الحدث- رام الله
واصلت فرقة الثلاثي جبران الفلسطينية العالمية، والشريك الثقافي لبنك فلسطين إحياء حفلاتها المتميزة في بلجيكا وسويسرا وفرنسا والامارات العربية المتحدة، حيث قامت الفرقة بإحياء هذه الحفلات استكمالاً لدورها الريادي في تعزيز حضور الثقافة الفلسطينية العربية في مختلف بقاع المعمورة، كما ستمكن هذه الحفلات ذات الحضور الكبيرة رسو الفن الفلسطيني في أبرز محطات ودور الفن العربي والعالمي، وبعث رسالة حول صور الفلسطيني الذي يناضل بمختلف الوسائل والطرق، لا سيما الفنية منها.
فقد أحيت فرقة الثلاثي جبران حفلاً خيرياً كبيراً لمؤسسة التعاون في مدينة دبي بدولة الامارات العربية المتحدة، ضمن الحفلات الخيرية التي أحيتها الفرقة خلال العام 2015، وحضرها مئات الأشخاص الذي عبروا عن اعجابهم بمقطوعات الفرقة. وفي سلطنة عُمان، أحيى الثلاثي حفلاً كبيراً في دار الأوبرا، بالعاصمة مسقط في مهرجان كبير جمع الفنانين العازفين على العود من مختلف دول العام، كان من أشهرهم الفنان العربي عبادي الجوهر، والذي تميز بروح الشباب الفنانين. حيث قدموا مقطوعات أثارت شجون الحاضرين، وأعطت رسالة فنية ايجابية وصورة ناصعة البياض عن إبداع شعبنا الفلسطيني، وما يمكن أن يحققه الشباب الفلسطيني من تميز. صمت الحضور خلاله احتراماً وامعاناً، ليستمروا بالتصفيق طويلاً تعبيراً عن إعجابهم بهذا العرض، حيث عزفوا معزوفات "مسار، شجن، ربما، زواج اليمام، سما السنونو، واختتموها بسفر ليواصل العرض تقديمه لمدة ساعة ونصف راسمين فصولاً جديدةً ترسم شعاعً لأمل شعبنا الفلسطيني.
أما في فرنسا، فقد اكتظت قاعة الهيرموند بالعاصمة الفرنسية باريس بالحضور الذين أنصتوا الى مقطوعات الفرقة ومعزوفاتها الملهمة لتسير بهم في ظلام القاعة الى أزمنة الحب والسلام. وبالرغم من الظروف الصعبة التي عاشتها باريس عقب العمليات التفجيرية التي أودت بحيات العشرات، إلا أنها موسيقى جبران أعادت حضور القاعة الى نشوتها السعيدة وجوها البهيج، فباريس مدينة النور، كانت عاصمة الثلاثي جبران الفنية، ومحطة انطلاقتها، ولذلك أهدى الثلاثي جبران مقطوعاتهم المعزوفة في تلك الحفلة الى ضحايا الهجمات، ليقولوا بأن فرنسا وفلسطين يدمع أبناؤها لذات السبب.
أما سويسرا، وضمن مهرجان جازمسغال بمدينة زيورخ، شارك الثلاثي جبران للمرة الثالثة في المهرجان، فلا يمكن أن تتعب الآذان من سماع هذه الموسيقى ولا تكل القلوب عن التعلق بمعزوفات ذات أثر على نبضها، ولا تمل أحاسيس عن التعلق بترانيمها، لدرجة أن تذاكر الحفلة قد بيعت قبل ثلاثة أسابيع من بدء الحفل.
أما الشارقة، فقد استعدت على عجل لاستقبال الثلاثي ضمن مهرجان الشارقة للموسيقى العربية، وفي عرضهم تنافست مقطوعات العود مع قصائد درويش، لتفاجئ الحضور بالقدرة المذهلة للموسيقى حين تتزاوج مع الشعر في صناعة فن راق لا يملك كل من يستمع إليه إلا أن ينصت بقلبه وروحه ومشاعره لما سيعبّر عنه من ألم وأمل، فرغم ما بعثته خشبة المسرح من شعور بالظلام، بزغ ضوء صغير من وسط أعواد أعضاء الفرقة الثلاثة، باثاً الشعور بالأمل والفرح والمحبة. وتنصت مطولاً لمقطوعاتها التي انتهت بالمديح والاعجاب والتصفيق الحار لتسجل الثلاثي جبران محطة فنية فلسطينية متميزة في دولة عربية تقدر الفن الفلسطيني وفنانيه.
وقبيل ختام الأمسية، صدح صوت الشاعر محمود درويش، ملقياً بصوته قصيدته "على هذه الأرض ما يستحق الحياة"، وعلى الخشبة كان أعضاء فرقة "الثلاثي جبران" يحولون أبيات القصيدة إلى ألحان مسافرة، حلقت بين الجمهور ووصلت إلى مقاعدهم، لتنتهي الحفلة الأجمل في ذاكرتهم مع مقطوعة "سفر" التي كتبها الثلاثي قبل 12 عاماً ومازالت تسافر لعلها تجمع يوماً محبيها بفلسطين.
وتوحد الثلاثي جبران في نهاية الحفل بعازف واحد، فقدموا مفاجأة لجمهور المهرجان حينما عزفوا جميعاً مقطوعات أخاذة على عود واحد، حملت الحضور معها إلى عالم آسر فيه الكثير من الحنين والشجن والجمال.
وخلال مكوثهم في الشارقة، التقت فرقة الثلاثي مع فرقة تقسيم التركية، وهي من الفرق التركية المشهورة بالعزف على العود، ويقودها حسنو سلندريتشي، حيث كان لقاءً ودياً مميزاً، قد ينتهي بعمل مشترك مع الثلاثي جبران.
من ناحية أخرى، تعمل فرقة الثلاثي جبران في الوقت الحالي على مشروع كتابة تأليف موسيقى لأعمال رقص معاصر مع مصمم الرقص العالمي اللبناني عمر راجح، حيث سيخرج هذا العمل الى المسرح خلال شهر مارس القادم في كل من لبنان وباريس وفينا.
يذكر بأن بنك فلسطين هو الشريك الثقافي لفرقة الثلاثي جبران، وراعي لجميع أنشطتها وأمسياتها الفنية في جميع أنحاء العالم، كأول راع لفرقة موسيقية فلسطينية عالمية من القطاع الخاص.