السبت  30 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

أمن المعلوماتية في "إسرائيل" يزدهر في صحراء النقب

2016-01-31 08:25:35 PM
أمن المعلوماتية في
بئر السبع

 

الحدث - ا ف ب

 

تشهد مدينة بئر السبع الصحراوية جنوب إسرائيل ازدهارًا متسارعا مع تزايد الشركات الناشئة في مجال أمن المعلوماتية التي تتخذ منها مقرًا، في مسعى لتصبح عاصمة أمن المعلوماتية في الدولة العبرية التي تعد من أكثر دول العالم تقدمًا في هذا المجال.

 

وخلال عدة سنوات، شهدت بئر السبع التي يقيم فيها 200 ألف شخص، نهضة كبيرة وتحولت من مدينة يقيم فيها الفقراء من أصول شرقية غالبا إلى مدينة فيها أحياء مليئة بفيلات الطبقة الوسطى.

 

وسبب هذا التحول المتسارع، رغبة المدينة الممتدة في صحراء النقب الشاسعة إلى أن تصبح عاصمة أمن المعلوماتية، وأصبحت المدينة الآن مركزًا للمواهب في مجال المعلوماتية والشركات الناشئة (ستارت آب) المتخصصة في أمن المعلوماتية.

 

ووجدت هذه الشركات بالاضافة إلى سلسلة من الشركات الإسرائيلية والأجنبية مثل لوكهيد مارتين وإي بي إم وأوراكل ودويتش تيلكوم، مقرا لها في المدينة في حديقة صناعية أطلق عليها اسم "سايبر بارك".

 

ويعمل نحو 1,500 شخص بين تقنيين ومهندسين وباحثين متخصصين في مجال أمن المعلومات هناك. وتلقى عدد كبير منهم تعليمه في قسم علوم الكمبيوتر في جامعة بن غوريون القريبة.

 

وهناك شراكة بين الجامعة والحديقة الصناعية، إضافة إلى جسرين للمشاة يربطان بينهما.

 

نظام بيئي مثالي: دمج بين شركات محلية ومتعددة الجنسيات والجامعة والجيش

 

ويقول توم أحي درور، مدير مشروع سايبر بارك في مكتب السايبر الوطني الإسرائيلي "انشأنا نظاما بيئيا مثاليًا عبر الدمج بين الشركات الإسرائيلية والشركات المتعددة الجنسيات والجامعة وقواعد الجيش الإسرائيلي المتخصصة في أمن المعلوماتية، والتي ستنتقل من منطقة تل أبيب إلى بئر السبع".

 

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو رحب في مؤتمر تقني في تل أبيب بالتطور في مجال المعلوماتية، مؤكدًا أن "هذه العناصر متوافرة في مجال مئة متر، ما يسمح بالتفاعل بين مسؤولي الأمن والجامعة والصناعة، الإسرائيلية والخارجية. يلتقون ببعضهم، ويتحدثون ويبتكرون سويًا".

 

وبحسب نتنياهو فإن إسرائيل تعد هدفا مفضلا لقراصنة المعلوماتية في العالم، وأن تطوير الأمن الإلكتروني أمر "حيوي".

 

وقدر الخبيران الأمريكيان مايكل إيسنستادت وديفيد بولوك أن إسرائيل شهدت العام 2012 ألف هجوم الكتروني في الدقيقة.

 

المشروع ساهم في نجاح مدينة بئر السبع رغم أنه بدأ من الصفر

 

ويقول تال إلعال نائب رئيس بلدية بئر السبع لوكالة فرانس برس "بدأنا من الصفر قبل أربع سنوات" ، مشيرًا إلى نجاح مدينة بئر السبع.

 

وسيستقر نحو 30 ألف جندي، بينهم سبعة الاف ضابط، في المدينة في السنوات المقبلة في القواعد العسكرية الجديدة ومقار صناعة التكنولوجيا التي سيتم بناؤها قرب سايبر بارك وحول مدينة بئر السبع.

 

وفي مسعى لجذب المترددين الذين لا يرغبون بترك مدينة تل أبيب، ستقدم الحكومة الإسرائيلية مكافأة قدرها 18 ألف دولار للضباط غير المتزوجين، و50 ألف دولار للعائلات التي تقبل بأن تعيش لخمس سنوات على الأقل في بئر السبع أو ضواحيها.

 

وتعطي الحكومة الإسرائيلية أيضا دفعا للقطاع الخاص. ومنحت منذ بداية العام الجاري دعما ماديًا يصل إلى 20% من رواتب ثلاث سنوات لموظفي الشركة الذين استقروا في المدينة الصحراوية.

 

وتتوقع البلدية أن يزداد عدد سكان بئر السبع بمقدار 100 ألف شخص في غضون عشر سنوات.

 

ويؤدي تطوير بئر السبع إلى تعزيز قطاع يضم حتى الآن 250 شركة من كل الاحجام، إسرائيلية وأجنبية.

 

وفي عام 2015 ، حققت الصادرات من التقنيات والخدمات وبرمجيات أمن المعلوماتية رقما قياسيا بلغ 3,5 مليارات دولار أمريكي، بحسب مكتب السايبر الوطني.

 

ورأى دودو ميمران رئيس مختبر الابتكارات في مجموعة ديوتشيه تيليكوم الألمانية للاتصالات في بئر السبع أن "مجال أمن المعلوماتية يعد بمستقبل مشرق للغاية".

 

وأضاف "هذا سباق بدون نهاية، يكون فيه قراصنة المعلوماتية دائما متقدمين بخطوة لأنهم من يأخذ زمام المبادرة. ومن ثم يتعين علينا أن نجد الإجابة لحماية الشركات والحكومات والأفراد".