الحدث - وكالات
للمرة الأولى في التاريخ، وصل الفارق بين سعر برميل النفط الخام الكويتي وبرميل خام برنت والخام الأمريكي إلى نحو 24% في تعاملات الأسبوع الماضي، ليكون الخام الكويتي أرخص نفط في العالم.
فبحسب السعر المعلن من مؤسسى البترول أمس، سجل سعر الخام الكويتي 28.3 دولار للبرميل في تداولات الثلاثاء، في حين أغلق خام برنت في اليوم نفسه عند 37.36 دولار، ليتسع الفارق بين الخامين إلى 9.06 دولار للمرة الأولى. وكان إغلاق الخام الأمريكي في اليوم نفسه عند 37.5 دولار.
وعلى الرغم من أن الفارق بين نفوط الدول المصدّرة ونفوط الإشارة (النفوط المعتمدة كمرجع قياسي لأسعار النفوط الأخرى، مثل خام برنت وخام دبي وخام عمان) ظاهرة معتادة، تحكمها نوعيّة النفط ما بين خفيف وثقيل، وظروف التنافس في السوق، إلا أن الفروق الحاليّة تعبّر عن حالة غير عاديّة في السوق في ظل اشتعال حرب الحسومات بين الدول المصدّرة، وتسابقها إلى تقديم التسهيلات غير المعتادة للزبائن الدوليين الكبار.
وأشار الخبير النفطي «محمد الشطي» إلى أن «الفروقات بين متوسط نفط خام برنت ومتوسط الخام الكويتي للتصدير لمختلف الأسواق كانت تقارب 5 دولارات للبرميل خلال السنتين الماضيتين، لكنها اتسعت حالياً إلى نحو 8 أو 9 دولارات للبرميل»، لكنه لفت إلى «أن الفروقات على أساس يومي لا تؤخذ في الاعتبار، خصوصا في اوضاع تتسم بحالة من اللايقين وكثرة المتغيرات وضعف أساسيات السوق ورفع شعار واستراتيجية المحافظة على الأسواق».
وأضاف «الشطي» أن سعر النفط الكويتي هبط من 60.99 دولار للبرميل في 2 يونيو/حزيران الماضي، إلى 28.3 دولار للبرميل في 23 ديسمبر/كانون الأول الجاري، أي أنه خسر 32.69 دولار للبرميل.
وهبط متوسط سعر نفط الإشارة لنفطي خام دبي وعمان من 63.63 دولار للبرميل في 2 يونيو/حزيران إلى 31.71 دولار للبرميل في 23 ديسمبر/كانون الأول، ما يعني هبوطه بمقدار 31.92 دولار للبرميل خلال هذه الفترة. وفي المقابل، هبط سعر نفط خام برنت من 62.53 دولار للبرميل في 3 يونيو/حزيران إلى 36.45 دولار للبرميل في 23 ديسمبر/كانون الأول، أي أنه خسر 26.08 دولار للبرميل خلال الفترة نفسها، وهو يؤكد قوة برنت مقارنة ببقية نفوط الإشارة».
واستنتج «الشطي» أن هذه الفروقات تؤكد «ضعف أساسيات السوق النفطية في آسيا حيث يرتفع فيه المعروض الذي يجب تصريفه، كذلك يعكس ارتفاع اجواء التنافس ما بين مختلف المنتجين خصوصا اذا ما علمنا ان 85 في المئة من مبيعات النفط الخام من المنتجين الخليجين يتم تصريفها في اسيا، وهو ما يبرر اتساع الفروقات ما بين متوسط سعر النفط الخام الكويتي لمختلف أسواق النفط، وسعر نفط خام الاشارة برنت».
كما أوضح أنه «لا توجد علاقة مباشرة بين الخام الكويتي وتحركات نفط خام برنت، وإنما التأثير هو من تحركات متوسط نفطي الإشارة عمان ودبي حيث يتم تصريف 85% من النفط الخام الخليجي على الأقل في أسيا، وهذا يعكس أجواء التنافس وأساسيات السوق في آسيا، حيث ترتفع الحسومات الشهرية للنفوط الخليجية مقابل متوسط نفطي الاشارة عمان ودبي».
واختتم الخبير النفطي حديثه بتأكيده أن «الوضع الحالي في السوق يعكس عموماً ضعف أساسيات السوق من حيث اتساع الفروقات ما بين النفوط الثقيلة والخفيفة، وارتفاع المعروض من النفوط المتوسطة والثقيلة وارتفاع الحسومات عليها، خصوصا وأننا في فصل الشتاء، حيث يرتفع طلب المصافي على النفط الخفيف الغني بالمنتجات الخفيفة، سواء زيت التدفئة او بنزين السيارات بصفة عامة».