الجمعة  22 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

محلل اسرائيلي: في هذه الحالة يثور المصريون على السيسي

2016-01-25 09:32:44 PM
محلل اسرائيلي: في هذه الحالة يثور المصريون على السيسي
رسم كاريكاتيري للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي

 

الحدث- مصدر الخبر

 

قال "إسحاق لفانون" السفير الإسرائيلي السابق في مصر إن الرئيس عبد الفتاح السيسي يسير على الطريق الصحيح، ويسمتد قوته لا من حزب أو مجموعة مالية، بل من الجماهير التي تؤيده.

 

لكن "لفانون" قال إنه حال اتضح لتلك الجماهير أن السيسي لا يفي بوعوده في إحلال تغيير للأفضل، فإنهم لن يترددوا في العودة لميدان التحرير مجددا لإسقاطه.

 

ومع مرور 5 سنوات على ذكرى ثورة يناير 2011، رأى الدبلوماسي الإسرائيلي أن مصر حققت استقرارا نسبيا ، لكن السيسي لم يحقق النجاح المأمول من قناة السويس، كذلك يتعذر عليه مواجهة الإرهاب بشكل فاعل، لأنه لا يطلب المساعدة من ذوي الخبرة، على حد قوله، في إشارة ربما إلى إسرائيل.

 

إلى نص المقال..

 

في المرحلة الأولى لأحداث 2011 في مصر، عندما ملأ الشباب الشوارع، لم تكن هناك مطالب لإسقاط نظام الرئيس مبارك. كانت مطالب شرعية مثل الشفافية وحرية الرأي، وتوفير مزيد من فرص العمل، وبشكل عام أفقا جديدا للشباب الذين يأسوا من نظام حكم لثلاثة عقود.

 

الرد القاسي للشرطة وعناصر الأمن تجاه المتظاهرين وبشكل مواز الضغط الأمريكي الشديد لإجراء إصلاحات حقيقية، هو ما أدى للتطور الدراماتيكي الذي أفضى في النهاية للإطاحة بالرئيس مبارك. 5 سنوات مرت على هذه الأحداث وتسأل الجماهير في مصر ماذا تغير منذ ذلك الحين.

 

منذ الثورة توالى على مصر 3 أنظمة مختلفة بـ3 حكام مختلفين. أولها نظام الجنرالات الذي ارتكب كل الأخطاء الممكنة بسبب قلة الخبرة. بعده جاء نظام الإخوان المسلمين والرئيس مرسي، الذي سعى لتحقيق حلم التنظيم بإقامة دولة شريعة وخلافة إسلامية.

 

صمد هذا النظام عام واحد فقط ليأتي بعده النظام الحالي مع الرئيس السيسي. من الصعب عدم الإعجاب بالجهود التي يبذلها الرئيس السيسي لتحقيق الاستقرار في مصر وتحسين أوضاع المواطنين بشكل عام، لكن المشكلات كثيرة وصعبة.

 

من أجل إحداث التغيير للأفضل، اختار السيسي تنويع علاقاته في العالم وقاد سياسة خارجية فعالة. لا يمر أسبوع دون أن يسافر إلى رحلة خارج البلاد- كل ذلك بهدف إقناع المستثمرين بالمجيئ إلى مصر. حقق نجاحا، لكن ليس بالشكل المبهر لأن المستثمرين يخشون من الوضع الأمني.

 

أعلن السيسي حرب شاملة على الإرهاب لكن هنا أيضا لم يحقق سوى نجاحا محدودا. لا ينشط الإرهاب الجهادي فقط داخل سيناء بل عبر القناة إلى قلب مصر.

 

تحاول مصر التكيف مع الأساليب الجديدة للحرب على الإرهاب الذي يختلف عن الصراع التقليدي بين الجيوش، لكنها تفعل ذلك بتردد.

 

الانطباع الذي تكون أن مصر تجد صعوبة في إبادة طاعون الإرهاب. عليها طلب المساعدة من أصحاب الخبرة في المجال، لكنها لا تفعل.

 

حفر السيسي قناة سويس ثانية موازية للقناة المعروفة على أمل أن يتمكن من زيادة عائدات عبور السفن إلى ضعفين أو حتى ثلاثة أضعاف، وهي الأموال التي يتم ضخها مباشرة لخزينة الدولة.

 

لكن للأسف الشديد هذه المرة أيضا لم يحقق انطلاقة بل فقط تحسنا محدودا. أكمل خارطة الطريق التي أعلن عنها عندما أطاح بالرئيس التابع للإخوان المسلمين، وهي الخطة التي شملت كتابة دستور جديد، وإجراء انتخابات الرئاسة وانتخابات البرلمان. يتوقع أن تدخل مصر عصر سياسي أكثر استقرارا مما كان قبل خمس سنوات.

 

لتكتمل الصورة، لا يقف خلف السيسي حزب مثلما كان لكل رؤساء مصر السابقين، ولا أيضا مجموعات مالية أو سياسية داعمة وممولة. لكنه يستمد قوته من تأييد الجمهور، وحتى الآن هذا التأييد مذهل.

 

لكن إذا ما توصل الجمهور لاستنتاج بأن رئيسه لا يفي بوعوده المتعلقة بتغيير الأوضاع بشكل أفضل مما كان قبل خمس سنوات، فإنه لن يتردد في العودة لميدان التحرير مطالبا بتغييره.

 

لذلك يجتهد السيسي ويبذل قصارى جهده وهو على الطريق الصحيح. فمصر الآن قد استقرت سياسيا منذ الثورة التي اندلعت قبل 5 سنوات لكن الأخطار لا تزال قائمة، ومعها علامة استفهام كبيرة حيال المستقبل.