الخميس  21 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

ترجمة "الحدث"| هآرتس: علينا تنفيذ خطة مارشال في قطاع غزة بميناء وغاز وماء

2016-02-11 06:58:30 AM
ترجمة
فلسطيني من مخيم رفح جنوب القطاع يمشي فوق أنقاض منزله (8 آب 2014- AP)

 

ترجمة الحدث- ناديا القطب

 

نشرت صحيفة هآرتس لمراسلها آفي شافيت مقالاً بعنوان Israel Must Rebuild Gaza, Big-time  أكد فيه أهمية إعادة إعمار غزة، والتي كانت يجب أن تتم منذ فترة بعيدة، على حد قوله، موضحا، أن غزة حيوية من الناحية الإنسانية ومن الناحية الوقائية لعدم الدخول في مواجهة جديدة مع غزة. واقترح شافيت أنه يجب العمل على تطبيق خطة مارشال سريعة لإحياء غزة تتضمن، توفير الغاز من الحقول المكتشفة، والماء والطاقة.

 

وإلى نص المقال:

 

هناك شيء مرعب في طريقة دولة إسرائيل ودولة حماس في السير نحو مواجهة عسكرية أخرى. كما كان في الماضي، إسرائيل لا تريد سفك الدماء. كما كان في الماضي، قطاع غزة لا يريد سفك الدماء على حد سواء. ولكن كما هو الحال في الماضي، فإن عدم القدرة على البدء في آلية لتجنب الصراع يجعل الصراع القادم بين اسرائيل والفلسطينيين في غزة لا مفر منه.



على الرغم من أن المواجهة لا تبدو وشيكة، وليس هناك من إمكانية لمعرفة كيف يمكن أن تندلع وبأي حجة. لكن آلية حفر الأنفاق، هي مثل الطبول تدق على إيقاع الجولة القادمة من العنف، والذي سيؤدي إلى إراقة الدماء والمعاناة الرهيبة.



باختصار: قبل حوالي عامين انهارت مبادرة سلام طموحة قدمها وزير الخارجية الأمريكي جون كيري. وكان واضحا لأي شخص أنه سيكون كارثيا ترك فراغ في المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين، وأن عملية مختلفة يجب أن تحل محل تلك التي فشلت. ولكن لم يكن هناك أحد في واشنطن أو في القدس أو رام الله لإطلاقها.



اندلعت حرب غزة عام 2014 بعد أقل من عام ونصف، والتي أودت بحياة نحو 2200 فلسطيني و 73 شخصا في الجانب الإسرائيلي. ولكن حتى مأساة عملية "الجرف الصامد" لم تعد الأطراف إلى رشدهم. وبقي هنالك فراغ خطير، ولم يصل  سوى جزء صغير من الأموال المخصصة لإعادة إعمار قطاع. ومن ثم عاد وبدأ العد التنازلي على طول الحدود بين إسرائيل وقطاع غزة مرة أخرى، بعد عامين.



المواجهة المقبلة ليست هي المشكلة الوحيدة. في القطاع هو موطن  لنحو 1.8 مليون فلسطيني. هؤلاء الناس ليسوا إخواننا، ولكنهم جيراننا. وكثير منهم من لاجئينا. لأسباب أخلاقية وسياسية على حد سواء، ونحن لا يمكن أن نكون غير مبالين بمصيرهم. لا يمكننا أن نتجاهل حقيقة أن قطاع غزة الضيق، والقريب منا مزدحم وفي حالة خراب. ونحن لا يمكن أن نكون عميانا لرؤية حقيقة أن هؤلاء الناس ليس لديهم مياه صالحة للشرب، وليس لديهم كهرباء كافية وليس لديهم أمل.



حماس هي العدو، المتعصب، الشمولية. ولكن الناس الذين يعيشون تحت حكم حماس هم بشر. وإذا كنا لا نريد أن نمكنهم من العيش مثل البشر، ونحن سوف ندفعهم إلى الحائط وندفعهم للقيام بأعمال يائسة من شأنها أن تجلب كارثة عليهم وعلينا.



لكن ما الذي ينبغي القيام به؟ لا بد لنا من إعادة إعمار قطاع غزة، وكان يجب ان يحدث ذلك منذ زمن طويل. يجب علينا أن نستخدم تكنولوجيا المياه الإسرائيلية - أفضل لاعب في العالم - لبناء محطات تحلية مياه البحر على الشاطئ من أجل إمداد سكان غزة بالماء الصالح للشرب. يجب علينا تحقيق أفضل استفادة ممكنة من حقول الغاز البحرية المكتشفة حديثا في إسرائيل لإمداد هؤلاء الجيران بالطاقة الرخيصة. يجب علينا بناء محطات للطاقة والشروع في مشاريع البناء. علينا أن نعمل مع أوروبا والولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية ودول الخليج لدفع خطة مارشال لقطاع غزة. يتعين علينا أن نحاول إقناع المصريين لإقامة ميناء في شمال سيناء التي من شأنها أن تخدم كلا منهم وأهل غزة. يجب علينا أن لا نتدخر وسعا، في التفكير كيف يمكن لكل مربع أن يوجد سبل إحداث تغيير جذري في نوعية وطريقة حياة هؤلاء الناس الذين يعيشون على الجانب الآخر من معبر ايرز وحاجز كيسوفيم.



وتطبيق نهج: غزة أولا، غزة الآن وقطاع غزة إلى الأبد مهم لثلاثة أسباب. أولا، فإنه سيتم منع الحرب. ثانيا، فإنه سيتم تسهيل التعايش العادل والمعقول والمستقر حتى في غياب السلام. والثالث، سوف يؤدي إلى تهدئة مخاوف مبررة من الإسرائيليين الذين شاهدوا الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة يتحول إلى كابوس لحركة حماس، وقذائف الهاون والصواريخ.



فقط أهل أشدود وعسقلان وسديروت يعلمون بأن أهالي جباليا وخان يونس ورفح هم البداية ليكون هناك حياة أكثر عقلانية ما يفتح ويمهد الطريق مرة أخرى للحوار والتعاون وتقسيم الأرض.