الحدث - القدس
قرر جيش الاحتلال الإسرائيلي تغيير أساليب تدريب قواته العاملة في الضفة الغربية المحتلة، وتأهيلهم لتطبيق سياسة “الاشتباك المباشر”، وذلك بعد أن فشل في وقف عمليات الطعن والدهس التي ينفذها الفلسطينيون منذ تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، حسب تقارير صحافية عبرية.
وقالت التقارير، اليوم الأربعاء، إن “عمليات التقييم واستخلاص الدروس التي أجراها الجيش الإسرائيلي، طوال الشهور الثلاثة الماضية، حتمت عليه التفكير في تغيير أساليب تدريبات الجنود”، مشددة على “ضرورة التركيز في التدريبات على كيفية التعاطي اللحظي مع الموقف، وتأهيل الجنود لمسألة إطلاق وابل من النيران المكثفة في لحظات معدودة، مع مراعاة ظروف الموقع”.
وكشف ضابط كبير في ما تُعرف بقيادة اللواء الأوسط في جيش الاحتلال، أن “القتال بأسلوب الاشتباك المباشر، سيكون على رأس الأساليب التدريبية الحديثة، كما سيتم التدريب على التعاطي مع حالات التصدي العنيف من قبل فلسطينيين، حال مداهمة منازلهم للقبض عليهم، فضلاً عن تدريبات هدفها توفير استجابة لحظية لحالات يقوم خلالها فلسطينيون بمحاولة دهس أو طعن الجنود، وهي عمليات لا تستغرق أكثر من ثوان، وتتطلب رداً في غاية السرعة”.
وأضاف الضابط -بحسب ما أوردته وسائل إعلام عبرية اليوم الأربعاء- أن “التدريبات الجديدة تتضمن تأهيل المسعفين أيضاً على التعامل الفوري مع مصابي العمليات التي يقوم بها فلسطينيون، لا سيما تقديم العلاج في الموقع الذي شهد العملية، والتحسب للتعامل مع حالات حرجة ومعقدة ميدانياً”.
ونقلت وسائل إعلام عبرية عن مصادر عسكرية، قولها إن “التركيز على توفير الإسعافات الأولية البسيطة للمصابين، ربما يسبب في فشل إنقاذ حياة مصابين كثر، حيث ينبغي التركيز على تدريب المسعفين على مواجهة إصابات في غاية التعقيد، وإسعافها ميدانياً”.
وتابعت المصادر أن “التأهيل النفسي للجنود، سيكون جزءاً لا يتجزأ من التدريبات الجديدة، حيث سيتم إعدادهم للتعامل مع حالات معقدة، وعدم الانهيار أمامها، لا سيما حين يتعرض بعضهم لاعتداءات مفاجئة”.
وزادت أن “التأهيل النفسي يشمل أيضاً إعداد الجنود قبيل توجههم إلى الأراضي الفلسطينية على إطلاق الرصاص صوب فلسطينيين يحاولون تنفيذ عمليات ضدهم من مسافات قريبة للغاية، ربما لا تزد عن متر واحد، حيث أن إطلاق الرصاص على الهدف بينما تقع عينا الجندي في عيني المنفذ، تدفع العديد من الجنود للتردد، وهو ما يحاول الاحتلال تدريب جنوده على التغلب عليه”.
وتشهد أراضي الضفة الغربية وقطاع غزة، منذ 1 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، مواجهات بين شبان فلسطينيين وقوات إسرائيلية، اندلعت بسبب إصرار مستوطنين يهود متشددين على مواصلة اقتحام ساحات المسجد الأقصى، تحت حراسة قوات الجيش والشرطة.