(1)
كم تأخرنا؟..
كم تأخرنا ؟
لم يكن سؤالاً
لو لم يكن جواباً
ساعةَ حائطٍ جفّ وقتُها
أو تكاسل.
تأويلَ رؤيا نمت كشجرةٍ
شوهدت تلعقُ ظلَّ المطر.
....
كم تأخرنا؟
لم يكن سؤالاً
ولم يكن جواباً
كان صمتَ المنبه
تطريزَ الغدِ لأوجاعِ الأمس
....
ارتباكنَا لحظةَ العزف
خلاصنا من محنةِ الصلب
الصراخ
العويل
وربما الغرق
أسماءَ أبناءٍ لم يولدوا
كي لا ينهضَ الميتُ من جديد.
(2)
عامٌ جديد..
عامٌ كغيرهِ
يُقيمُ في الجوارِ
ولا تبصرهُ العيون
سيرةُ الأمس وربوَهُ المزمن
أيامٌ باردةٌ في ردهاتٍ فارغة
الخيرُ وطلبُهُ، ذكرُ ما لم يكن
عادةُ المتكئين على أمسٍ بهيئةِ الغد
الحلم فتنةُ الأمواتِ في النوم
رذاذُ مطرٍ لم يروِ الأرض
عامٌ بوجهين
رأسٌ ومؤخرة
جموعٌ من المعزين
في زوايا المجاز
أنفاسُ صورٍ لم يُدفئَها بردُ الشتاء
ظلالُ نارٍ لم تُطفئ نفسَها
أصداءُ راوٍ سأمَ تكرارَ الحكاياتِ
حكايةٌ لخرافةِ المكانِ في الحِكمِ الملفقة
وأخرى لأرضٍ وهي تشيخُ من بللِ الرطوبة
وثالثةٌ لنزقِ الحفارين في القبورِ الخاوية
ورابعةٌ وخامسةٌ وسادسةٌ
وعاشرة ٌلشعبٍ ما زال يمكثُ في العينِ التي لم ترهْ
(3)
الصمت..
الصمتُ لغةُ اللهِ في كفِ الريح
بهجةُ المولودِ في وضعِ الرضاعة
لقمةُ عيشٍ في يدِ لصٍ عندَ الحاجة
الصمتُ نخبُ البلادِ في الممراتِ الضيقة
كلُ الحماقاتِ والخساراتِ في امتحانِ الأسئلة
كأنَّ ظلَ هواءٍ شاردٍ ما زال على قيدِ الترنح
تثاءبَ الأمكنةِ الرطبةِ فيما يشبهُ الموت
انحصارَ ضوءِ المصابيحِ على الشعاراتِ الباهتة
مسافةَ حلمين لوطنٍ لم يعرف وجه الإله