الحدث- محمد غفري
وصل وفد أمني من جهاز المخابرات العامة المصرية مدينة رام الله، مساء أمس الأربعاء، لبحث آخر الأوضاع في قطاع غزة بعد وقف إطلاق النار، والعودة إلى المفاوضات غير المباشرة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي التي ترعاها القاهرة.
وفي حوار خاص مع "الحدث" قال السفير المصري لدى دولة فلسطين وائل نصر الدين عطية، إن مصر تستطلع مع الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي حاليا استعدادهما للعودة إلى المفاوضات غير المباشرة في غضون شهر، وبحث أجندة الاجتماعات التي وضعوها للتفاوض.
وأضاف أن المفاوضات ستجري على ما تم تأجيله من قضايا تحتاج إلى نقاش بشكل أوسع، تتعلق بالمطار والميناء البحري والأسرى وتبادل الجثث، مع إمكانية إضافة أية مواضيع من كلا الطرفين على طاولة التفاوض، في سبيل تحقيق وقف دائم لإطلاق النار.
وذكرت القناة العاشرة الإسرائيلية في وقت سابق أن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو لن يرسل وفد التفاوض إلى القاهرة، لاستكمال المفاوضات غير المباشرة مع الوفد الفلسطيني.
وحول هذا الأمر، قال نصر الدين، "لم يحصل تأكيد حول الحضور من الجانب الإسرائيلي، لكن هناك التزام من حيث المبدأ، وهذا أمر مبكر للحديث عنه، وسبق الإتفاق لدى إعلان وقف إطلاق النار على أن يتم التفاوض في غضون شهر، وبالتالي هناك إلتزام من الطرفين بهذا الشأن".
وحول المشروع السياسي الجديد، الذي سيعرضه الرئيس محمود عباس خلال اجتماع وزراء الخارجية العرب في الـ7 من الشهر الجاري؛ أكد السفير المصري أن مصر تدعم تطلعات الشعب الفلسطيني نحو إقامة دولته الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية ، وأن بلاده مع أي تحركات ترمي إلى تحقيق ذلك، وستكون داعم لها بشكل مطلق.
وحول معبر رفح، بين أن مصر تبحث منذ أشهر مع الحكومة الفلسطينية والسلطة هذا الأمر، ولم يبقى سوى بعض القضايا اللوجستية المتعلقة بنشر القوات وتدريبها، وبحث آلية معينة لإدارة المعبر والحدود، وبعدها يتم المضي في فتح المعبر.
وخلال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة الذي استمر 51 يوماً، لم يشهد الشارع العربي سوى تحركات خجولة دعماً لغزة، لا تقارن مع ما كانت عليه خلال السنوات الماضية، وانشغلت الحكومات العربية عن غزة بما تجري فيها من أحداث.
ويرى السفير المصري أن الخلافات الإقليمة التي حدثت في المنطقة مؤخرا هي التي أدت إلى ذلك، سواء في العراق أو سوريا أو ليبيا وغيرها، لذلك لم تكن على نفس الحال، مضيفا "أعتقد أن تلك الأحداث أدت إلى تشتيت الانتباه عن ما يجري في غزة، إضافة إلى الخلافات الدولية الأخرى، في أوكرانيا على سبيل المثال".
وحول موضوع الإعلام المصري وتغطيته للعدوان الإسرائيلي على غزة، وهجوم بعض الإعلاميين المصريين على المقاومة وتحمليها مسؤولية العدوان، ووضعها في خانة المتهم؛ قال السفير لـ"الحدث" إن الإعلام المصري الرسمي كان منذ اللحظة الأولى مساندا وداعما للشعب الفلسطيني، وطالب بوقف نزيف الدم حتى آخر لحظة، في حين وجدت بعض الشخصيات لها فرصة في الإعلام الخاص لتقول آرائها، في إطار الانفتاح وحرية التعبير بعد ثورتين حدثتا في مصر خلال فترة قصيرة، لذلك هذه آراء تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن موقف الدولة ولا موقف الشعب المصري.
وبالإشارة إلى علاقة مصر مع حماس التي شهدت عديد التغيرات خلال السنوات الأخيرة، قال لـ"الحدث" :"مصر تتعامل مع الشعب الفلسطيني ككل في هذا الظرف، وفي ما يتعلق بالقضية الفلسطينية، وبالتالي هي لا تنظر إلى فصيل معين بعين والآخر بعين أخرى، وتسعى إلى تحقيق تطلعات الشعب الفلسطييني كي يعيش بكرامة ورغد وتحسين الوضع الاقتصادي والاجتماعي"، مضيفا أن مصر تنظر إلى هذا الأمر بمنظور إستراتيجي بعيد المدى، لأن الأفكار السياسية تأتي وتذهب، والذي يبقى هو الشعب ومطالبه الثابته، وهذا ما تتعامل معه مصر وتدعمه.