الحدث - آيات يغمور
في أربع مدن رئيسة، بدأت وزارة المواصلات "الإسرائيلية" خطتها الجديدة في ربط المدن الأكثر حيوية وعدداً، بخط مواصلات واحد، عبر تفعيل آلية "الكرت الذكي"، فمنذ بداية كانون الثاني بدأت الإجراءات تدخل حيز التنفيذ في كل من بئر السبع، حيفا، تل أبيب، وانتهاء بالقدس بعيداً عن البلدات العربية.
خطة المواصلات تهدف إلى تخفيض تكاليف السفر خلال المواصلات العامة، بما تشمله من شركات الحافلات والقطار الخفيف، ليكون للمسافر بطاقة سفر شهريةٍ، يتنقل عبرها في المواصلات العامة على اختلافها، وبسعر مخفف، دون تحديد لعدد المرات التي يستخدمها خلال الشهر الواحد.
40% من تكاليف المواصلات، يمكنه هذا الكرت الذكي أن يخفض من نفقات السفر للشخص الواحد، وهو ما بات المقدسي محروما منه تبعاً لإجحاف وزارة المواصلات "الإسرائيلية" وإقصائها لشركات الحافلات العربية، التي تنقل آلاف المسافرين يومياً.
وتشتمل الخطة الجديدة، على عدة عروض تمكن المسافر من اختيار الأنسب، مخفضين بذلك تكلفة السفر، علماً بأن وزارة المواصلات "الإسرائيلية" تقدم دعماً لمساندة قطاع المواصلات العامة، وتبلغ تكلفة هذه الخطة 120 مليون شيقل لإنشاء محطات تعبئة وإرفاق الأجهزة داخل الحافلات في كافة الخطوط في المدن الأربعة الرئيسة.
بدوره، وجد المحامي معين عودة، في عزوف وزارة المواصلات "الإسرائيلية" عن إشراك الخطوط العربية، ضمن خطة المواصلات الجديدة، عنصرية ملموسة، موضحاً أن وزارة المواصلات لم تعلن بشكل واضح رفضها لضم الشركات العربية، إلا أنها بدأت تنفيذ الخطة دون تركيب الجهاز اللازم لقراءة الكرت الذكي داخل الحافلات العربية، الأمر الذي يحول دون استخدامه.
ورأى المحامي المطلع على هذه القضية، أن المعضلة تكمن في "التفرقة العنصرية" والتعدي على حقوق المواطنين العرب، مرجحاً توجه المجالس المحلية في هذه البلدات نحو القضاء، في محاولة أخيرة لاسترداد بعض من الحقوق الضائعة خاصة فيما يتعلق بقطاع المواصلات العامة، وتهميش العربية منها.
من جهته، أوضح مدير شركة مواصلات شمال القدس، رائد الطويل، أن وزارة المواصلات "الإسرائيلية" رفضت تزويد الشركة بالجهاز اللازم لتفعيل الكرت الذكي كآلية سفر جديدة، مضيفاً أن الشركة اقترحت شراء هذا الجهاز بنفسها والذي تصل تكلفته إلى 150 ألف يورو، إلا أن الوزارة رفضت ذلك.
وتابع "الطويل" لـ"الحدث"، إن الوعود التي خرجت بها وزارة المواصلات، تعود إلى ثلاثة أعوام سابقة، لم تأخذ حيز التنفيذ بعد، رغم أن الخطة الجديدة باتت مفعلة.
ونوه الطويل أن خط باصات شمال القدس، يشهد يومياً خمسة وعشرين ألف مسافر بين مدينتي رام الله والقدس، الأمر الذي يجعل من الكرت الذكي مطلباً مهماً للمواطن الذي أثقلته تكاليف التنقل بين هذه المدينتين التي زادت الحواجز منها سوءاً.
وفي مقابلات عشوائية أجرتها "الحدث"، أبدى المواطنون "المقدسيون" استياءهم من هذا التهميش الواضح من قبل وزارة المواصلات، مبدين مقارنة بين تكلفة التنقل باستخدام الخطوط العربية، وتلك "الإسرائيلية" التي تدعمها حكومة الاحتلال من خلال وزارة المواصلات.
15 شيقل، تكلفة الذهاب والإياب من القدس إلى رام الله، كان من الممكن أن تكون 9 شواقل فقط، كتكلفة مخفضة تدعمها وزارة المواصلات، كغيرها من الخطوط التي يستخدمها القاطنون في بئر السبع وحيفا وتل أبيب، أي أن خسارة المسافر المتنقل بين الخطوط العربية تصل إلى ستة شواقل يومياً، أي ما يقارب 180 شيقل شهرياً.
فكان الجواب على هذه المقارنة، لدى شركة باصات الطويل، وغيرها من الخطوط العربية، في أن الشركة لا تتلقى أي دعم من أي جهة كانت، وهو ما يجعل من تخفيض تكلفة التذكرة أمراً غير وارد.
حقوق مقدسية منتهكة، وهو أمر ليس بجديد من قبل حكومة الاحتلال التي تهمش العرب أينما كانوا، لتكون المرافق في البلدات العربية الأنقص حظاً في كافة المجالات.