إنَّ حتفاً في السّما قد أبرقا
عندما خيَّمَ حزني أشرقَا
فامَّحى غَيمُ المآقي وانطَوى
وارتـَآني في تراب زَنبقا
َإنَّ حزني ليسَ حُباً أَوْ هَوىً
إِنَّما أَرضٌْ ثَراها فُرِّقا
جُرِّدَتْ عيدانُها مِنْ حُزْمَةٍ
كُلُّ عودٍ في هَواهُ استنشَقا
كلُّ عودٍ جَدَّ في انمائِهِ
لَمْلَمَ الأَنداءَ ثمَّ استنطَقا
جَدَّ حتّى جفّت الارضُ التي
أهدتِ الأحشاءَ حتّى أورَقا
إِنَّ حُزنيْ دَمْعُ قدسٍ قد ذَرا
أَشْعَلَ النيرانَ في مَنْ حَدَّقا
حالُها كالشِّعرِ يَرثيْ #مَيْتَهُ
يُنكِرُ الموتَ إِذا ما صَدَّقا
#مُذْ رأَيتُ القدسَ غادٍ كَربُها
والعِدا يلهو بها بلْ سوّقا
قُمْتُ وَحديْ ناصِراً مُستَبسِلاً
قائِلاً رَبّي مَعيْ لَنْ #تُسْرَقا
حائراً مِنَ أَيِّ شِبرٍ أبتَدي
والجُنودُ استنفَروا كي أُخفقا
شَرقُها أم غربُها أم صَدرها
كلُّ شِبْرٍ يشتَهي لو أُعتِقا
كُلُّ بيتٍ يشتَهيْ لو مَرَّةً
أَنْ يَرى شَخْصاً بِرفْقٍ طَقْطَقا
لا يَغُرَّنَّكَ إجحافُ اللَّظى
بل يَغُرَّنَّكَ ثوبٌ مُزِّقا
أَمسَكَ الدَّمعُ بِرِمشي فاكتَوتْ
نَظرَةٌ حائرةٌ كي تُتَّقى
هاكُمُ سِكّينَ حِقدٍ تَستَقيْ
مِنْ دِماكُمْ كُلَّ ما قَد يُستَقى
بعدُ لَم تُروى ولم تشبع ولن
تشبَعَ السّكينُ حتّى تَشهَقا
مُتْ شَهيداً مُستَلَذِّاً ىالدّما
فالفِلسطينيُّ جسمٌ من شَقى
مُتْ شَهيداً فالفلسطينيُّ قد سَجَّلَ الحتفَ بِصكٍ مُسبَقا
كن كَنِبراسٍ في لَيلٍ مُعتِمٍ
مُدَّ فكرا في الوَغى مُستَغرقا
كن كَما شاءتِ الأقدارُ لا
تُجْفِلِ الأَفراحَ يومَ المُلتقى
كَبدرِ اللَّيلِ نَوَّرتِ المآقي
ظريف القلبِ أُهديكَ اشتياقيْ
كأنَّ الرّمشَ لا يقوى سباتاً
خَفيفٌ حَطَّ ليلاً كالبُراقِ
فمالي تحتَ جُنْحِ العينِ أهذي
حنينٌ قد محاهُ الشوقُ باقِ
القدسُ نبعٌ لحقلٍ خالدٍ
يرتوي من مجدهِ من أُرهِقا