محمد الأمين سعيدي/الجزائر
لم أبلغ المعنى
ولكني بلغت التيه محتفلا بما في الباطن السكران من حزن وما في غابة الأفكار لم أحصل على شيء ولكني ركبت الوقت منطلقا كريح الشك فاصطدمت رؤاي بصخرة الغيب العتيقة وانكسرتُ..
نسيتُ وجهي في انفلات السّرّ
عانقتُ الأقاصي
واختبرتُ حدود آلهة الجنون
مُنِحتُ سيف الشّرّ فامتحنتْ يدايَ حرارة الجرح المغنّي في عيون ضحية العبثية القصوى
قطعتُ وريدَ أحلامي
شربتُ النااااار..
ثم رفعتُ عند الله عارضةَ المشرّد في الجموح المرِّ
صافحتُ الغد الآتي على فرس التنائي
واعتنقتُ حنين نيران المجوس لطفلة الأنوارِ
علّمني السماويّ المموّه كيف أفتح صدريَ الملعون تسكنه الوساوس، ترتمي في ليله الأشباح راقصة على نبضٍ جنونيّ الخطى
أغدو حفيد العابث المخفيّ في الأيّامِ
أبدو مثل حمحمة الهواجس في صدور الأنبياء
أضيءُ مثل الوحي يربك صخرة الأحديّة الصّمّاء...
ياااااااا أمي
لماذا صرتُ بيت الجمر أحمله ويحملني
لماذا جئتُ من عدمٍ إلى هذا الشقاء المستحيل
لمَ النهاية في دمي تجري وتجري بي إلى حتفٍ قريب من جمال العشق في عينيّ..
ياااااا أبتي
لقد بالغتَ في صنعي بقلبٍ راكضٍ صوب الهباءْ...
يغني الماء للمعنى
يغني للغيوم النائمات هناك في خوف الغد العطشانِ
للكلمات حين تغيبُ في جسد بلا روحٍ
وللروح التي تفنى..
يغني الماءُ
حتى تستعيد الأرض صوت إلهة مجنونة بالأخضر الآتي على خيل التمنّي حيث ترقص حارساتُ الضوء من فرح بسيْر الماء يشعل في مفاتنها خيال الورد يربك معبد الذّكريّ حين يهبّ عطرا أنثويّ اللمس يعبث دون معجزة بكيمياء الوجود
ويعبث بي..
أصير طيرا في خيال الأمس
أعبر كوكب المعنى بلا ماء ولا طربٍ سوى كيس به من كل ساقية جراحاتٌ وخمر وانكسارات، نزوح، هبّة الرؤيا، ضلال العابد الوثنيّ، همس الله، باب عواصف أجتازه رملا، حديث الأرض عن خلل أصاب حدائق التكوين في قلبي فعلّمه الإقامة في التقلّب والشتات الداخلي/الخارجيّ..
حديثُ قرصان بلا عينين في غمرٍ من الظلمات يسخر من ثراء البحر بالأملاح مشتاقا إلى ماءٍ يروّي أعمق العطش الذي يمتدّ في عمق الخلايا
في مجاهيل الدّماغِ
وفي انصياع الروح والجسد المطيع لصوت شيطان البْيولوجيا...
مشرية يوم5/01/2016