الإثنين  16 أيلول 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

"خطاب كهرورئاسي" لأول مرة في تقاليد الحكم المصري

2014-09-06 08:46:49 PM
صورة ارشيفية
 
الحدث- الأناضول
 
"خطاب هام للرئيس المصري اليوم".. اكتفت وسائل إعلام مصرية بهذا الخبر المقتضب قبل ساعة من خطاب متلفز ألقاه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، لتثير جدلا حول مناسبة هذا الخطاب، لاسيما أنه لا يوجد اليوم مناسبة وطنية ولا أحداث سياسية كبرى تفرض خروج الرئيس بخطاب.
 
لم ينتظر المصريون كثيرا لاكتشاف الغرض من خطاب السيسي، فقد بدأ الرئيس المصري خطابه بالقول إنه يتحدث إلى المصريين بمناسبة أزمة انقطاع التيار الكهربائي التي شهدتها مصر أمس الأول الخميس لعدة ساعات، وهو ما بدا غريبا على قطاع عريض من المصريين أن يشاهد رئيسه وهو يخصص خطابا للحديث عن أزمة ليست سياسية.
 
فقد تعود المصريون على أن خطابات الرؤساء عادة ما تكون سياسية وترتبط بمناسبة وطنية، مثل الاحتفال بـ"ثورة" 23 يوليو/ تموز 1952 أو الاحتفال بـ"نصر" أكتوبر/ تشرين الأول 1973، أو ترتبط بأزمة سياسية، مثل خطابات الرئيس الأسبق حسني مبارك أثناء "ثورة" يناير/ كانون الأول 2011.
 
فعلى غير العادة، خصص السيسي، الذي تولى الرئاسة في الثامن من يونيو/ حزيران الماضي، 24 دقيقة من خطابه اليوم، والذي استمر حوالي 28 دقيقة، للحديث عن أزمة الكهرباء التي تشهدها البلاد منذ فترة، وبلغت ذروتها الخميس الماضي، وهو ما اعتبرته أستاذة في التحليل السياسي "مؤشرا إيجابيا وجزءا من الشفافية التي تحتاج إليها البلاد، والتي تحيط المواطنين بحقيقة الأزمات دون تهوين ولا تهويل".
 
وأضافت أماني مسعود، أستاذ التحليل السياسي في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، في حديث مع وكالة الأناضول عبر الهاتف، أن "الخطاب تميز بابتعاده عن اتهام جماعة الإخوان (المسلمين) وأنصار الرئيس المعزول محمد مرسي (الذي تمت الإطاحة به في 3 يوليو/ تموز 2013)، والمجهولين بالتخريب (ضد منشآت الكهرباء)، ووقف على الأسباب الحقيقية، وهو ما يعطى مؤشرا بقدرة أكبر على مواجهة التحديات".
 
وأشارت إلى لغة المشاركة التي تحدث بها السيسي مع الشعب في حل المشكلات التي تواجه البلاد، معتبرة أنه "أرسى في الخطاب أسلوب الحلول التشاركية كونه وهو حكومته لا يملكان عصا سحرية لحل الأزمات".
 
وكرر الرئيس المصري في خطابه بالعامية المصرية (اللغة الدارجة) قوله إنه يتعامل بشفافية مع الشعب في إطلاعه على الأزمات والتحديات التي تواجهها البلاد، فضلا عن إصراره أكثر من مرة على أن يشير إلى أن الشعب جزء من حل هذه الأزمة"، وقوله إن "العقد الذي بينه وبين المصريين يفرض عليه وضعهم في الصورة".
 
ورغم إشادة أستاذة التحليل السياسي باعتماد الخطاب أسلوب التشاركية، إلا أنها اعتبرت أنه "حتى يكون الخطاب إيجابيا ينبغي أن تكون هناك خطة استراتيجية طويلة المدى ترسى دعائم التشاركية في الحل بين السلطة والشعب، وأن يكون هذا هو نمط كل المسؤولين التنفيذيين بالدولة".
 
ومتفقة مع الرأي السابق قالت نهى بكر، مدرس العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية، إن "مجرد إصرار الرئيس على مخاطبة الشعب بشأن أزمة كان لها صدى في الشارع، والأسلوب الذي خطاب به المصريين، هو أمر لم يعتده المصريون".
 
ومضت قائلة، في حديث مع الأناضول: "دائما ما كانت تتعامل الأنظمة السابقة بالتهرب والتنصل من المسؤولية، ودائما ما كانت تتهم الشعوب هذه الأنظمة بالفشل، ولكن أن يخرج رأس الدولة ويعترف بالمشكلة بكل صراحة وشفافية، ويعلن أنه شريك في المسؤولية مع الشعب الذي انتخبه، فهذا جديد".
 
وقال السيسي في خطابه إن "المشكلة ستُحل عبر سنوات مع الشعب"، وهو ما يؤكد، بحسب بكر، فكرة أن "المسئولية التشاركية بين الشعب والحاكم "، بحكم أنهم انتخبوه وأيدوا ترشيحه للرئاسة.
 
وشهدت مصر الخميس الماضي عطلاً فنياً أدى إلى خروج بعض محطات الكهرباء عن العمل، وهو ما أدى إلى فقدان الشبكة القومية للكهرباء نحو 9000 ميجاوات، وانقطاع التيار في أغلب المحافظات.
 
كما أدى العطل إلى انقطاع التيار الكهربي لعدة ساعات عن مؤسسات حيوية ومنازل في أغلب أحياء العاصمة المصرية، وأغلب المحافظات، بخلاف تعطل مترو الأنفاق.
 
وقال الرئيس المصري اليوم إن مرفق الكهرباء في البلاد يواجه مشكلات كبيرة جراء عدم تطويرة خلال السنوات الماضية، وإن سد العجز الحالي في الكهرباء يحتاج إلى 12 أو 13 مليار دولار خلال 5 سنوات.
 
ومضى قائلا إن "مصر بها شبكة كبيرة لتوصيل التيار الكهربائي للشعب"، لكن "هذه الشبكة، ومنها محطات التوليد والتحكم، لم تُطور أو تُحدث على مدار السنوات الماضية".