الأحد  24 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

تركيا تقلق راحة فلسطين

2014-08-31 09:34:04 PM
 تركيا تقلق راحة فلسطين
صورة ارشيفية
 
خاص الحدث - جميل عليان

في الأراضي الفلسطينية، الكثيرون غير راضين عن سياسية تركيا الأردوغانية في المنطقة.. وهناك أيضا من يتوجس كثيرا من تأثير تركيا على صناعة نمط محدد من السكاكر.
في واحد من أقدم مصانع الحلقوم التقليدية في نابلس القديمة، يمكن لواحد من أشهر صناع حلوى الحلقوم، أن يتحسس إلى أي مدى أثرت الصناعات الحديثة على تسويق الانتاج المعروف بأصوله التركية.
وتشتهر نابلس بصناعة الحلقوم أو ما يطلق عليه الراحة منذ عقود طويلة، لكن الصناعة التي تعود بجذورها إلى تركيا العثمانية، تطورت بشكل لافت خلال السنوات الماضية.
وقال أيمن حرز الله الذي ما زالت عائلته تعمل منذ خمسة عقود في صناعة الراحة الكلاسيكية، أن الثقافة التركية أثرت في الصناعة التي جاءت اصلا من تركيا قبل قرنين.
واقفا إلى جانب آلات عجن النشاء الذي تصنع منه الراحة، قال حرز الله إن عائلته، تصنع راحة عادية بدون إضافات جديدة، كما يجري في الكثير من المصانع المحلية.
ونابلس واحدة من أشهر المدن الفلسطينية في صناعة وتسويق الحلويات، وفيها أيضا تركت تركيا الكثير من المعالم المهمة، ذاتها مصانع الحلقوم تقع الآن في أبنية قديمة شيدت إبان الحكم العثماني لفلسطين.
وفيما عرفت تركيا بصناعة الراحة منذ أكثر من أربعة قرون، إلا أن تطويرها لم يتوقف في تلك البلد التي تجري بعض مقاطعاتها احتفالا سنويا بيوم اللوكوم، وهو اسم هذه الحلوى.
وانتقل تطوير هذه الصناعة عبر امتداد تأثر الشرق الأوسط بالثقافة التركية من خلال الكثير من الصناعات.
في مصنع آل حرز الله، ليس هناك أي شكل من أشكال التأثر بالثقافة التركية، لذلك ـبقت العائلة على ذات الصنف الذي تصنعه.
وقال أيمن" نصنع ذات الراحة التي تحمل ذات العلامة التجارية.(...) فقط اختلف حجم العبوات. اصبح الاحجام اخف".
وعرف الفلسطينيون الراحة "سادة"، مصنوعة من ماء النشاء والسكر وماء الزهر، كما يقول حسام الشخشخير وهو واحد من صناع الحلقوم في المدينة.
لكن الشخشير اليوم يصنع نحو 20 صنفا من هذه الراحة.
وفي كثير من الأحوال تبدو الصناعة العتيقة في المدينة تأثرت كثيرا بالصناعات التركية دون قصد. فالصناع يخضعون غالبا لرغبات المشترين الذين يبحثون عن اصناف جديدة من الحلقوم المطعم بالفستق الحلبي او الكريما.
يمكن للشخشير أن يعرض في مصنعه الذي يعمل فيه نحو ٨ عاملين اصنافا مختلفة من الراحة، تعود اصول صناعتها الاولى الى تركيا.
ودفعت مناسفة الحلوى القادمة من تركيا الى السوق الفلسطينية الكثير من الصناع الى مجاراة التنويع في صناعة السكاكر.
وقال الشخشير "نصنع الان حلقوم باطعام مختلفة مثل أطعام الفواكه الفواكه، والزنجبيل". في أسواق المدينة الداخلية يمكن الاستدلال على الكثير من اصناف الحلقوم المعروضة على البسطات.
وقال أحد الباعة "هنا يوجد كل شيء(...) هنا راحة من الحامض حتى الحلو".
وقد يصل ثمن الكيلو الواحد من الحلقوم الى نحو 40 دولارا أميركيا كما يقول الشخشير. وأضاف "نحن نصنعها هنا لكن أسواقها محدودة".
ويمكن للفلسطينيين استيراد الحلقوم التركي، لكن تصديره ليس امرا سهلا. وقال الشخشير فيما كان يتابع تبعئة العبوات مع عمال المصنع" صدرنا في العام 2000 مرة واحدة حلقوم إلى شيكاغو".
لكن أرباب المهنة يقولون ان التصدير  الى مناطق عربية داخل الخط الاخضر مازال مستمرا حتى اليوم.
ومصانع الحلقوم من المصانع التي تدار بشكل عائلي في المدينة مثل الكثير من المهن التي يورثها الآباء للأبناء. لكن ايضا تشغل هذه المصانع عددا محدودا من العمال. وهي من المصانع التي جذبت الايدي العاملة الناعمة.
وفيما ورث حرز الله المصنع عن والده، تعلم الشخشير الصناعة في احد المصانع. واليوم يعمل في مصنعه شبان وشابات تعلموا الصناعة سريعا كمان يقولون.
وقال محمد عيران إنه بدأ العمل منذ 3 أعوام عندما كان في الثالثة عشرة من عمره، وأنه أصبح الآن قادرا على تصنيع كافة اصناف الحلويات المتربطة بالحلقوم.
ويظهر عيران وعاملة اخرى في طور انتاج واحد من الاصناف التي تباع بأسعار عالية.
ورغم عدم ربط الكثير من أرباب الصناعات التقليدية الخفيفة بين صناعاتهم وبين تأثرها بالصناعات المستورده من الخارج، إلا أن خطوط الانتاج في صناعة الحلقوم تبدو الأكثر تأثرا.
قال بائعون إن رغبة المشترين بحلقوم تركي، تتجاوز أحيانا كثيرة رغبتهم بحلقوم محلي، لكن الصناع في المدينة يشيريون بفخر الى انتاجهم.
وقال الشخشير "نصنع هنا اجود اصناف الحلقوم. لا أحد يستطيع أن يصنع مثل حلقوم نابلس".
في نابلس ذاتها، التي حفلت بمقرات هامة للحكومة العثمانية، حول السكان واحد من أشهر سجون تلك الامبرطورية الى مصنع للحلويات، ليس بعيدا كثير عن مصانع الحلقوم في البلدة القديمة.