الجمعة  22 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

متابعة "الحدث": أصحاب مزارع الدواجن بغزة .. خسائر بالآلاف والوزارة تُطمئن

2016-01-30 03:25:23 PM
متابعة
الدواجن (أرشيفية)

 

الحدث- محاسن أصرف

 

لم يملك المزارع محمود الزعانين، من بلدة بيت حانون شمال قطاع غزة، وسيلة حماية لمزارع الدجاج الخمسة خاصته خلال المنخفض الجوي الذي ضرب البلاد مطلع الأسبوع الماضي، ما أثمر خسائر فادحة لديه يأمل أن يجد من يُعوضه ولو بالقليل عنها.

 

 

يقول لـ "الحدث"، واجهنا خلال المنخفض أزمة غاز خانقة، لم نتمكن من توفير التدفئة للدواجن وعمدنا إلى التدفئة التقليدية بإشعال النيران داخل المزرعة"، ويستكمل شارحًا المأساة التي حلت به مشيرًا إلى أنه استورد قرابة (3000) صوص، مؤكدًا أن العدد أقل بكثير مما يستورده في الشهر الواحد حيث يصل أحيانًا إلى (20) ألف صوص، ويُرجع سبب خفض استيراده من الصوص لعدم توفر البيئة المناسبة لحياتهم نتيجة عدم توفر غاز التدفئة حيث تمنح الجهات المختصة المزارع أسطوانة غاز واحدة في اليوم، ويردف قائلًا:"في ظل هذه الظروف أوقفت تشغيل ثلاث مزارع، ورغم ذلك كانت الخسائر فادحة".

 

 

وبحسب الزعانين فإن مزرعة الدواجن خاصته تحتاج شهريًا إلى قرابة (120) أسطوانة غاز لتوفير التدفئة اللازمة للدواجن خاصة خلال فصل الشتاء وما يتخلله من موجات برد قارس وصقيع يأتي على حياة الدواجن.

 

 

وبيّن الزعانين، أنه خلال موجة الصقيع التي ضربت البلاد خلال الأسبوع الماضي كان يخسر يوميًا قرابة (80) دجاجة بتكلفة مالية (1600) شيكل.

 

 

نفوق آلاف الدواجن

 

 

ولم تكن مزرعة الزعانين الوحيدة التي تعرضت لنفوق في الدواجن وخسائر مادية كبيرة بعد موجة الصقيع التي امتدت لخمسة أيام متتالية، ويقول أبو محمد عبد الغفور(44) عامًا من بلدة القرارة شرق محافظة خان يونس أنه تكبد صباح اليوم خسائر كبيرة جدًا إذ لم يتبقَّ في مزرعته إلا مئات الدجاج بعمر (25 يومًا) فيما نفق قرابة (3500) آخرين.

 

 

ويُرجع عبد الغفور، أسباب الخسارة إلى موجة الصقيع التي شهدتها الأراضي الفلسطينية، ناهيك عن غش التُجار للبيض المُخصب والصيصان عند البيع، وأضاف أن ما يُفاقم الخسارة انخفاض أسعار الدجاج في الأسواق ما يفضي إلى عجز أصحاب المزارع عن تغطية خسائرهم.

 

 

وطالب المزارعون وزارة الزراعة بضرورة الوقوف إلى جانب أصحاب المزارع التي تعرضت لخسائر ومحاولة تعويضهم بأي وسيلة كانت، علَّهم يستطيعون الوقوف ومعاودة العمل مُجددًا.

 

 

النفوق طبيعي

 

 

من جهتها اعتبرت وزارة الزراعة في قطاع غزة، أن نسبة النفوق التي تعرضت لها مزارع الدواجن خلال المنخفض الجوي العميق الذي ضرب البلاد طيلة الأسبوع الماضي، طبيعية ولم تتعدَّ وفق إحصاءاتها (10-15%).

 

 

وأوضح طاهر أبو حمد، مدير دائرة الثروة الحيوانية في الوزارة، أن المنخفضات الجوية وتدني درجات الحرارة تؤثر سلبًا على انتعاش الثروة الحيوانية بسبب نفوق آلاف الحيوانات نتيجة البرد، وقال :"أن عدم توفر الغاز في قطاع غزة، فاقم المشكلة وأثر على العملية الإنتاجية في مزارع الدواجن".

 

 

وبحسب أبو حمد، فإن قطاع الدواجن يحتاج خلال التربية لدرجة حرارة تتراوح بين (22-32) درجة مئوية وفقًا للمرحلة الإنتاجية، وأضاف أن فصل الشتاء لا يوفر هذه الحرارة ما يدعو أصحاب المزارع إلى استخدام وسائل التدفئة من أجل الحفاظ على الطاقة الإنتاجية لمزارعهم وعدم تأثرها، لافتًا إلى أن عدم توفر غاز التدفئة فاقم من أضرار وخسائر أصحاب مزارع الدواجن.

 

 

وفي مجال الحلول للحد من الخسائر، أكد أبو حمد أن وزارته بذلت جهودًا كبيرة وتوافق مع الهيئة العامة للبترول من أجل تزويد المزارعين بثلاث أسطوانات غاز كبيرة لكل (1000) صوص في محاولة لدرء خطر النفوق بسبب البرد عنهم، وأضاف أن طواقم التوعية والإرشاد في وزارة الزراعة تقوم بين الحين والآخر بتوجيه وتعليم المزارعين بعض الطرق التي تحد من نفوق الدواجن لديهم، مشددًا على ضرورة مُتابعة المزارع مع طواقم الوزارة لمعرفة الإجراءات.

 

 

وأكد أنها لا تبعد عن إغلاق كافة الثقوب في المزرع، وتوفير أجواء دافئة داخل المزرعة، ناهيك عن معالجة أي خلل في البنية التحتية من شأنه أن يُحدث تسريبًا لمياه الأمطار داخل المزرعة، مُشددًا على ضرورة وضع سواتر ترابية حول المزارع في المناطق المنخفضة والتي تتسرب إليها مياه الأمطار.