نقل بعض المؤرخين عن المنجم الفرنسي الشهير ميشيل دي نوسترادام، المعروف بـ"نوستراداموس"، نبوءاته التي كتبها قبل 460 عاما عن أحداث سيشهدها عام 2016، وأنه رأى آنذاك ما تخبئه الأقدار للبشرية، فما الذي توقعه "نوستراداموس"؟
ونقل موقع "روسيا اليوم"، عن "دارسين لأسفار نوستراداموس" أن هذا المنجم الفرنسي الشهير رأى أن عام 2015 سيكون منعطفا هاما للبشرية وبه تبدأ ركائز أحداث جسام يكون موعدها عام 2016، لافتا إلى أن "عام 2015 سيشهد بزوغ هدف يوحد جميع شعوب الأرض و"يخلصها من خطاياها وآثامها".
أما عام 2016، فقد رأى فيه "نوستراداموس" الكثير من التناقضات، وفيما أشار إلى حدوث تحسن في المجال الاقتصادي وإلى فتح أبواب استعمال الطاقة الشمسية ما يسمح بخفض تكاليف الكهرباء، وإلى أن الضرائب في أوروبا ستصبح من الماضي، فقد ذكر أيضا أن الأزمة المالية ستبقى على حالها ولن تفقد تأثيرها، كما أنه ألمح إلى إمكانية حدوث انهيار في الاقتصادات الكبرى آخر العام، من خلال تأويل قوله: "الأغنياء سيموتون مرات عديدة"، بحسب "روسيا اليوم".
وفي ما يبدو أنه أشبه بالدعاية الروسية للحرب ضد الإرهاب، أضاف الموقع أن "المنجم الفرنسي الشهير قرن عام 2016 بالعديد من المآسي والكوارث، ومنها حديثه عن أن أسوأ الأحداث ستنطلق شرارتها من الشرق، وأن أناسا يرتدون العمائم سيبدأون حربا دموية ووحشية، وأنها لشدة قسوتها ستدفع عشرات من الدول للانخراط فيها وهي ستستمر 27 عاما"، في إشارة للحرب التي تزعم روسيا خوضها ضد تنظيم الدولة.
وأضاف "نوستراداموس"، بحسب الموقع، أن الحرب تتزامن مع كوارث طبيعية، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة ستفقد إحدى مدنها بسبب الإعصار، وأن عام 2016 سيشهد هطول أمطار شديدة الغزارة وأن المياه ستغمر دول أوروبا شهرين من دون انقطاع، وأن الفيضانات ستتسبب في غرق أجزاء من أراضي التشيك وإيطاليا وهنغاريا وبريطانيا!
وينقل أنصار هذا المنجم عنه أن أوروبا ستخلو من سكانها وأن مدنها ستتحول إلى ركام وأنها ستبقى كذلك 10 سنوات قبل أن تعود الحياة إليها، وسيكون سببَ الخراب الرئيس انفجارٌ عنيف لبركان فيزوف في إيطاليا، وأن هذه الكارثة الطبيعية ستعقبها سلسلة من الهزات الأرضية التي ستقضي على حياة آلاف من البشر.
من هو نوستراداموس؟
المنجم الفرنسي محل الذكر هو "ميشيل دي نوسترادام" أو "نوستراداموس" الذي وُلد في عام 1503 واحتفظ بشهرة خاصة باعتباره أحد أشهر المنجمين وقراء الغيب، وتحظى نبوءاته على مر العصور باهتمام بالغ، وينكب المهتمون على حل ما تركه من ألغاز وحجايا.
وأنجز "نوستراداموس" الذي تخرج من جامعة مونبيليه وتحصّل على درجة الدكتوراه، أول تقويم فلكي له في عام 1555، ومن ثم صدرت أول طبعة لأسفار تنبؤاته في لندن محتوية على 353 من المقاطع الشعرية، في شكل رباعيات ملغزة تتحدث عن مستقبل البشرية في القرون اللاحقة.
امتهن هذا المنجم الشهير العلاج بالأعشاب وكرّس حياته لكتابة تقاويم فلكية للأحداث في كل مئة عام، وتقلبت علاقته بالسلطات بين الرضا والسخط.
ويمكن الإشارة بالخصوص إلى أنه على الرغم من شهرة "نوستراداموس" الواسعة، فإن الباحثين يؤكدون أن القليل من تنبؤاته كانت صحيحة وأن ما كتبه يلفه الغموض الشديد ويصعب تفسيره، وأن الأحداث التي صاغها بطريقة شعرية ملغزة يمكن قراءتها بأكثر من وجه.
ومع كل ذلك، فإن أنصاره يدافعون عنه بالتأكيد على أنه منذ أكثر من أربعة قرون ونصف تنبأ بهجمات 11 سبتمبر (أيلول) في الولايات المتحدة، وأنه كتب بهذا الشأن قائلا: "في اليوم الحادي عشر من الشهر التاسع طائران حديديان سيصطدمان بصرحين سامقين".