الحدث - وكالات
"إن ما جرى أشبه بأحدٍ ما ألقى عود ثقاب نحو برميل بارود، والآن ينتظر أن يرى ما إذا كان سينفجر أم لا؟" كان هذا تعليق المراسل العسكري لصحيفة (يديعوت أحرونوت) العبرية (أليكس فيشمان)، بعد العملية العسكرية الإسرائيلية، التي استهدفت مجموعة من كوادر حزب الله والحرس الثوري الإيراني قرب القنيطرة في الجولان السورية، ولكن هذا الحقيقة تقول إن هذا البرميل لم ينفجر، فلم يرد حزب الله على مقتل ابن قائد الجناح العسكري للحزب عماد مغنية، والذي اغتيل هو الآخر في دمشق في 2008، وتلاه اغتيال القيادي سمير القنطار نهاية العام الماضي.
وبعد اغتيال القنطار، تم إجبار حزب الله على الرد على الاغتيالات الإسرئيلية، لقادة الحزب، عن طريق استهداف مركبة عسكرية في منطقة مزارع شبعة المحتلة، عصر اليوم.
وهنا يطرح السؤال لماذا رد حزب الله على اغتيال القنطار، ولم يرد على مقتل جهاد وعماد مغنية الأكثر قيمة بالنسبة للحزب؟
سوء الطالع هو من أوقع أمين عام حزب الله حسن نصرالله في ما وقع فيه؟ فما كادت تمضي ثلاثة أيام على المقابلة المطولة لنصرالله على شاشة الميادين، رافعا سقف التعبئة والمواجهة المعنوية مع إسرائيل، إلى مستويات جديدة حتى جاءت الغارة الإسرائيلية على موكب لعدد من قادة وعناصر حزب الله في القنيطرة لتضع مضمون المقابلة امام الامتحان.
جزم نصرالله أن الاعتداء على محور المقاومة في سوريا وغير سوريا يعني أن المقاومة سترد، وأن حقها في الرد متوقع في أي لحظة.
أما أسباب عدم الرد فيمكن إيجازها في الآتي:
حزب الله منشغل ومشتبك بعناصره في أكثر من جبهة مثل الجبهة السورية، والجبهة اليمنية التي تقدم فيها قوات حزب الله الدعم لتحركات الحوثيين، وبالتالي حزب الله كان حريصًا على عدم فتح جبهات جديدة في مثل قوة الجبهة الإسرائيلية.
إيران، لم تكن راغبه في فتح جبهة مع إسرائيل، تضحي فيها بجهد وتركيز وإمكانات حزب الله من دون أن تكون في النهاية قادرة على تغيير جدي في معادلة موقع إسرائيل وواقعها السياسي والعسكري والجغرافي. فحزب الله بعد حرب العام ٢٠٠٦، بات بوظيفة واحدة وهي حماية النظام الإيراني، وما دخوله في سوريا دفاعا عن نظام بشار الأسد إلا انسجاما مع هذا الهدف الاستراتيجي للنظام في طهران التي تعرف ان سقوط دمشق يمهد لسقوط رأس محور المقاومة.
حزب لم يدخل في مواجهة حقيقة، مع قوات الاحتلال منذ حرب تموز 2006، وفي الأغلب الأمر لم يتعدى مجرد مناوشات في مزراع شبعا.
حزب الله يعلم أن إسرائيل تريد توريطه في حرب، ﻷنها غير راضية بأي حال من الأحوال عن تصاعد القوى الاقليمية للجانب الإيراني، وغير راضية عن حجم التفاهمات التي تجري بين الجانب الأمريكي والجانب الإيراني.
لماذا رد الحزب على اغتيال سمير القنطار؟
قال أمين عام جماعة حزب الله اللبنانية، حسن نصر الله، إن إسرائيل أخطأت التقدير بقتلها القائد العسكري سمير القنطار، مشيرًا إلى أن الرد سيكون حتميًا في أي مكان في العالم.
وفي هذا السياق رد الحزب، اليوم، باستهداف دورية إسرائيلية في منطقة مزارع شبعا، وأكد الحزب أنها نجحت في تدمير الآلية وإصابة من بداخلها.
وفي بيانه، قال الحزب إنه "عند الساعة 3:10 من بعد ظهر اليوم الإثنين، قامت مجموعة الشهيد القائد سمير القنطار في المقاومة الإسلامية بتفجير عبوة ناسفة كبيرة على طريق زبدين – كفرا في منطقة مزارع شبعا اللبنانية المحتلة بدورية إسرائيلية؛ مما أدى إلى تدمير آلية من نوع هامر وإصابة من بداخلها".
ورد حزب الله هذه المرة بعد اغتيال كثير من قياداته، حتى يؤكد لقاعدته الشعبيه ومناصريه، إنه لن يترك دماء رجاله تذهب هدر، وكي يحافظ الحزب على كونه جبهة مقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي، وهو ما يحسن صورة الحزب الذهنية.
والسبب الثاني، موجه نحو الاحتلال، ومفاده أن الحزب لن يترك قادته، لطيران ومخابرات الاحتلال، وان قتل قادة الحزب لن يمر مرور الكرام، دون رد موجع للإسرائيليين.
السبب الثالث، إثبات الحزب أن انخرطه في الحرب السورية، لم تؤثر على إمكاناته العسكرية، والبشرية، رغم مقتل المئات من عناصر في حلب والزبداني والقلمون، وأنه مازال قادرا على مشاكسة الاحتلال.