الحدث - هآرتس
قالت صحيفة هآرتس اليوم إن حركة حماس نجحت مؤخرا بتحسين قدراتها القتالية وإعادة شبكة الانفاق التي تضررت خلال العملية العسكرية الأخيرة، حيث وصل عدد الانفاق التي يتم حفرها حاليا تحت حدود قطاع غزة والى "إسرائيل" الى نفس العدد تقريبا الذي كان قبل عملية "الجرف الصامد" في عام 2014 وهي تستثمر أموالا طائلة في ذلك.
وأشارت هآرتس الى أنه في الأسابيع الأخيرة نجح جهاز الشاباك الإسرائيلي بالكشف عن ثلاث خلايا تابعة لحماس في الضفة الغربية والقدس الشرقية، خططوا لعمليات عدائية باستخدام السلاح الحي داخل إسرائيل، وترى هآرتس أنه على ضوء التصريحات الأخيرة لمسؤولين من حركة حماس فإن الحركة تحاول تحويل أحداث العنف الأخيرة في الضفة الغربية و"إسرائيل" الى انتفاضة مسلحة، الامر الذي يمكنه أن يؤثر على مجريات الاحداث بصورة ملموسة في قطاع غزة.
وتقول هآرتس إنه في المقابل حتى الآن نجحت الأجهزة الأمنية الإسرائيلية والسلطة الفلسطينية في الضفة الغربية بإحباط أغلبية مخططات حركة حماس، مشيرة الى أن أغلبية العمليات التي تحدث في الضفة الغربية هي عمليات فردية لا تتبع لمنظمات مسلحة. لكن في حال نجحت حركة حماس بتنفيذ عملية كبيرة في الضفة الغربية سينعكس هذا على مجريات الأمور عند الحدود مع قطاع غزة، حيث يجري هناك صراع مستمر بين الأجهزة الأمنية الإسرائيلية ومقاتلي حركة حماس الذي عادوا لحفر أنفاق هجومية باتجاه "إسرائيل".
وقال التقرير إن الجيش الإسرائيلي دمر أكثر من 30 نفقا لحماس خلال الحرب التي استمرت لـ 50 يوما، ثلثها امتد تحت الحدود مع غزة إلى داخل "إسرائيل"، في حين استخدم جزء منها لشن هجمات.
وأشارت هآرتس إلى أن حماس خسرت في كانون أول/ديسمبر الأخير عبد الرحمن المباشر وهو مسؤول كبير في حماس وأحد حراس الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط خلال انهيار نفق شرقي خان يونس، وفقا لما أعلنته حركة حماس، وهي منطقة قريبة من الحدود مع "إسرائيل". وقالت هآرتس إنه منذ انتهاء العملية العسكرية الأخيرة جددت حماس جهودها واستثمرت أموالا طائلة في مشروع الانفاق. وتتوقع هآرتس أن عدد الانفاق داخل الحدود مع "إسرائيل" يشبه نفس العدد الذي كان قبل عملية الجرف الصامد.
وفي حال نجحت حماس بضربة عسكرية نوعية في الضفة ترى هآرتس أنه يوجد سيناريوهان يقفان أمام ذلك، الأول هو الانجرار الى تصعيد حقيقي، ما قد يزيد الثمن كثيرا في خسائر بالأرواح والممتلكات. السيناريو الثاني-هو اقدام قيادات حماس (محمد ضيف، ومروان سنوار) بتوجيه هجوم أحادي الجانب عبر الانفاق التي تمتد نحو "إسرائيل"، وذلك في حال شعور الحركة بخطر يداهم هذه الانفاق والتي تعتبرها بأنها رصيدها العسكري وفي هذه الحالة سيكون الثمن غاليا أيضا
ولا يعتقد المسؤولون الأمنيون في إسرائيل أن حركة حماس تسعى حاليا إلى جولة جديدة من الصراع مع "إسرائيل" في غزة ومحيطها. لكن جهاز الشاباك وقوى الأمن الإسرائيلية كشفوا في الآونة الاخيرة عن جهود في مراحل متقدمة لحركة حماس لتنفيذ هجمات من الضفة الغربية، من ضمنها اختطاف وقتل إسرائيليين.
في حزيران/مايو 2014، أثار قتل واختطاف ثلاثة فتيان إسرائيليين في الضفة الغربية سلسلة من الأحداث وصلت ذروتها إلى الصراع الأخير في صيف عام 2014 بين الجانبين، ولا يتم استبعاد تسلسل مشابه للأحداث، بحسب ما تطرقت له "هآرتس".
وقالت "إسرائيل" منذ الحرب الأخيرة في غزة عام 2014 إنها تسعى إلى إيجاد حلول تكنولوجية لتهديد الأنفاق. مع ذلك، وفقا لـ"هآرتس"، تُقدر تكلفة سياج محيط في قطاع غزة يشمل تكنولوجيا دفاعية ضد الأنفاق ب2.8 مليار شيكل (حوالي 700 مليون دولار)، ولا يوجد هناك تخصيص أموال من هذا النوع في ميزانية وزارة الدفاع الإسرائيلية الحالية، كما جاء في التقرير.
في آب/أغسطس 2015، نشرت حماس شريط فيديو يظهر كما يبدو بنى تحتية مجددة لأنفاق عبر الحدود في قطاع غزة وكذلك مجموعة من المعدات والتقنيات العسكرية لاستهداف قوات الجيش الإسرائيلي.
في الشهر نفسه، أعلن الشاباك عن أن أحد العاملين في حفر أنفاق حماس والذي اعتقل في عملية مشتركة للشاباك والشرطة أعطى معلومات كثيرة عن حفر الأنفاق الذي تقوم به الحركة في القطاع واستراتيجيتها لصراع مستقبلي مع إسرائيل.