذا العام في طاجيكستان -الجمهورية ذات اﻷغلبية المسلمة لكنها علمانية- هي اﻷصعب، فقد منعت ظهور سانتا كلوز على شاشات التلفزيون منذ 2013، وقررت وزارة التربية والتعليم هذا العام حظر استخدام الألعاب النارية، وتقديم وجبات الأعياد، والهدايا وجمع الأموال، أو تركيب شجرة عيد الميلاد في المدارس والجامعات.
تلك اﻹجراءات تأتي عكس عدد من دول الاتحاد السوفيتي السابق التي تسمح بإقامة تلك الاحتفالات في الميادين العامة.
وينظر لاحتفالات أعياد الميلاد بأنها غريبة عن ثقافة طاجيكستان التي تتعرض للضغوط كثيرة في السنوات الأخيرة. ففي عام 2013 و 2014، منعت احتفالات بعيد الهالون التي يرتدي فيها الناس أزياء تنكرية لمصاصي الدماء.
وتعاقب طاجيكستان كل من يحتفل بعيد الميلاد بالغرامة التي تصل لـ 600 دولار، كما فعلت مع شخص أقام احتفالا العام الماضي في إحدى حانات العاصمة.