ودعنا عام 2015 واستقبلنا عام 2016 ولا يمكن القطع بين أحداث العامين أو وقف تأثيرات أحدهما بالآخر سلباً أو إيجاباً.
ولعل أبرز ما سجله عام 2015 أولاً انتفاضة شباب ما بعد أوسلو ومقاومتهم الاحتلال بالوسائل المتاحة، وثانياً تمرد صانعي أوسلو وقادة سلطة أوسلو على اتفاق أوسلو الذي أفرغته حكومات إسرائيل المتعاقبة، وخاصة الحكومات التي ترأسها بنيامين نتنياهو، من مضمونه وجعلت تحقيق حلم الشعب الفلسطيني بدولة فلسطينية مستقلة على حدود العام 1967 وعاصمتها القدس أمراً بعيد المنال.
وكلا الأمرين انتفاضة الشباب والتمرد غير المكتمل على أوسلو رُحِّلا فعلاً وقولاً من عام 2015 إلى عامنا الجاري.
ورغم تمرد الرئيس أبو مازن على إفراغ اتفاق أوسلو من مضمونه، ما زال الرئيس يحدوه الأمل أن يكون عام 2016 هو عام إنهاء الاحتلال وأن ينعم الشعب الفلسطيني في هذا العام بالحرية والاستقلال وبدولته المستقلة وعاصمتها القدس.
ويبدو هنا أن السيد الرئيس هو أكثر أبناء الشعب الفلسطيني تفاؤلاً بإنهاء الاحتلال هذا العام، فالقائد يجب أن يكون الأكثر تفاؤلاً والأكثر تصميماً على تحقيق طموحات شعبه، فلا تراجع عن هدف إنهاء الاحتلال سواء في العام 2016 أو الأعوام التالية.
والرئيس يؤمن بقرب نهاية الاحتلال إيمانه بالسلام العادل المبني على الشرعية الدولية بعد أن أعطى المفاوضات المباشرة والوساطة الأمريكية كل الفرص المتاحة وأضاعتها حكومات إسرائيل التي باتت في ركن ضيق أمام المجتمع الدولي وحتى أمام قطاع واسع من الشعب في إسرائيل الذي آن له أن يتحرك باتجاه السلام ويقصي حكومة اليمين المتطرف ذات أغلبية الصوت الواحد.
وما زال أمام إسرائيل في العام 2016 اليد الفلسطينية الراغبة في السلام العادل بناء على المبادرة العربية وقرارات الشرعية الدولية. إن أرادت حقاً السلام مع الشعب الفلسطيني والعيش في دولة ذات حدود معترف بها إلى جانب دولة فلسطين العتيدة في حدود الرابع من حزيران.
إن الشعب الفلسطيني هو حقيقة واقعة على أرض فلسطين التاريخية شاء نتنياهو وأركان حكومته أم أبوا، فليبصر الطريق المؤدي إلى السلام وليقصر درب الآلام على الشعبين الجارين ويتوجه إلى السلام بشجاعة نظيره الرئيس أبو مازن تاركاً خلفه الذرائع الواهية وسياسة إطالة أمد احتلاله لشعب فلسطين وأرضه، وإن آلة القمع التي يستخدمها وسياسة القتل والإعدامات الميدانية والحرق وهدم البيوت واعتقال الآلاف لم ولن يثني الشعب الفلسطيني وجيل ما بعد أوسلو عن مواصلة نضاله للخلاص من الاحتلال والعيش في دولته المستقلة سيداً حراً وعاصمتها القدس.
نكرر، الطريق أمام قادة إسرائيل للسلام والأمن قصير جداً إن أرادوا حقاً الأمن والسلام والعيش المشترك وهو إنهاء احتلالهم للأرض الفلسطينية.