الحدث - وكالات
"الجنود الإسرائليون قاموا بعمليات تخريب وانتهاك للمقدسات الدينية المسيحية والإسلامية، ما قام به هؤلاء لا يقترفه إلا الهمج والبرابرة، هذه صفحة سوداء ومليئة بالقذارة والخزي في تاريخ تل أبيب"..لم تكن هذه كلمات أحد الزعماء الفلسطينيين أو العرب بل إنها على العكس تماما كانت جزءا مما قاله موشي شاريت وزير الخارجية الإسرائيلي خلال فترة حرب 1948 وأثناء مشاركته في جلسة حكومية أجريت للحديث عن هذه الحرب، وهي الكلمات التي لم يسمع بها أحد منذ قيلت، لأن الرقابة الإسرائيلية فرضت عليها نطاقا من السرية والتعتيم والكتمان لما تحتويه من فضائح اعترف بها أحد أكبر صناعي القرار في تل أبيب وقتها.
إسرائيل .. رجل وحشي سكير يدمر ويدنس
ووفقا لصحيفة "هآرتس" العبرية، فإن عددا من الوثائق التي وصلت إليها، كشفت ما حذر منه وانتقده شاريت في جلسة بتاريخ الـ5 من يوليو عام 1949، والتي انتقد فيها الأخير عمليات الجيش الإسرائيلي واعتداءاتهم على الكنائس والمساجد خلال حرب 1948، مضيفة أن تل أبيب كانت قد نشرت هذه الجلسة لكنها قامت بمحو وشطب حوالي 30 سطرا من نص الجلسة، والمتعلقين بوزير الخارجية الأسبق، والذي قال "الممارسات التي قام بها ضباطنا وجنودنا لا يقوم بها إلا الهمج والبرابرة وليس أبناء الشعب اليهودي، وإسرائيل التي سمحت لمقاتليها أن يفعلوا ذلك هي أشبه برجل وحشي سكير يقوم بتدمير وتدنيس ممتلكات الغير".
تحويل المناطق العربية لمراحيض وساحات قمامة
يعقوب شاريت، ابن الوزير الإسرائيلي قال لهآرتس إن "الجيش الإسرائيلي كان يسيطر على المناطق العربية خلال فترة الحرب، ويقوم جنوده بالنوم فيها وتخريبها وسرقة المتعلقات والممتلكات التي يرونها هناك"؛ موضحا أن والده حينما قال على الإسرائيليين "أدناس" كان يعني هذا "بكل ما في الكلمة من معان؛ فقد حول الضباط والجنود المناطق العربي إلى ساحات مليئة بالقمامة والقاذورات ومراحيض".
الاستيلاء على تيجان وخواتم الكنائس وتحطيم التماثيل
وأوردت الصحيفة جزءا أخر مما قاله الوزير الإسرائيلي خلال الجلسة للحاضرين" هل تعلمون أن القاعة المركزية لإحدى الكنائس استخدمها الجنود كمرحاض، هل تعلمون أن الإسرائيليين سرقوا تاجا مليئا بالجواهر النفيسة والأحجار الكريمة والذي يستخدم في الأغراض الدينية والصلوات، هل تعلمون أن أحد التماثيل الدينية المسيحية، الذي يمثل يسوع أو مريم، قام جنودنا بكسر يده لأن أحد الأصابع في هذه اليد كان يطوقه خاتم، هذه الجرائم ارتكبها ضباطنا معتنقو الديانة اليهودية بدم بارد، واستمروا في فعل ذلك لشهور طويلة".
تمزيق الكتب المقدسة وسرقة الملابس والمتعلقات الشخصية
وفي جلسة أخرى -كشفت عنها هآرتس- قال الوزير إن "إسرائيل أخطأت خطأ ذريعا لأنها لم تعرف منذ البدء كيف تفرض بقبضة حديدية على جنودها ألا يمسوا ويستهدفوا مقدسات الشعوب الأخرى، لا يمكن للعقل أن يستوعب ما قام به الإسرائيليون في أماكن كثيرة من تدنيس متمعد وتلويث وتحطيم للممتلكات والرموز الدينية وانتزاع أصابع التماثيل المزينة بالخواتم، والاستيلاء على الأحجار الكريمة والمجوهرات من الكنائس والأديرة، تمزيق الكتب المقدسة للأخرين، سرقة الملابس والمتعلقات الشخصية، وتلك الخاصة بالشعائر والعبادات، وغيره وغيره".
لم نعرف أننا همج وغير متحضرين
وأضاف شاريت مخاطبا مسؤولي الحكومة، "بسبب الدمار الشديد الذي تسبب فيه جنود الجيش الإسرائيلي، اضطرت تل أبيب إلى إغلاق كنائس ومساجد وأماكن أخرى في وجوه السياح، هذا الأمر حدث في القدس ويافا وحيفا وفي كل مكان، إسرائيل هي التي لابد أن يوجه إليه أصابع الاتهام، لم نعرف أننا همج وليس لدينا أي نوع من التحضر والثقافة والتعلم، وأننا وصلنا إلى هذه الدرجة المنحدرة والمنحطة"، ولفتت هآرتس إلى أن الوزير الإسرائيلي الأسبق اقترح على حكومة تل أبيب تقليل الأضرار التي قام بها ضباطها وجنودها بدفع تعويضات مادية للكنائس وذلك كي لا يتحدث أحد ويكشف هذه الفضائح.