السبت  30 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

روبنشتاين: لماذا كانت غزة المكان الوحيد الذي نجح فيه حكم الاخوان المسلمين؟

2016-01-30 08:24:57 AM
روبنشتاين: لماذا كانت غزة المكان الوحيد الذي نجح فيه حكم الاخوان المسلمين؟
حشود حماس في غزة

 

الحدث - القدس

 

كتب الصحفي الإسرائيلية المختص في الشؤون العربية، مقالاً تساءل فيه عن سبب نجاح حكم الإخوان المسلمين في قطاع غزة.

 

نص المقال:


المكان الوحيد الذي نجح فيه حكم الاخوان المسلمين في العالم الإسلامي هو قطاع غزة فما سر ذلك؟

 

انقضت عشرة أعوام على انتصار حركة حماس في الانتخابات البرلمانية الفلسطينية التي أجريت في 25 كانون الثاني/ يناير 2006. بعدها أقيمت حكومة فلسطينية برئاسة أحد زعماء حماس من قطاع غزة اسماعيل هنية.

 

بعد أكثر من سنة حدث انقسام بين حركة حماس في غزة والسلطة الفلسطينية برئاسة محمود عباس في رام الله. سيطرت حماس على السلطة في غزة ومذ ذاك الحين هناك عمليا هيئتان فلسطينيتان حاكمتان: السلطة الفلسطينية في رام الله، وسلطة حماس في غزة.

 

الواقع بان حركة حماس تواصل السلطة في غزة منذ عشرة أعوام قد تعتبر نجاحا غير اعتيادي. بالإمكان حتى وصفه بكلمات أكثر دراماتيكية: نجاح منقطع النظير. حماس هذ حركة تتبع لحركة أوسع "الإخوان المسلمين" التي يكمن مركز قوتها في مصر، لكن لها فروع قائمة تقريبا بكافة الدول العربية والمسلمة.

 

في كل من هذه الدول يحاول الإخوان المسلمون فرض أنظمة حياة الإسلام الراديكالي المتطرف. ويحظون بشعبية كبيرة لدى الجموع، لكن عادة لا يتمكن الإخوان المسلمون من بلوغ مناصب فعلية بالسلطة؛ ما عدا حالة واحدة بارزة: في حزيران/ يونيو 2012 فازوا بالانتخابات الديمقراطية في مصر وانتخب زعيمهم محمد مرسي رئيسا. ولكن فقط لسنة واحدة في نهايتها تمت الإطاحة به من قبل سلطة عسكرية.

 

وها هي حماس، الفرع الفلسطيني الصغير نسبيا من الإخوان المسلمين ينجح بالحكم لفترة طويلة في غزة. هناك وجود لحكم إسلامي، تقليدي، أو معاصر، في بعض المناطق في العالم. في دول الخليج أو في تركيا على سبيل المثال. ولكن لا يوجد حكم متواصل وواضح للإخوان المسلمين الا في مكان واحد في العالم: في قطاع غزة.

 

أحيانا يبدو أن تقريبا العالم أجمع يحارب حماس في غزة. تفرض إسرائيل ومصر درجات مختلفة من الحصار السياسي والاقتصادي في غزة. خاض الجيش الإسرائيلي ثلاثة عمليات عسكرية شاملة ضد المليشيا العسكرية الصغيرة نسبيا (نحو 20 ألف شخص) التابعة لحماس في قطاع غزة (الرصاص المصبوب، عامود السحاب، والجرف الصامد). صفّت إسرائيل في نشاط دقيق معظم قادة حماس.

 

أعلنت العديد من الدول في العالم وعلى رأسها الولايات المتحدة عن حركة حماس كتنظيم إرهابي يجب مقاطعته. السلطة العسكرية في مصر تحجب تقريبا بشكل كامل الخروج والدخول الى قطاع غزة وعمليا تفصل غزة عن العالم.

 

حكومة حماس في قطاع غزة تحظى بالدعم الماديّ والسياسي من عدة دول كإمارة قطر وتركيا. لكن الوضع الاقتصادي في غزة يرثى له. نسبة البطالة تفوق الـ40 بالمائة وهي من الأعلى في العالم. إنتاج قليل وشبه صفر من التصدير. تزويد القطاع بالكهرباء محدد لـ12 ساعة يوميا فقط. الفقر مدقع، والجموع تعاني من أزمة صعبة ويستصعبون العيش.

 

تحاول سلطة رام الله بين الحين والآخر التصالح مع حماس، لكن فرص ذلك تطمح الى الصفر. السبب الرئيسي هو أن حماس يرفض التنازل عن مراكز قوته في غزة (السيطرة على أجهزة الأمن)، ويرفض الاعتراف بإسرائيل وبالاتفاقيات السياسية التي وقّعت عليها السلطة الفلسطينية مع إسرائيل.

 

من جانبها، تخشى السلطة الفلسطينية جدا من إجراء انتخابات شاملة لأن حركة حماس تحظى بشعبية كبيرة في الشارع. هنا، على ما يبدو، يكمن السبب الرئيسي لبقاء حماس في السلطة، والسبب هو فشل السلطة في رام الله شبه الشامل. رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس (أبو مازن) ورجاله في رام الله لا ينجحون بتحقيق إنجازات سياسية أمام إسرائيل. تتهم الحكومة الحالية في إسرائيل برئاسة بنيامين نتنياهو أبو مازن بالتحريض وتحمله مسؤولية موجات الإرهاب.

 

ولكن المجتمع الفلسطيني أيضا هناك الكثير من الاتهامات ضد قيادات السلطة في رام الله. ويعتبرونهم سلطة فاسدة، واهنة أمام العالم، وتتعاون مع أجهزة الأمن الإسرائيلية. بينما تعتبر السلطة الفلسطينية في رام الله فاشلة وبائسة - البديل الوحيد هم معارضوه، أي حماس. وقد قال لي حسن اليوسف - أحد قيادات حماس في الضفة الغربية الذي يمضي فترات متقطعة في السجون الاسرائيلية، إنه إذا أجريت انتخابات "سننتصر بها بسهولة". وقد يكون محقا بالفعل. يرجح أن فشل الأسلوب السياسي الذي تتعبه حكومة أبو مازن، هو السبب الرئيسي لشعبية حماس في الشارع الفلسطيني ونجاحه بالرغم من صعوبات البقاء في السلطة في غزة منذ عشرة أعوام.