الحدث- رام الله
السلبية تؤثر على حياة الفرد وعلى المحيطين به بشكل كبير جداً. ورغم أن الطاقة السلبية هي مصطلح علمي يرتبط بالفيزياء لكنه يستخدم على نطاق واسع في علم نفس وبمعنى مختلف تماماً.
الطاقة السلبية هي جميع المشاعر السلبية وما تتركه من أثار نفسية على الشخص وأهميتها تكمن في أنها تؤثر بشكل كبير على المحيط بحيث يمكن لهذه الصفة ان تصبح سمة عامة لمجتمع بأسره.
المشاعر هذه قد تنطلق من الفرد وقد تكون نتيجة تأثير مباشر للمجتمع على الفرد، فالمجتمعات التي تعيش أوضاعاً إقتصادية وإجتماعية وسياسية سيئة تعاني من الإحباط وبالتالي مجتمعات غير قادرة على إتخاذ القرارات أو الإيمان بمستقبل أفضل.
أما على صعيد الأفراد فهذه الطاقة تشل قدرة الفرد بشكل كامل كان كما أنها تؤثر على صحته البدنية والنفسية والعقلية. إستبدال الطاقة السلبية بأخرى إيجابية ليست بالمهمة السهلة لكنها كما جميع العقبات التي تواجه أي شخص في الحياة فإن البداية تكون بإتخاذ القرار.. حين تقرر أنك تريد أن تصبح شخصاً إيجابياً حينها فقط يمكن الإنتقال من الجانب السوداوي الى الجانب المشرق من الحياة.
وقبل الحديث عن الطرق التي يمكن من خلالها التخلص من السلبية، يجب أن نذكر مجدداً أن المهمة ليست بالامر الهين وقد تفشل أكثر من مرة خلال رحلة الانتقال هذه لكن عليك عدم الإستسلام لليأس والإحباط لانك وبكل بساطة تفوت على نفسك فرصة الإستمتاع بالحياة التي تعيشها لمرة واحدة فقط .
أولاً: التوقف عن لعب دور الضحية
لمعرفة حجم هوس المجتمعات العربية على إختلافها بلعب دور الضحية كل ما عليك القيام به هو إلقاء نظرة على مواقع التواصل الإجتماعي. مئات الاف الصور والإقتباسات تنشر يومياً عن كونهم ضحايا الحياة أو القدر أو الاخرين.
لعب دور الضحية هو أسهل طريق لعدم تحمل المسؤولية، وعندما تختار ان تكون الضحية فأنت تغرق نفسك في السلبية عن سابق إصرار وتصميم. فإن كنت من الفئة التي تظن بأن «عليها» العمل، أو بأن جميع الامور السيئة تحدث لها دون سواها وحين تلوم الظروف والحظ والاخرين على كل مشكلة تواجهك فانت تملك عقلية الضحية.
بداية الحل تكون بتحملك المسؤولية، أي ان حياتك أصحبت على ما هي عليه بسبب قراراتك الخاطئة وبسبب تخاذلك في مرحلة ما. وحين تتمكن من تحقيق ذلك ستدرك وبشكل تلقائي بأن تملك القوة لقلب الامور لصالحك وبأنك تملك طاقات غير محدودة لجعل حياتك أفضل .
ثانياً: تعديل الطريقة التي تفكر بها
يمكنك أن تكون أفضل صديق لنفسك أو أكبر عدو لها. التغيير يبدأ دائماً منك، فإن كنت تسعى وبجدية لتصبح شخصاً إيجابياً عليك أن تبدأ بالبحث عن مكامن الخلل في شخصيتك والعمل عليها. البداية تكون بأبسط الامور كالكلمات التي تستعملها والأفكار التي تراودك. مثلاً فشلت في مهمة ما وتشعر بالسوء وما تنفك تلوم نفسك، عوض جلد نفسك بفكرة انك لا تصدق بانك فشلت في تحقيق ذلك إعتمد مقاربة أكثر إيجابية تتمحور حول الإعتراف بالفشل والإعتراف أيضاً بأن تملك القوة الكافية للقيام بالمهمة بشكل افضل في المرة القادمة.
المهمة هذه تتطلب الوقت والصبر لكن التخلص من الافكار السلبية ستجعلك تدرك انك قوي جداً وأنك كنت دائماً العقبة الوحيدة امام تقدمك في الحياة والعمل.
ثالثاً: تعلم تقدير كل شيء
عندما ينحصر تفكيرك بنفسك وبحياتك فإنه من السهولة بمكان الإقتناع بانك تستحق ما منح لك. عندما يسيطر مصطلح «أنا أستحق» على آلية تفكيرك فإن ذلك يدفعك لجعل نفسك محور الكون والى وضع معايير وتوقعات غير واقعية تتعلق بضرورة قيام الاخرين بالإهتمام بك ومراعاة إحتياجاتك وتلبية رغباتك.
هذه النوعية من البشر يصعب التواجد حولها لانها تنشر الطاقة السلبية أينما حلت والتعايش معها رحلة تستنزف طاقات الاخرين.
انت لا تستحق أي شيء إن لم تقدم للأخرين شيئاً في المقابل.. وهذا الأشياء تبدأ من تعلم تقدير تفاصيل حياتك وتفاصيل حياة الاخرين مهما كانت سخيفة .فالمشاكل اليومية البسيطة التي تجعلك أقوى تجعل علاقاتك بالاخرين أفضل أيضاً حين تتواصل معهم وتقدرهم. الشعور بالإمتنان سيجعلك تدرك بأن الحياة لا تتمحور حولك فقط وستبدأ تدريجياً بالتحول الى ذلك الشخص الذي يعطي ولا يأخذ طوال الوقت.
رابعاً: تعلم الضحك.. خصوصاً على نفسك
نمط الحياة المتسارع قد يجعلك تشعر أحياناً وكأنك رجل آلي خصوصاً إن كنت من الفئة التي تضع حياتها المهنية كأولوية. الطموح ليس بالأمر السيء، لكن حين يسيطر على حياتك كاملة فهو يتحول الى مصدر للطاقة السلبية. التمتع بالطاقة الإيجابية يعني التعامل مع الحياة بخفة أحياناً.
الضحك يدخل الإيجابية الى حياتك ويذكرك بأنك تتعامل مع الامور بجدية بالغة. إن كنت من الفئة التي لا تتقبل السخرية الظريفة أو التي لا تجد النكات مضحكة، وتشعر بالإهانة في حال قام أحدهم بممازحتك فأنت تأخذ الامور بجدية سلبية .تعلم السخرية من نفسك وقم بالضحك ملء شدقيك على مواقف سخيفة مررت بها، فالتجربة هذه ستجعلك تكتشف الامور التي تجعلك سعيداً ..والسعادة تعني الإيجابية.
خامساً: تعلم مساعدة الاخرين
السلبية مرادف للأنانية، فالاشخاص الذين يعيشون من اجل أنفسهم فقط لا يملكون هدفاً في الحياة. فإن كان هدفك هو الاهتمام بنفسك فقط وتحقيق طموحاتك فأنت في الواقع لا تملك أي هدف على الإطلاق. متعة الطموحات تأتي من الشعور الذي يختبره المرء بعد تحقيقه، وإن كنت انت الهدف والطموح فلن تختبر بأي شكل من الاشكال المشاعر الإيجابية.
الطريقة الوحيدة لخلق الهدف والشعور بالإيجابية هي من خلال مساعدة الاخرين. يمكنك البدء بالامور البسيطة كفتح الباب لاحدهم، أو المبادرة بسؤال شخص تكترث لامره عن يومه قبل أن تبدأ بالحديث عن يومك. أهمية مساعدة الاخرين تكمن في أنهم سيبدأون بتقديرك وسيصبح وجودك هام جداً بالنسبة اليهم وحين تتمكن من لمس ذلك التقدير ستدرك أنك دخلت في مرحلة الإيجابية.
سادساً: تواجد مع أشخاص إيجابيين
الإنسان يتأثر بمحيطه فإن كنت في محيط يستنزف قدراتك ويجعلك تشعر بالسلبية طوال الوقت عليك البحث عن محيط اخر. الاصدقاء الدائمي الشكوى العاشقين للدراما واليأس وكل ما هو سلبي في هذه الحياة عائق كبير أمام تحولك الى الجانب المشرق. عليك إحاطة نفسك بمجموعة من الأشخاص الإيجابيين الذين سيقدمون لك نظرة مختلفة تماما للحياة. المجموعة السلبية الاصلية الخاصة بك قد تقدر تحولك هذا أو قد تشعر بالرعب منه، من يتقبل مزاجك الايجابي الجديد فهم من الاشخاص الذين سيصبحون خلال مراحل لاحقة إيجابيين ، اما الذين سيشعرون بالرعب فعليك إبعادهم عن حياتك لانهم سيعيدون إدخالك في متاهة السلبية.
المصدر: موقع سيدي