الإثنين  25 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

الحـــروب قادمــــة! بقلم : تيسير الزبري

صــريح العبــارة

2015-12-29 03:04:40 PM
الحـــروب قادمــــة! بقلم : تيسير الزبري
تيسير الزبري

ونحن في الأيام الأخيرة للعام 2015 وعلى أبواب عام جديد، ومن خلال نظرة على أحوال المنطقة العربية بشكل عام، وعلى الحال الفلسطيني بشكل خاص، فإنني أغامر بالقول أن الحرب قادمة، وأن عناصر تشكلها تتجمع في لوحة واضحة في حجم آلامها وربما أملها!

اللوحة التي أمامنا تشير إلى أن الجانب الفلسطيني قد وصل في محاولاته لحل الصراع مع دولة الاحتلال الإسرائيلي إلى طريق مسدود، ذلك بسبب إصرار دولة الاحتلال على أخذ كل شيء من الفلسطينيين: الأرض  وتقرير المصير والحرمان من الاستقلال ورفض حق العودة لللاجئين الفلسطينيين. الاحتلال يحاول بواسطة أكثر فئاته عنصرية ووحشية، وأقصد بذلك المستوطنين، أن يرهب الفلسطينيين بجرائم بحق الإنسانية وبحماية من جيش الاحتلال، وهو الذي يدفع بالشباب الفلسطيني نحو الرد الغاضب بطرق لا تستطيع السلطة الفلسطينية منعها، كما لا تستيطع إسرائيل وقفها. الأوضاع تزداد توتراً كلما أمعنت حكومة نتنياهو بالقتل بكل من يشتبه بمقاومته من الشباب الفلسطيني... وحلقة الصراع تتوسع ليس فقط في الضفة الغربية بل وربما يصل إلى صراع المسلح إلى قطاع غزة.

الفلسطينيون قرروا رفض الاحتلال، والشباب قرروا المواجهة، أما حكومة الاحتلال فقد قررت القتل المستهدف وبأشد أنواع القمع مخالفة بذلك كل القوانين الدولية، وبهذه الحال إلى أين ستصل الأور؟

أما في المحيط العربي الأقرب ونقصد بذلك جبهتي لبنان وسوريا فإن الصراع يشتد يوماً بعد يوم وخاصة بعد أن قامت إسرائيل بجريمة قتل سمير القنطار، المقاوم الفلسطيني أولاً والقائد في حزب الله ثانياً، وبأن انتظار الرد هو الأكثر احتمالاً وخاصة بعد أن أعلن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله بأن الرد قادم، والمتوقع أن يكون الرد قوياً ونوعياً، كما أن إسرائيل سوف تضرب الحزب في سوريا ولبنان، وهنا فإن الاحتمال الأكبر أن يكون شاملاً، خاصة إذا ما وصلت إمكانات الحل السياسي في سوريا إلى طريق مسدود.

في العراق، وبالرغم من التقدم الذي يحرزه الجيش والحشد الشعبي وقوى العشائر من انتصارات على الأرض إلا أن مخاطر التقسيم ما زالت قائمة، فها هو مسعود البرزاني يواصل خطواته، وبدعم أمريكي، نحو إعلان دولة كردية مستقلة في الشمال العراقي، كما أن العمل جار وبدعم من أطراف عربية إقليمية لإقامة دولة سنّية طائفية في محافظات الأنبار وصلاح الدين والموصل، ومن الملاحظ أنه كلما تقدمت الحكومة العراقية بخطوات نحو طمأنة العشائر العراقية السنية بمستقبل آمن للجميع كلما ازداد الضغط الإقليمي ومع قوى التحالف بزعامة الولايات المتحدة من أجل التقسيم، وحينها فلن يكون إلا خيار أوحد، هو الحرب الأهلية، أما نتائجها فلن تكون بعيدة عن الإقليم.

الحرب الإقليمية سوف تترك تداعياتها على ما يدور على أرض اليمن وعلى احتمالات نقل معارك القوى الإرهابية (داعش وأخواتها) بعد هزيمتها في الشرق إلى المغرب العربي بما يشمل الأراضي الليبية والتونسية والجزائرية غرباً.

معارك المشرق العربي سوف تختلف شكلاً عن معارك المغرب العربي وربما باختلاف أطراف الصراع وبالنتائج المتوقعة ولكن الشيئ المشترك بينهما هو الخراب الاقتصادي والإنساني والتفتيت الجغرافي.

شعوب المنطقة العربية من الشرق إلى الغرب سوف تدفع ثمن ما يتركه منظرو "الفوضى الخلاقة"، دعاة التقسيم والحروب الطائفي الحالمون بالسيطرة على الثروات العربية، ومعهم حلفاؤهم من القوى ذات المصالح الطبقية المرتبطة بقوى الشر العالمي والتي لا تتوانى عن خلق أعداء إقليميين لها، وهي تدمر وبطرق مجنونة ثروات شعوبها بمصالحها الأنانية غير الشريفة.

الصورة المعاكسة لكل الاحتمالات السابقة هي التسليم بما تريده أمريكا وإسرائيل والقوى الرجعية وجيوشها من قوى الإرهاب، وهو الأمر المستحيل. هكذا هو تاريخ الصراع ليس في منطقتنا فقط بل وفي كل الكرة الأرضية، وكما يقال باللغة الشعبية "من يفتح الباب سوف يسمع الجواب"!