الثلاثاء  03 كانون الأول 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

5 قصص شرق أوسطية تجدر متابعتها في 2016 من بينها الانتفاضة

2015-12-26 07:48:28 AM
5 قصص شرق أوسطية تجدر متابعتها في 2016 من بينها الانتفاضة
كاريكاتير لكارلوس لطوف

 

الحدث - المصدر

 

سيكون من الصعب توصيف كم كانت هذه السنة قاتلة ونازعة للاستقرار في الشرق الأوسط. فمن الحروب الأهلية الممتدة من سورية إلى اليمن، إلى الحملة العسكرية الجارية ضد جماعة "الدولة الإسلامية"، التي تشكل نفسها كياناً على غرار "الخلافة" عبر العراق وسورية، كانت 2015 بلا شك سنة للعنف، والتشريد والحسرة في الكثير من أنحاء المنطقة.


على هذه الخلفية، سوف نتجنب عرض تكهنات هنا في هذه المفكرة، ونفضل على ذلك ترك هذه الشؤون للمحللين والخبراء الذين يدرسون المنطقة ويكتبون تقاريرهم عنها في كل يوم وبلا توقف. لكننا نقدم بتواضع –مع إبقاء ذلك ماثلاً في الذهن- هذه القصص الإخبارية الخمس من الشرق الأوسط، باعتبارها العناوين التي تجدر مراقبتها في السنة الجديدة التي تقترب حثيثاً:


1. لعبة النهاية بالنسبة للأسد


كانت 2015 سنة أصبحت فيها الحرب الأهلية السورية حقاً حرباً بالوكالة بين القوى العظمى. وقد عمل دخول روسيا في تشرين الأول (أكتوبر) حلبة الصراع نيابة عن وكيلها، الرئيس السوري بشار الأسد، فقط على زيادة احتمال إحداث جمود في الحرب الدائرة، كما أن إضافة النيران الجوية الروسية –مقرونة بالدعم البري الإيراني- أعطت الحكومة السورية شريان حياة كانت في أمس الحاجة إليه.


بينما يواصل الثوار والقوى العالمية التفاوض على حل ممكن للحرب، فإن النقطة الرئيسة العالقة تظل مستقبل الأسد في البلد. وفي حين أصرت تركيا والعربية السعودية طويلاً على وجوب إزاحة الأسد من السلطة، حافظ آخرون –الولايات المتحدة بشكل خاص- على نغمة أكثر التباساً في الأشهر الأخيرة، حيث يوافقون على أن سورية ستكون أفضل حالاً بكثير من دون الرئيس المحاصر، لكنهم يخشون مما قد تصبح عليه الدولة السورية في حال عجلت مغادرته بانهيارها الكامل.


ما يزال الكثيرون من الثوار يصرون على أن رجل سورية القوي يجب أن يذهب؛ لكن موسكو وطهران تفكران بوضوح بخلاف ذلك –فهل سيمكن التوصل إلى حل وسط؟


2. ابقوا عيونكم مفتوحة على الانتفاضة الفلسطينية


مدفوناً تحت عناوين الأخبار هذه العام بسبب الحرب والاضطراب في باقي أنحاء المنطقة، سلك الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني بشكل أقرب إلى الهدوء منعطفاً نحو الأسوأ في العام 2015.  فقد أفضى الاستياء من حديث شاع عن تغيير مُزمع في إدارة موقع الحرم القدسي الشريف إلى إثارة انتفاضة فلسطينية عنيفة هذا الخريف، وقاد الفلسطينيين إلى شن سلسلة من الهجمات المميتة التي ينفذها أفرادعلى طريقة الذئب الوحيد ضد المدنيين والجنود الإسرائيليين.


الانتفاضة الحالية التي يسميها البعض "انتفاضة السكين" تبدو واحدة عضوية، تتكون إلى حد كبير من فلسطينيين شبان متعلمين ومحبطين في الغالب الأعم.


السلطة الفلسطنية التي يبدو أنها تفقد اللمسة والتواصل مع شعبها باطراد، حاولت اصطياد هذه الحركة غير المتوقعة وجعلها تبدو وكأنها لها، وإنما بلا جدوى. ولعل الأمر الأكثر إقلاقاً للحرس القديم في رام الله، هو إمكانية أن تحول هذه الحركة الوليدة غضبها قريباً عن الاحتلال الإسرائيلي، وتوجهه إليهم بدلاً عنها.


3. الانتخابات الإيرانية


في غضون نحو 18 شهراً، سوف تعقد جمهورية إيران الإسلامية ثلاثة انتخابات حاسمة، والتي ربما تحدد الاتجاه الذي سيسلكه البلد على المدى الطويل. وفي حين تلوح انتخابات 2017 الرئاسية من وراء الأفق، تتطلع فصائل إيران السياسية المتنافسة إلى تعزيز مواقفها في شهر شباط (فبراير) المقبل عن طريق تأمين المزيد من المقاعد في البرلمان ومجلس الخبراء صاحب النفوذ الكبير في إيران.
ما يزال الرئيس البراغماتي حسن روحاني شخصية متمتعة بالشعبية إلى حد كبير في إيران، لكنه يجد نفسه تحت الضغط في الوطن لإجراء الإصلاحات الاقتصادية التي تمس الحاجة إليها بمجرد أن يتم رفع العقوبات الدولية المفروضة على البلد في وقت مبكر من العام المقبل.


عن ذلك كتب أراش كرامي، محرر "نبض إيران" في موقع "المونيتور": "يحتاج روحاني إلى نصر سياسي، حتى لو أن التأثير الاقتصادي لرفع العقوبات سيأخذ المزيد من الوقت قبل أن يشعر به الناخبون".


4. أزمة السلع


مع توقع بقاء أسعار النفط منخفضة في الطريق إلى العام المقبل، تقترب أسعار الغاز الطبيعي أيضاً من أدنى مستوياتها، وسوف تستمر أزمة سلع الطاقة في التأثير سلباً على الخزائن المالية في الشرق الأوسط خلال العام 2016.  وربما تفضي إضافة المزيد من الغاز الطبيعي الأميركي إلى السوق العالمية أيضاً إلى تثبيط توقعات الأرباح بالنسبة للموردين المنافسين في الشرق الأوسط، وإيران على وجه التحديد.


5. التلاشي البطيء لجماعة الإخوان المسلمين


أصبحت المنظمة السياسية الإسلامية العابرة للحدود الوطنية، والمعروفة باسم "جماعة الإخوان المسلمين" محظورة عبر معظم أنحاء المنطقة، وفي الأردن –حيث حافظت الحركة على وجود لها منذ العام 1945- تعثرت المنظمة بسبب الاقتتال الداخلي والتشرذم، وتم استغلال الخلافات العرقية والقبَلية داخل الجماعة ببراعة لتعزيز التشققات.


يمكن أن تتسبب الحملة الإقليمية المستمرة ضد جماعة الإخوان المسلمين في ظهور تداعيات سلبية طويلة الأجل في الكثير من أنحاء الشرق الأوسط. فبسبب تهميشهم سياسياً على يد حكوماتهم الخاصة، يتحول الكثير من الشباب الإسلاميين إلى العنف بدلاً من ذلك.


عن ذلك، كتب شهدي حميد من معهد بروكينغز، مشيراً إلى الصعود السريع والعنيف لمجموعة "داعش" وأمثالها: "مع التراجع النسبي (حالياً) لجماعة الإخوان المسلمين والجماعات الإسلامية الأخرى من التيار السائد، والتي كانت قد أقامت سلامها مع السياسات البرلمانية، تحرك المتطرفون والمتشددون بسرعة لملء الفراع".