وتتحدث تقارير إعلامية، عن صعوبات تواجهها أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية بشأن زرع عملاء داخل تنظيم داعش، وتلفت إلى أن غالبية الأنشطة الإستخباراتية، ولا سيما تلك التي تقوم بها شعبة الإستخبارات العسكرية بجيش الإحتلال، تعتمد على وسائل تكنولوجية، زاعمة أن الصعوبات الخاصة بجمع معلومات عبر الإستخبارات البشرية، تبلغ مداها فيما يتعلق بساحة شبه جزيرة سيناء.
ويتحسب جيش الإحتلال الإسرائيلي، بحسب هذه التقارير، لهجمات محتملة من قبل تنظيمات إرهابية في سيناء، قد تستهدف إحدى المستوطنات الواقعة على مقربة من الحدود، لذا، فقد رفعت أجهزة الإستخبارات من وتيرة عمليات الرصد، معتمدة على وسائل تكنولوجية للمراقبة وجمع المعلومات، نظرا لفشلها في التسلل إلى صفوف هذه التنظيمات عبر زرع عملاء لها.
ولفت تقرير للموقع الإلكتروني لصحيفة “يديعوت أحرونوت”، إلى أن التصريحات التي صدرت عن زعيم تنظيم داعش “أبو بكر البغدادي” أمس السبت، والتي جاء فيها أن إسرائيل تعد هدفاً لهجمات التنظيم، تسببت في حالة من الزخم داخل المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، مع أن الشهور الأخيرة شهدت رفع مستوى التأهب داخل الجيش، وتكثيف الجهود الإستخباراتية، لمراقبة تحركات التنظيم، ولا سيما في سيناء.
وتابع التقرير، أن شعبة الإستخبارات العسكرية عملت خلال الأشهر الأخيرة، على تحسين قدراتها على جمع المعلومات بشأن تنظيمات متطرفة تعمل في سيناء، ولا سيما وأن تنظيماً مثل “ولاية سيناء”، الذي كان قد بايع “داعش”، يعتبر أن إسرائيل هدفاً مشروعاً بالنسبة له، ويسعى لتنفيذ عمليات ضدها.
تهديد وشيك
وزعمت مصادر إسرائيلية، أن تنظيم داعش في سيناء تلقى تمويلات وتدريبات كبيرة وفي سرية تامة، لدرجة تضع معضلة أمام أجهزة الإستخبارات في تحديد من يقف على رأسه في شبه الجزيرة، مذكرة بمقاطع الفيديو التي كانت قد توعدت إسرائيل بهجمات، وكيف أن تلك التهديدات لم تترجم بعد إلى واقع، بيد أنها تنذر بأن أية عملية سينفذها التنظيم ضد إسرائيل، ستأتي بدون سابق إنذار إستخباراتي.
وركز تقرير الموقع الإسرائيلي، على مزاعم بأن غالبية عمليات الرصد التي تقوم بها شعبة الإستخبارات العسكرية بجيش الإحتلال، تركز على البعد التكنولوجي، نظرا لصعوبة زرع عملاء بين التنظيم أو المجموعات الجهادية الأخرى في سيناء، كما أن وعورة التضاريس تتسبب بدورها في تشويش أعمال التصوير ورصد التدريبات وتمركزات ومخازن السلاح الخاصة بتلك التنظيمات عبر الوسائل التكنولوجية أيضا.
اختطاف جنود
ودفعت مخاوف جيش الإحتلال الإسرائيلي، من إمكانية أن يقوم التنظيم بمهاجمة حدوده الغربية مع شبه جزيرة سيناء، إلى إختبار قدرات وحدات جمع الأدلة الخاصة بالمفقودين، وكذلك قصاصي الأثر، على أمل أن يتمكن من إستعادة جنوده حال تعرضوا للإختطاف بواسطة التنظيم.
وأجرى الجيش الإسرائيلي في منتصف تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي مناورات، لمحاكاة تقفي أثر جنود، تم إختطافهم بواسطة تنظيم داعش، بهدف رفع كفاءة وحداته العاملة في مجال البحث عن الجنود، الذين إختفى أثرهم أثناء العمليات العسكرية أو في الظروف الطبيعية.
وأجريت المناورات في منطقة صحراوية مفتوحة، حيث عملت وحدة جمع الأدلة على البحث عن جنود إختطفهم تنظيم “داعش” بشكل مفترض، وقاموا بجمع الأدلة لكي يمكنهم الوصول إلى موقع ثلاثة جنود إختفوا بعد أن تسلل عشرات من عناصر التنظيم من شبه جزيرة سيناء، طبقا لسيناريو المناورة.
إيلات كهدف لداعش
وكانت مصادر إسرائيلية، قد أشارت في الأشهر الأخيرة إلى أنه ثمة مخاوف متزايدة من حدوث تصعيد على الحدود الإسرائيلية – المصرية، وأن الجيش الإسرائيلي يتحسب لإحتمالات قيام داعش بمحاولة تنفيذ هجمات تستهدف مدينة إيلات، عبر إنتحاريين أو عبر إطلاق صواريخ من سيناء.
وقال ضابط كبير في تشكيل “أدوم”، المكلف بمهام تأمين الحدود الإسرائيلية الجنوبية، إن الإعتقاد السائد هو إحتمال تنفيذ إعتداء كبير وبشكل مفاجئ، وأن هذا هو التحدى الذي يعمل الجيش الإسرائيلي على مواجهته في الفترة الحالية، معبرا عن مخاوفه من تكرار سيناريو صيف 2011، حين قامت مجموعة مسلحة بالتسلل إلى الحدود الإسرائيلية وقتلت 8 إسرائيليين في عمليات متزامنة.
التضخيم الإعلامي
ويرى محللون أن الإعلام الإسرائيلي، يميل إلى تضخيم مسألة وجود تنظيم داعش في سيناء، ووجود مخاطر أمنية محدقة بإسرائيل تأتي من هذه الساحة، على الرغم من إحكام السلطات المصرية سيطرتها على شبه الجزيرة، بصورة تفوق غالبية الساحات الأخرى التي تشهد تواجد تنظيمات إرهابية.
وفضلا عن ذلك، كشفت تصريحات أطلقها رئيس هيئة الأركان العامة بجيش الإحتلال الفريق “غادي أيزنكوت” هذا الشهر، خلال مشاركته في أحد المنتديات المغلقة، بحضور نخبة من العسكريين والإعلاميين والخبراء الإسرائيليين، أن ثمة إعتقاد لدى الجيش الإسرائيلي بأن الحسم العسكري المصري ضد الإرهاب في سيناء أقرب إلى الواقع، مقارنة بصعوبة تحقيق هذا الحسم في سوريا، ما يتناقض مع الروايات الأخرى، التي تبدو وأنها تسير بشكل ممنهج نحو تضخيم مسألة خطر داعش في سيناء.