الحدث: محمد أبوهليل
بعد واحد وخمسين يوماً من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزّة، وما خلّفه من دمار هائل ونحو ألفي شهيد وأكثر من أحد عشر ألف جريحاً، توصّل الفريق المفاوض الفلسطيني الموحّد من كافة الفصائل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.
الفريق المفاوض تكوّن من القيادي في حركة فتح عزام الأحمد، ومدير المخابرات الفلسطينية ماجد فرج، والقيادي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ماهر الطاهر، والقيادي في الجبهة الديمقراطية قيس عبد الكريم، وأمين عام حزب الشعب الفلسطيني بسام الصالحي.
كما ضم الوفد نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس موسى أبو مرزوق، وأعضاء المكتب السياسي محمد نصر وعزت الرشق، ونائب الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي زياد النخالة.
فصائل اليسار الفلسطيني عبرت عن رأيها إزاء ما تم الاتفاق عليه، فجبهة النضال على لسان أمينها العام، أحمد مجدلاني، قال في تصريحات سابقة لـ"الحدث" إن هذا لا يعتبر نصراً كاملاً وإنّما نصف انتصار خاصة على المستوى السياسي، والنقطة الأهم هي التوصل لحقن للدّماء بعدما كان كل صاروخ يُطلق من غزّة يُقابل ببرج سكني يُقصف في القطاع وما بداخله من بشر وحجر".
وأضاف أن بند المساحة المسموح بالصيد فيها لم تكن كما طالب الوفد بـ12 ميلاً بل 6 أميال، الحرب الآن انتقلت للسّاسة، وأمامنا شهر كامل للبحث في باقي الشّروط ورفع الحصار بشكل كامل.
بدوره، أكد عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية رمزي رباح لـ"الحدث"، "أن الهدف الأساسي هو الوصول لحقن للدّماء في القطاع أولا، فيما أن الشرّوط التي تمّ التباحث بها وتلك المعطاة شهراً إضافياً من أجل الوصول إلى اتفاق حولها؛ ليست بأهميّة وقف شلال الدّماء".
وقال "إن المقاومة في غزّة انتصرت بإرادة كلّ الفلسطينيين والفصائل، ونثمن اجتماع الفصائل الفلسطينيّة تحت مسمّى الوفد الفلسطيني المفاوض الموحد، ويجب أن يستمرّ العمل في المواقف والعمليات السيّاسيّة والوطنية".
من جهته، قال الأمين العام لحزب الشعب بسام الصالحي، إن من المهم جدا وقف العدوان، هذه الأولوية الكبرى، وعلى هذا الأساس نقيّم تحقيق المفاوضات لأهدافها، أما فيما يتعلق بالقضايا الأخرى، فإنه لا يزال السعي من أجل إنهاء الحصار قائما، لأن الاحتلال لم ينه حصاره للقطاع.
وأضاف الصالحي: "في الأيام المقبلة؛ أعتقد أنه سيحدث تقييم لأداء الوفد المفاوض، وما لم يتم الاتفاق عليه حتّى الآن سيكون أكثر صعوبة مما وافق عليه الطرفان، وما ورد في الاتفاق لم يعالج ما تم تأجيله من بنود".
من جهتها، قالت الجبهة الشعبية في بيان صدر عنها في غزّة، إن المقاومة الفلسطينيةّ انتصرت بصمودها أمام آلة الاحتلال لأكثر من 50 يوما، وأثنت على الوحدة الوطنيّة التي مثلها الفريق الفلسطيني المفاوض في القاهرة، داعية لاستكمال العمل بهذا النفس من أجل إعادة ترتيب البيت الفلسطيني ومعالجة قضاياه.
ودعت الجبهة القيادة الفلسطينية لصياغة خطّة وطنيّة بديلة لما أسمتها بالمفاوضات الفاشلة، وضرورة المضي قدما بالانضمام لميثاق روما ومحكمة الجنايات الدوليّة من أجل محاكمة الاحتلال على مجازره بحق شعبنا.
يُذكر أن الفريقان الفلسطيني والإسرائيلي اتفقا برعاية مصرية على وقف إطلاق النار بين الجانبين، وفتح المعابر بما يحقق سرعة إدخال مستلزمات الإعمار، كما تم الاتفاق على توسيع مساحة الصيد انطلاقا من 6 ميل بحري، واستمرار المفاوضات على باقي القضايا خلال شهر من وقف إطلاق النار.