في ذكرى رحيل أم كلثوم إليكم أهم المحطات في حياتها
أربعون عاماً مضت على رحيل كوكب الشرق التي غادرت دنيانا يوم الإثنين ٣ شباط سنة ١٩٧٥ و على الرغم من مرور أربعة عقود على رحيلها إلا أنها لا تزال تسكن مشاعرنا و لا زلنا نعيش على أغانيها و نجتمع حول صوتها ..
تلك الفلاحة المصرية التي خرجت من قرية طماي الزهايرة بمركز السنبلاوين لتصل بصوتها إلى العالم أجمع.
● البداية
أم كلثوم إبراهيم البلتاجي، ولدت في ٣٠ ديسمبر عام ١٩٠٠ و هي إبنة الشيخ إبراهيم السيد البلتاجي و والدتها تنتسب إلى السيد منصور الزاهد نسبة إلى الإمام الحسن سبط الرسول عليه الصلاة والسلام.
لما بلغت الخامسة من عمرها بدأت تتعلم القرآن في كتاب القرية و كانت تغني مع أخيها خالد القصائد و الإبتهالات الدينية في المواسم و الأعياد و أول أجر حصلت عليه كان ( طبق مهلبية )
● القاهرة
ذهبت إلى القاهرة و تتلمذت على يد الشيخ أبو العلا محمد و من بين القصائد التي اشتهرت بها ( اقول لذات حسن روعتني )
و قد إتخذت لنفسها نهجا جديداً بعيداً عن الأغاني المبتذلة التي كانت سائدة في عصرها ..
إلتقت بعد ذلك بالطبيب الملحن أحمد صبري النجربدي الذي قدم لها مجموعة من الألحان منها ( مالي فتنت بلحظك الفتاك ) و علمها العزف على العود
● اللقاء الذي غير حياتها
في صالة ( سانتي ) عام ١٩٢٤ إستمع إليها أحمد رامي و هي تغني قصيدته ( الصب تفضحه عيونه ) و هي ترتدي البالطو و العقال و منذ ذلك اليوم نشأت بينهما صداقة و لم يفترقا أبداً ..
● أول اسطوانة
في عام ١٩٢٤ سجلت بصوتها اول اسطوانة لشركة أوديون و تقاضت عنها ٥٠ جنيه و كانت الأغنية ( خايف يكون حبك ليه شفقة عليا ) و هي من ألحان النجربدي ، ثم بدأت علاقتها مع القصبجي و كونوا مع رامي ثلاثي ناجح ثم تعرفت على الموسيقار زكريا أحمد ..
● زي وتخت جديدان
في عام ١٩٢٦ غيرت من مظهرها و ارتدت الأزياء الحديثة و كونت تختا من العازفين و هم محمد العقاد الكبير ( قانون ) محمد القصبجي ( عود ) سامي الشوا ( كمان ) محمد رحمي ( إيقاع )
● أم كلثوم و السينما
في عام ١٩٣٦ وقفت لأول مرة أمام الكاميرا و كان ذلك في فيلم ( وداد ) و توالت بعد ذلك أعمالها السينمائية ( دنانير ، عايدة ، سلامة ، فاطمة ) و تقاضت عن أدوارها أعلى أجر دفع لنجم أو نجمة إلا أنها اعتزلت السينما عام ١٩٤٨ لمرض أصابها في عينيها
● الإذاعة المصرية
عندما إفتتحت الإذاعة المصرية عام ١٩٣٤ كانت أم كلثوم أول من دخلها و أحيت فيها أول حفلة غنائية إلى أن بدأت الإذاعة تقيم لها حفلات خارجية و هكذا إنتقل صوتها إلى أرجاء العالم العربي ..
● نقابة الموسيقيين
في عام ١٩٤٣ أسست أم كلثوم أول نقابة للموسيقين برئاستها و ظلت ترأسها لمدة عشر سنوات و اهتمت بمشاكل أبناء مهنتها
● زواجها
كان هناك مشروع زواج بينها و بين شريف باشا صبري خال الملك فاروق إلا أن المشروع لم يكتمل بسبب رفض السرايا وقتها و تزوجت من الدكتور حسن الحفناوي عام ١٩٤٥ ..
● لقاء السحاب
أحدثت اغنية ( إنت عمري ) ضجة كبيرة في عالم الغناء لأنها اول لقاء جمعها بالموسيقار محمد عبد الوهاب و كانت من كلمات أحمد شفيق كامل و ذلك عام ١٩٦٤ ..
بدأت بعد ذلك في التعاون مع ملحنين جدد أمثال محمد الموجي ، كمال الطويل و بليغ حمدي و كانت من قبل قد تعاونت مع رياض السنباطي الذي لحن لها أجمل أغانيها
● رحلاتها لدعم المجهود الحربي
تأثرت أم كلثوم بهزيمة ١٩٦٧ فرفعت شعار ( الفن من أجل المجهود الحربي ) فقامت بعدة حفلات في جميع محافظات مصر و مدن مصر و خصصت عائدها لصالح المجهود الحربي و لإعادة بناء القوات المسلحة و قررت بعدها التوجه للدول العربية فزارت السودان و الكويت و تونس و المغرب العربي كما أحيت حفلا على مسرح الاولمبيا بباريس و ذهبت إيرادات كل تلك الحفلات لصالح المجهود الحربي ..
● الأوسمة التي حصلت عليها
• أهداها الرئيس السوري وسام الاستحقاق من الدرجة الثانية عام ١٩٣٣ .
• منحها الملك فاروق نيشان الكمال من الطبقة الثالثة عام ١٩٤٤ .
• حصلت على نيشان أردني عام ١٩٥٥ .
• حصلت على وسام الأرز اللبناني عام ١٩٥٩ .
• منحت وسام الاستحقاق من الدرجة الأولى عام ١٩٦٠ .
•أهداها الملك الحسن الثاني وسام الكفاءة الفكرية عام ١٩٦٥ .
• أهداها الرئيس الباكستاني قلادة ممتاز الإمتياز عام ١٩٦٧ .
• أهداها الرئيس التونسي بورقيبة وسام الجمهورية الأكبر عام ١٩٦٨ .
• حصلت على جائزة الدولة التقديرية في الفنون .
• حصلت على جواز سفر دبلوماسي عام ١٩٧٢ كما منحت لقب ( فنانة الشعب )
● قالوا عنها
• الديلي ميل الإنجليزية : صوتها سلاح سري للدعاية لمصر يجذب إليها الملايين من الشرق .
• نيوزويك الأمريكية : أشهر سيدة في الشرق الأوسط و أعظم مطربات العصر .
• مارلون براندو : رغم أني لا أفهم اللغة لكن صوتها ينفذ إلى الأعماق .
• جريدة أساهي اليابانية : سحر أدائها يجتمع من حوله العرب في كل مكان .
• باري ماتش الفرنسية : صوتها مثل تغريد البلبل .
● وفاتها
في عام ١٩٧١ ساءت صحتها و انقطعت عن تقديم الحفلات الغنائية حتى كان يوم الإثنين الموافق ٣ فبراير عام ١٩٧٥ حيث وافاها الأجل فانتقلت روحها إلى بارئها في الساعة الرابعة بعد الظهر في مستشفى المعادي التي خيم عليها صمت رهيب حتى أن المرضى و الزائرون تركوا حجراتهم و وقفوا أمام باب غرفتها لإلقاء نظرة الوداع الأخير و تم تشييع الجنازة في الساعة الحادية عشر من صباح اليوم التالي من ميدان التحرير إلى جامع جركس و استمرت الجنازة خمس ساعات و نصف شيعتها فيها مصر كلها ..
رحم الله كوكب الشرق صاحبة العصمة فنانة الشعب أم كلثوم