الحدث - وكالات
أعلنت كوريا الشمالية عن إجراء تجربة لقنبلة هيدروجينية، وذلك بعد التهديد بأنها طورت القنبلة في بداية ديسمبر الماضي. وفي نهاية ديسمبر ظهرت إشارات على أنها تخطط للتجربة.
التجربة تسببت في هزة أرضية بقوة 5.1 درجة بمقياس ريختر، امتدت إلى خارج حدود كوريا الشمالية. مع ذلك لم تؤكد أية جهة غربية مزاعم بيونج يانج.
وفقا لخبراء في المجال النووي، من أجل تأكيد إجراء تجربة على قنبلة هيدروجينية يجب فحص المكونات الكيماوية في الغلاف الجوي خلال الأيام المقبلة بعدها التأكيد ما إن كانت المزاعم الكورية صحيحة أم لا.
هذه هي التجربة النووية الأولى التي تجريها كوريا الشمالية في السنوات الثلاثة الأخيرة. وفقا لشبكة cnbc، يدور الحديث قوة تفجيرية بسيطة مقارنة بالتجربة التي أجريت عام 2013. لذلك إن كانت هذه قنبلة هيدروجينية، لكانت خلفت انفجارا أكبر.
رغم عدم اليقين السائد حاليا حيال الحادث، فإن أمرا واحدا مؤكدا- يدور الحديث عن استفزاز متعمد من قبل الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج- أون للولايات المتحدة، حيث يقول أيضا وفقا لما نقلته cnbc إنه أجرى التجربة لردع الولايات المتحدة.
من وجهة نظر تاريخية، فإن الولايات المتحدة قلقة من النووي الكوري الشمالي منذ الثمانينيات، إذن ليس الأمر بجديد. ولم يتمكن أي رئيس أمريكي من وقف هذا البرنامج. آخر من حاول القيام بذلك كان بيل كلينتون، الرئيس الأمريكي السابق، الذي وقع اتفاقا مع بيونج يانج في أكتوبر 1994.كان الهدف هو إنهاء البرنامج النووي لها.
لم ينجح الاتفاق فعليا، وأعادت كوريا الشمالية بناء مفاعل كانت هدمته بموجبه. بالمناسبة، قال أوباما إن اتفاق كلينتون كان بالنسبة له نموذجا للاتفاق الأخير مع إيران بشأن برنامجها النووي.
لكن جاء بعد كلينتون بوش الذي لم يكمل المبادرة، وأغضب كوريا الشمالية بعد أن اعتبرت الاتفاق تذكرة دخول للمجتمع الدولي وخروج من العزلة. حتى اليوم هناك خبرهل ظهر جونج- أون كزعيم ذي فكر سياسي على مستوى عال بسبب اختياره التوقيت الحالي للتجربة؟اء يهل ظهر جونج- أون كزعيم ذي فكر سياسي على مستوى عال بسبب اختياره التوقيت الحالي للتجربة؟ذهبون إلى أن الاتهام بحيازة كوريا الشمالية سلاحا نوويا يكمن في بوش وليس في اتفاق كلينتون. هذا بالطبع لن يغير الواقع الحالي. كذلك العقوبات الاقتصادية طوال السنوات الأخيرة لم تؤت أكلها في هذا السياق.
العلاقة بإيران
جانب آخر لتجربة كوريا الشمالية هو علاقتها بإيران. انتهى أوباما وأوروبا مع طهران إلى اتفاق نووي. وأنهت الوكالة الدولية للطاقة الذرية التحقيق بشأن البرنامج العسكري النووي لإيران. نقلت طهران إلى موسكو موادا، وبدا أن العقوبات هذا الشهر بدأت في الانخفاض. لكن عمليا، ظلت كوريا الشمالية كبديل لإيران لتطوير جزئي أو كلي للبرنامج النووي العسكري، مقابل المال طبعا.
الشواهد على ذلك نشرت في الماضي، لكن الاتفاق الذي أجراه أوباما لا يربط بين الدولتين. فتجربة اليوم لا يصب فقط في صالح الردع الكوري الشمالي، بل يمكن أن يفهم استراتيجيا على أنه إضافة للردع الإيراني. فإن كان بمقدور إيران شراء أو تطوير صواريخ لدى الجارة، ونقلها بسرية لمواقع تحت الأرض مثلما نشر في الأيام الأخيرة، فإنها تحصل لنفسها على قدرة نووية دون أن تخرق الاتفاق مع الولايات المتحدة.
بكلمات أخرى، إذا لم يستغل أوباما هذه التجربة للدفع تجاه مراقبة البرنامج النووي الكوري، فإنه عمليا يفشل بذلك الاتفاق مع إيران الذي بادر به. يمكن أن يلزم بيونج يانج بالجهل ظهر جونج- أون كزعيم ذي فكر سياسي على مستوى عال بسبب اختياره التوقيت الحالي للتجربة؟لوس على طاولة المفاوضات بالتهديد أو من خلال وعد بتسهيلات يمكن أن يقدمها، أو يمكنه أن يقدم خطا أكثر قسوة بالتعاون مع الصين المستاءة هي الأخرى من تجارب جارتها.
التوقيت المثالي
الجزء المؤسف هنا، أن أوباما بصدد إنهاء سيرته السياسية، لذلك من المرجح أنه لا يملك القدرة على فعل أي شئ. علاوة على ذلك، خلال شغله منصبه امتنع فقط عن المواجهات، لذلك فإن احتمالية قيام الولايات المتحدة شيئا بخلاف الكلام ضعيفة للغاية.
هذا ينطبق أيضا على أوروبا التي تخنقها بشدة الحرب في أوكرانيا والمشكلات السياسية في إفريقيا. فبصعوبة تستطيع أوروبا التصدي لداعش، وبالطبع ليس لدولة نووية مثل كوريا الشمالية.
هل ظهر جونج- أون كزعيم ذي فكر سياسي على مستوى عال بسبب اختياره التوقيت الحالي للتجربة؟ نظرة من الجانب يمكنها افتراض ذلك. أوباما مشلول، أوروبا مشلولة. إيران أنجزت اتفاقا نوويا وبيضت برنامج نووي عسكري وأثبتت للجميع أن العالم لا يعنيها. على الأقل غير قادر على شن حرب. أما الصين فهي غارقة في أزمة اقتصادية وفساد اجتماعي يصحبه موجة اعتقالات قوية للفاسدين، وتغييرات في الجيش وأجهزة المخابرات و صعود تشي جين بيغ الدكتاتور الأقوى منذ ماو تسي تونغ.
بكلمات أخرى، لا توجد في هذا التوقيت أية قوة حقيقية في العالم يتوقع أن تحارب كوريا الشمالية لأنها طورت قنبلة هيدروجينية. على العكس، على الارجح سوى تختار الصين وأوروبا والولايات المتحدة اتفاقا مماثلا لما وقع مع إيران يسمح لنظام جونج- أون بالإبقاء على ترسانته النووية والباليستية، مقابل غشراف على البنية النووية وانفتاح النظام على الاقتصاد العالمي، بشكل متزامن مع وعود ببقائه في الحكم وألا تحاول أجهزة الاستخبارات الأجنبية تنظيم انقلاب.