الحدث - هداية الصعيدي/ غزّة
لا يصدق حمدان حمادة، صاحب مصنع "بيونير" للمواد الغذائية وهو الأكبر في غزة، أن القذائف والصواريخ الإسرائيلية أثناء الحرب على القطاع والتي استمرت 51 يوما، قد التهمت كل شيء في مصنعه، وحولت بضاعته إلى رماد.
بحسرة ينظر حمادة إلى بقايا معلبات الأطعمة المحفوظة المحترقة، ويشير إلى مخلفات قذائف دبابة إسرائيلية سقطت بجوارها، ويقول "لم يبق في هذا الطابق أي بضاعة، كل شيء احترق، وفي الطوابق الأربعة أيضًا".
ويقول حمادة وهو يسير بحذر فوق الركام لبقايا أجهزة كهربائية احترقت في الطابق الثاني من مصنعه إن "الدبابات الإسرائيلية كانت تستهدف المصنع لأربعة أيام متواصلة، مما أدى إلى اشتعال النيران فيه".
وأضاف "لم تتمكن طواقم الدفاع المدني من الوصول إلى المصنع، خشية تعرض حياتهم للخطر بسبب القصف الإسرائيلي المتواصل على المنطقة".
ويشير إلى سقف المصنع وجدرانه التي صبغت باللون الأسود قائلا "لا مجال لترميمه سأضطر إلى إزالته وبنائه من جديد".
وداخل المصنع تلونت كافة الجدران باللون الأسود، نتيجة احتراقه لعدة أيام باستمرار، وملأ الركام والبضائع المحترقة أرضية المكان.
ويشير حمادة إلى قطع من الحديد والألمنيوم على الأرض ويقول "انظروا إلى الغسالة والمروحة والمدفئة لقد ذابوا، كل شيء أصبح كالرماد، أي أسلحة يستخدمون!".
وأردف: "هذه منطقة صناعية استوفت كافة الشروط القانونية لذلك وهم يعلمون هذا، فلماذا تقصف؟".
ويقدر حمادة قيمة الخسائر التي تكبدها بـ 2.6 مليون دولار، إضافة لتوقف موظفيه الـ 150 عن العمل.
وتسد منتجات مصنع "بيونير" ما نسبته 55- 60%، من احتياجات السوق المحلي في غزة، كما يقول حمادة.
ووفق إحصائية للاتحاد العام للصناعات الفلسطينية، فإن إسرائيل دمرت 195 منشأة صناعية في قطاع غزة، أثناء شنها حربًا في الـ 7 يوليو/ تموز الماضي، مشيرًا إلى أن حصر الأضرار لا يزال مستمرًا، وأن الأرقام مرشحة للزيادة.
ولفت الاتحاد إلى أن خسائر مصانع المواد الغذائية بلغت 150 مليون دولار.
وتقدر قيمة الخسائر الأولية في قطاع غزة بنحو 3 مليار دولار، وفق مؤسسات اقتصادية.
وقال الاتحاد العام للصناعات الفلسطينية، في بيان صحفي أصدره مؤخرًا، إنه تم تسريح أكثر من 30 ألف عامل من وظائفهم، بسبب الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، مما رفع نسب البطالة لأكثر من 55%.
المصدر: وكالة الأناضول