السبت  23 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

غزة تخرج من فم الموت بقلم: غريب عسقلاني

2014-09-02 12:49:37 PM
غزة تخرج من فم الموت  
بقلم: غريب عسقلاني
صورة ارشيفية

 في عيون غزة

الحدث: غزة تخرج من فم الموت تبحث عن أسئلة الحياة..

تخرج من الدهشة  إلى الصدمة وحصر الفقد والغياب والأضرار.. تقلب المعاني وتفتح حسابات الحصاد.

ماذا بعد؟ وكيف سيكون الغد؟ غزة تنتظر أجوبة، ترفع الغبش وتزيل الالتباس لكثرة ما سمعت من صنوف الكلام! ولعل أبلغ الكلام هو:

هل الوحدة الفلسطينية كان خطوة آنية يمكن النكوص عنها ولكلٍ أسباب؟

سؤال يرافق الناس في الشوارع، وهم تحت غيبوبة تقدير ما دمرته الحرب، وما يلزم من وقت وجهد لإعادة وجه غزة على ركام ما كانت عليه غزة البهية..

لا وقت للعتاب على أخطاء سابقة، والوقت يشكل أرضية ملحة للاعتراف بالأخطاء حتى لا تتكرر، وحتى لا يهرب أحد من تحمل المسؤولية..

يختلف المحللون حول تقدير الخسائر المادية بفارق مليارات، ويشطحون في ترشيح الممول، وكأن الممولين، دولاً ومحاور، اقتطعوا سلفاً جزءاً من مال الصدقات الجارية لذلك، وكأن التقصير سيكون من جانبنا لعدم امتلاكنا البرامج لاستقبال المنح، أو اختلافنا حول ألأولويات، وهنا تتجلى مسؤولية الخطاب الإعلامي الفلسطيني بالرد على كل الدعاوي التي تلتف على الحقائق، بدلاً من صب الزيت على نار الاختلاف:

غزة تقول، ومن حقها أن تصرخ بصوت يعلو على أي صوت:

الوحدة قدر الجميع، يجب أن تنجز وبأسرع وقت، والبيت الفلسطيني دوماً أصيل، يجب أن يغسل من الأخطاء والخطايا ما أمكن ذلك، وبلورة استراتيجية الكل الفلسطيني، وتجاوزها خط أحمر يقف عنده كل متجاوز.

 الأمر يتطلب فعلاً سريعاً، ونوايا طيبة، وسرائر بيضاء، وكفاءات متخصصة، وتنظيف التربة من الأعشاب الضارة، حتى لا تشوه نمو المستقبل الذي يتطلب جهداً أسطورياً لاستعادة حيويته، ظهرت معالمه وإشاراته في صمود الشعب الفلسطيني الذي شكل حاضنة للمقاتلين، وحقق الانتصار الفعلي على الأرض.

ولا يحق لكائن من كان أن يخطف انتصار الجمهور، ويجب أن تشكل حاجات الناس أولويات البرنامج السياسي في المرحلة القادمة.

تصحو غزة عند الفجر على على تسابيح التسامح والوفاء، وتطرح أسئلة ملحة.

متى تعود الحياة إلى الانتظام؟ ومتى يدور دولاب الحياة؟

غزة ما زالت في دهشة الصدمة، فهل تفيق على حصاد إيجابي أم على بيدر كل ما فيه قش الاختلاف؟

أسئلة غزة هي أسئلة الوطن، تضعنا جميعاً مهما اختلفت الأطياف، في عين الحقيقة.. وتنفض عن عطشنا رغوات الكلام.

هل كان خوض المعركة خطأ تقدير أم قدر؟ صراع مع عدو صم أذنيه عن السمع، في ظل انشغال العالم بترتيب أوراقه الداخلية والإقليمية، في طل مصالحه أولاً وأخيراً، وكذا اختلاف وانقسام، وتشيع الطرف الفلسطيني في الداخل والخارج..

العودة إلى وحدة حقيقية وقيادة موحدة تأخذ بالحسبان مكونات الشعب الفلسطيني، وتعيد ترتيب البيت على أسس ثابتة متفق عليها، لا تشطب أحداً ولا تسمح باستفراد أحد بالقرار عندما يتعلق الأمر بالوطن.

وكيف سيكون فتح المعابر وبأي شروط؟ وهل سيكون التواصل بين غزة والضفة ميسوراً؟ وكيف ستنظم حركة المعبر المصري نافذة غزة إلى العالم؟

أسئلة تريد إجابات صريحة ومكاشفة أكثر صراحة.. فغزة مقبلة على مواسم اختبار.

بداية الفصل الدراسي الجديد الذي تأجل والذي يجب ألا يتأجل مهما كانت المبررات.

عمل الوزارات والمصالح الحكومية وتسيير مصالح الناس.

عمل البنوك بلا عثرات وتنظيم حركة الأموال.

إعطاء مواد الإعمار أولوية لامتصاص أكبر قدر من العمالة التي فقدت مصادر رزقها، 

وحل موضوع الرواتب بالتوافق على آليات مقبولة من الجميع.