الحدث - وكالات
نشرت صحيفة "هآرتس" العبرية تحليلاً للوضع اللبناني والتداعيات المحتملة لقرار رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع بترشيح العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية، على الملف السوري، والذي قد يمتد ليؤثر على الأزمة السعودية-الإيرانية.
فبحسب المحلل السياسي للصحيفة، تسبي بارئيل، فإن جعجع بذلك يكون قد انتقل "لمعسكر العدو" بالنسبة للسعودية وتيار المستقبل، والذي يضم الداعمين للنظام السوري وحزب الله، ومن ثم، لإيران.
بنظر بارئيل هناك نتيجتان محتملتان لهذا التغيير الدراماتيكي الجديد؛ "الأولى هو أن يتم تأجيل تعيين رئيس للبنان مرة أخرى. أما الثانية فهي أن يكون الرئيس اللبناني الجديد شريكاً قوياً لحزب الله، وبذلك تجمع إيران المزيد من الأرباح في سوريا ولبنان والمنطقة، على حساب المملكة العربية السعودية التي كان تيار المستقبل من أشد نقاط قوتها في لبنان ومحيطها."
يذكر أن فترة الولاية القانونية للرئيس اللبناني، ميشال سليمان، انتهت منذ مايو/أيار عام 2014، وعلى الرغم من أن البرلمان اللبناني خصص 34 جلسة لاختيار رئيس إلا أنه لم يصل إلى قرار إطلاقاً، وفي العديد من الجلسات يغيب الكثير من أعضاء الأحزاب لمنع تشكل الأغلبية اللازمة لتعيين الرئيس.
وفي هذا السياق يوضح بارئيل أن "الرئيس في لبنان ليس شخصية شكلية فقط، فهو من يفوض رئيس الحكومة لتشكيل الحكومة، كما يقترح قوانين ويشترك في جلسات الحكومة ليقترح تعيين وزراء من قبله. وهذا ما يعتبر سبب الصراع الأساسي في الأزمة الحالية، فبحسب الدستور يجب أن تتشكل أغلبية من ثلثي الوزراء من أجل اتخاذ قرارات أساسية؛ مثل الميزانية (التي لم يتم الاتفاق عليها منذ 11 عاماً)، أو تغيير قوانين الانتخابات، إلى جانب قرارات الحرب."
"لهذا السبب هناك أهمية كبيرة في لبنان للانتماء السياسي عند كل وزير، وولاؤه لمن منحه الثقة في إطار المبنى الائتلافي المعقد. فالوزير المعين من قبل الرئيس يمكنه تمرير أو إعاقة كل مبادرة أو اقتراح قانون مقدم من وزير ينتمي لكتلة سياسية أخرى. وهنا أيضاً تكمن أهمية كبيرة للعلاقات الشخصية بين القادة السياسيين الموالين في الغالب لجهات خارجية هي غالباً إيران وسوريا والسعودية."
ويرى بارئيل أن "حزب الله سيكون راضياً من قرار جعجع بدعم ميشال عون، لأن تعيين عون يعني تنحية الحريري جانباً، وهو ما يعني أقل تأثير للسعودية على لبنان وإفساح مجال أكبر لداعمي بشار الأسد وإيران. لكن من ناحية أخرى، يقف ضد عون وجعجع، فضلاً عن الحريري، رئيس البرلمان اللبناني نبيه برّي وقائد الطائفة الدرزية وليد جنبلاط، وهو ما قد يعيق كسب عون لثلثي أصوات البرلمان لتقلده المنصب."
ويختم الكاتب مؤكداً "أن محاولات التأثير وتغيير المعادلات من الجانب السعودي والجانب الإيراني سوف تبدأ وتتصارع قبل أن يتم تهنئة عون بالرئاسة المحتملة."