الحدث - وكالات
دعا شيخ الأزهر الشريف بمصر، أحمد الطيب، الأربعاء، إلى اجتماع سني – شيعي بالأزهر، لإصدار فتاوى من المراجع الشيعية وأهل السنة، تحرم قتل الشيعي للسني وقتل السني للشيعي.
وأشار مصدر من داخل المؤسسة الأزهرية، إلى أن الدكتور أحمد الطيب، أرسل خطابات لمراجع شيعية، ردًا على خطابات سابقة تنتقد الهجوم على المذهب الشيعي، دعا خلاله إلى تنظيم اجتماع بجامعة الأزهر، بهدف وقف التلاسن والتصعيد بين المذهبين، ما يؤدي في النهاية إلى مقتل أفراد من الطرفين (السنة والشيعة).
وأضاف المصدر لشبكة إرم الإخبارية، أن دعوة شيخ الأزهر يهدف إلى تنحية الخلافات جانبًا، وتبني خطاب يحث على وقف أعمال العنف والاقتتال بين شباب المذهبين باسم الدين، في إطار محاولة لـ«إنقاذ الأمة مما نصبه لها المتآمرون والمخططون»، على حد وصفه.
إلى ذلك، قال المركز الإعلامي بالأزهر الشريف في بيان اليوم الأربعاء، حصلت شبكة إرم على نسخة منه، إن الطلاب الوافدين في جامعة الأزهر، يسعون لنشر المذهب الشيعي في المجتمع السني، رافضًا إعلان «الوقف الشيعي» بالعراق، استعداده توفير كتب الشيعة التي يحتاجها طلاب الأزهر، في بحوثهم عن التشيع، واصفًا تلك الخطوة بـ«الأسلوب الاستفزازي».
وأشار، إلى أن «مكتبة الأزهر الشريف عامرة بكتب المذهب الشيعي التي يمكن رجوع الطلاب المتخصصين في المذاهب إليها وقتمًا شاءوا، وبالتالي فالباحثين من طلاب الأزهر في غِنًى عن هذه المساعدة».
وأعلن الأزهر في 11 ديسمبر الجاري، عن مسابقة للطلبة الوافدين تحت عنوان «نشر التشيع في المجتمع السني. أسبابه – مخاطره – كيفية مواجهته»، وهو ما رآه الوقف الشيعي بالعراق، نقدًا لعقائد الشيعة.
وذكر الأزهر، أن المسابقة تدور حول المدِّ الشيعي، وخلق خلايا شيعية في مصر، وهذا ما يعترض الأزهر عليه، ويعده تدخلاً سياسيًّا مرفوضًا في بلاد أهل السنة.
وشدد المركز الإعلامي بالأزهر، على أن الأزهر عبر تاريخه هو مركز لوحدة المسلمين، لافتًا إلى أن «الأزهر ابتكر (التقريب) بين السنة والشيعة أيام كان التشيع مذهبًا، وليس خادمًا للسياسات والتوسعات وإثارة القلاقل والفتن».
وتواجد المذهب الشيعي في مصر، لا يحظى بدعم حكومي رسمي، ويربط بينه وبين التوجه الإيراني في التوسع بالمنطقة، وبين إيران ومصر خلافات سياسية حادة منذ الثورة الإيرانية العام 1979.
ولا يوجد إحصاء رسمي بعدد الشيعة في مصر، إلا أن تقرير الحريات الدينية، الذي أصدرته الخارجية الأمريكية في العام 2006 يقدر عددهم بأنه أقل من 1% من عدد سكان مصر، البالغ في حينه 74 مليون نسمة أي قرابة 740 ألف شخص.
ويعترف الأزهر، بالمذهب الشيعي، منذ ستينيات القرن الماضي، إلا أن شيخ الأزهر أحمد الطيب انتقد بشدة «المد الشيعي» خلال زيارة قام بها الرئيس الإيراني السابق محمود أحمدي نجاد، للقاهرة، في فبراير 2013.
وعقب ثورة 25 يناير 2011، التي أطاحت بنظام حسني مبارك، رفضت السلطات المصرية خمس محاولات قام بها شيعة مصريون لتأسيس حزب سياسي، تحت اسم «حزب التحرير»، معتبرة أن هذا الحزب يقوم على أساس ديني وهو ما يحظره دستور البلاد.