الجمعة  29 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

80 مصاباً بالسرطان كل شهر في غزة بسبب الأسلحة الإسرائيلية

2016-01-14 10:18:20 PM
80 مصاباً بالسرطان كل شهر في غزة بسبب الأسلحة الإسرائيلية
قنابل الفسفور في غزة

الحدث - وكالات

بات مرض السرطان ينهش أجسادَ الغزيين بشكل ملحوظ دون أن يفرّق بين كبير وصغير، ولاسيما في السنوات الـ 5 الأخيرة، فقد تضاعفت أعداد المصابين بعد حروب إسرائيل الـ 3 على غزة، واستخدامها أسلحة تحتوي على الفوسفور الأبيض، رغم كونها محرمة دولياً، بالإضافة إلى اليورانيوم المخضب، والذي له أثار بيئية من شأنها التسبب في إصابة الكثير من أهل غزة بداء السرطان.

 

ووفقاً لإحصائيات وزارة الصحة الفلسطينية، هناك ما يقارب 2500 حالة مصابة بالسرطان تم اكتشافها في السنوات الأخيرة، ليصبح إجمالي عدد مرضى السرطان في قطاع غزة حوالي 5 آلاف على الأقل

 

الصغير والكبير

 

في قسم الأورام السرطانية بمستشفى الشفاء، حضرت صفاء فتحي ذات الـ18 عاماً، للمراجعة عند الطبيب المختص، رفضت الحديث عن حالتها، لكن والدتها قالت لـ"هافينغتون بوست عربي" أنه تم استئصال ثدي ابنتها عند اكتشاف إصابتها بالسرطان، الأمر الذي شكل حالة من الصدمة للفتاة وعائلتها، فقليل من الفتيات الصغيرات اللواتي يصبن بهذا المرض خاصة قبل الزواج.

 

أما محمد عيد – 22 عاماً- ويرقد حالياً في أحد المستشفيات العربية لاستكمال العلاج هناك بعد إصابته بسرطان الدم ، فقد بات يتماثل للشفاء بعدما اكتشف إصابته باكراً.

 

يقول عيد "صدمة أصابت عائلتي حينما اكتشفوا الأمر، لم أصدق ما حدث معي، فلم أتوقع أن أصاب به في هذا السن المبكر، رغم أن هناك بعضاً من أفراد عائلتي يعانون السرطان".

 

وتعيش أزهار عبد الكريم – 35 عاماً- وهي أم لثلاثة أطفال، رفقة مرض سرطان العظام منذ ثلاث سنوات، فرغم حصولها على بعض الأدوية من وزارة الصحة بغزة إلا أن ذلك لا يأتي بنتيحة معها فتقضي طيلة يومها ملقاة على سريرها في البيت، وتضطر عائلتها لشراء ما تحتاجه من أدوية أخرى على حسابها الشخصي بسعر باهظ.

 

عبر الهاتف تحدثت بكلمات مقتضبة:"لا فائدة من وجودي في المستشفى، لذا أعود لبيتي لترعاني عائلتي، حتى أترك سريراً يحتاجه مريض آخر بدلاً مني"، وتابعت :"أتمنى السفر إلى تركيا فقد أخبرنا الأطباء بإمكانية إجراء عملية تخفف عني المرض، لكن إغلاق معبر رفح يحول دون ذلك".

 

ويرقد العشرات من الأطفال المصابين بالسرطان داخل قسم الأورام السرطانية بمستشفى الرنتيسي للأطفال وسط قطاع غزة، من بينهم الطفلة لجين مصطفى ابنة الـ6 سنوات، تضع قبعة على رأسها لإخفاء شعرها المتساقط.

 

ترفض الطفلة الحديث مع أحد، لكنها دوماً تسأل من حولها سؤالاً واحداً "متى سيعود شعري لأذهب إلى مدرستي"، لكن وفقاً لقول والدتها فوضع طفلتها الصحي في خطر وبأي لحظة قد تفارق الحياة في حال تأخر دورها في الذهاب إلى المستشفيات الإسرائيلية لأخذ جرعات كيميائية.

 

إزاحة عمرية وأسلحة إسرائيل هي السبب

 

يقول زياد الخزندار استشاري الأورام السرطانية في مستشفى الشفاء – أكبر مستشفيات قطاع غزة – بأن مجمل الحالات الموجودة في المستشفى تفوق الـ4500 حالة، عدا عن تلك المسجلة في مستشفيات القطاع الأخرى.

 

ويلفت خلال حديثه لـ"هافينغتون بوست عربي" أن أكثر أنواع السرطان شيوعاً هو "سرطان الثدي" بنسبة 31%، بينما سرطان الرئة فيشكل نسبة 19%، مشيراً إلى أنه اكتشف في الآونة الأخيرة زيادة ملحوظة لسرطان القولون حيث يشكل نسبة 12%، في حين زادت نسبة سرطان الغدة الدرقية بمعدل 9% خلال السنوات الخمس الأخيرة.

 

ويرجع الخزندار السبب في زيادة معدلات الإصابة إلى الحروب التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة، والتي تسببت في زيادة نسبة مرضى السرطان إلى الضعف مقارنة بالسنوات السابقة، وذلك لاستخدام الفسفور الأبيض واليورانيوم المخضب الذي أثبتت الصحة العالمية أنها مواد مسرطنة.

 

ويوضح أنه يتم اكتشاف ما بين 75 إلى 80 حالة شهرياً في مستشفى الشفاء وحدها عدا المستشفيات الأخرى، بالإضافة إلى أن هناك ما يقارب 11 حالة وفاة شهرياً من مرضى السرطان وذلك لتأخر سفرهم لأخذ الجرعات الكيميائية في الأراضي المحتلة أو في مصر بسبب إغلاق المعبر وذلك لقلة الإمكانيات المتاحة لمرضى السرطان بقطاع غزة.

 

وتجدر الإشارة إلى أن الطائرات الإسرائيلية قبل أيام قامت برش الأراضي الزراعية القريبة من الحدود بمبيدات حشرية سامة، من شأنها التسبب في تسمم جراء تناول تلك المزروعات وقد يكون لها أثر على المدى البعيد.

 

الحالات التي تم رصدها تؤكد بأن هناك إزاحة عمرية وقعت في السنوات الخمس الأخيرة، ففي السابق كان المصابون غالبيتهم فوق سن الأربعين، لكن في الوقت الراهن تبدل الحال وأصبح عدد كبير من الحالات في سن العشرين، مما يؤكد على أن الأسلحة الإسرائيلية لها دور كبير في انتشار مرض السرطان في قطاع غزة.

 

وينوه إلى أن عدداً من الأطباء الدوليين المختصين بمرض السرطان يأتون إلى قطاع غزة ويأخذون العينات لإثبات أن سبب زيادة الإصابات هو الحروب التي شنتها إسرائيل على القطاع، لكنهم بعد أخذ تلك العينات لا يعودون إلى القطاع ويقطعون الاتصال مع جهات الاختصاص بغزة.