الجمعة  22 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

هارون والأبنودي يتربعان على العرش والأمر بالمعروف تقصي درويش من معرض الكتاب الدولي بالرياض

2014-03-18 00:00:00
هارون والأبنودي يتربعان على العرش
والأمر بالمعروف تقصي درويش من معرض الكتاب الدولي بالرياض
صورة ارشيفية

 

آذار الثقافة الفلسطينية

الحدث – رام الله

في أجواء ثقافية ملبدة بالكثير من التعقيدات، اُعلن عن جائزتي شخصية العام الثقافية، وجائزة محمود درويش للإبداع للعام 2014، فذهبت شخصية العام التي أقرتها وزارة الثقافة للشاعر الفلسطيني الكبير هارون هاشم رشيد، فيما حصد الشاعر المصري الكبير عبد الرحمن الأبنودي جائزة الإبداع عن مؤسسة محمود درويش.

وسخونة الأجواء تأتي من أرضية أن أحد أهم الركائز التي اتكأت عليها وزارة الثقافة مع المستوى السياسي، لتحديد يوم الثالث عشر من مارس- آذار كل عام، ليكون يوماً للثقافة الفلسطينية، هو توافق هذا التاريخ مع ميلاد الشاعر الكوني الراحل محمود درويش، فيما لا تملك الوزارة حق تقديم جائزة محمود درويش للإبداع والتي تقدمها مؤسسة محمود درويش، حيث يرى بعض العاملين في الشأن الثقافي أنها مختطفة لصالح جهة سياسية بعينها كما جاء في تصريحات الكاتب والناقد عادل الأسطة، والكاتب والناقد وليد أبو بكر في أول ردود فعل لهما على هذا الحراك الثقافي الأخير الذي يشهده آذار الثقافة الفلسطينية، بينما تؤكد المؤسسة عبر مديرها أن أبوابها مفتوحة لكل المبدعين والمشتغلين في الشأن الثقافي ويريدون التفاعل الثقافي معها.

من جهة أخرى هيمنت على أجواء احفاليات الثقافة الفلسطينية لهذا العام، انتقادات حادة لقرار معرض الكتاب الدولي في الرياض، سحب أعمال الشاعر محمود درويش بضغط من هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر التي اعتبرت بعض نصوصه ‹نصوصا تكفيرية›.

وجاء قرار إدارة المطبوعات بمعرض الرياض الدولي للكتاب، سحب جميع نسخ الأعمال الكاملة للشاعر الراحل محمود درويش، وإيقاف بيعها، على خلفية اعتراضات قدمها عدد من الشباب المحتسبين على ما وصفوه بعبارات «تكفيرية» حوتها الكتب.

وكان المحتسبون الشباب قد نشب بينهم وبين مسؤول إحدى الدور خلافٌ على ما تضمنه ديوان لدرويش، وعبَّروا عن اعتراضهم لعرض الكتاب أمام الزوار، وتطوَّر الخلاف إلى تجمهر أعداد كبيرة من الزوار ورجال الأمن الذين سيطروا على الموقف. وتم إحالة الجميع للجنة الأمنية الخاصة بالمعرض التي قررت سحب جميع كتب درويش بضغط من هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

الأبنودي وجائزة محمود درويش للإبداع

للسنة الخامسة على التوالي وبالتزامن مع يوم الثقافة الوطنية الفلسطينية والذي يوافق ذكرى ميلاد الشاعر محمود درويش، أعلنت في الثالث عشر من شهر آذار، مؤسسة الشاعر الراحل عن منح جائزة الإبداع للعام 2014 للشاعر المصري عبد الرحمن الأبنودي، بينما ذهبت الجائزة الثانية للرسام الفلسطيني المهجّر عبد الحي مسلّم، إضافة إلى قرار المجلس التنفيذي للجائزة منح جائزة شرف للمجلس الثقافي اللبناني الجنوبي ممثلا برئيسه الأديب والسياسي اللبناني حبيب صادق.

ودأبت العادة على منح الجائزة لأدباء وفنانين فلسطينيين وعرب وعالميين ساهموا في تقديم إبداعات ثقافية مستمدة من نبض الحياة وتطالب بوجود إنساني سوي متحرر من القهر، كما بينت لجنة الجائزة.

في كلمته، قال رئيس مؤسسة “محمود درويش” السيد ياسر عبد ربه: إن الأبنودي الذي استحق الجائزة الأولى هذا العام، كرس روح الأصالة المصرية بدفاعه عن حق المصريين وطموحهم نحو مستقبل حر وديمقراطي، وحول شعره إلى أغان وهتافات ترددها الأجيال. كما حمل راية فلسطين وجعل فلسطين مصرية كما مصر عنده فلسطينية.

وأضاف عبد ربه أن اختيار منح الجائزة الثانية لعبد الحي مسلم، جاء كي لا يغمر النسيان إبداعه، فقد رسم الحياة الفلسطينية وصلتها بالأرض ببساطة.

ويعيش مسلم -اللاجئ من قرية الدوايمة المهجرة عام 1948- في أحد أحياء عمّان البسيطة وتحيط به أكثر من ألف لوحة رسمها عن بلده ووطنه، والتي قالت لجنة الجائزة إنها حافلة بالكبرياء والفرح والانتشاء بتقاليد شعبه وبكفاحه المجيد.

وقدم زكي درويش، شقيق الشاعر الراحل محمود درويش كلمة حول مسوغات منح جائزة الشرف الخاصة إلى الأديب حبيب صادق والمجلس الثقافي اللبناني الجنوبي الذي يحتفل بيوبيله الذهبي هذا العام، لمساهمته ببناء ظاهرة مميزة في الشعر الفلسطيني الحديث والتي صارت تعرف بظاهرة شعراء المقاومة.

وفي كلمة مسجلة للحفل، قال الشاعر عبد الرحمن الأبنودي “أستحق هذه الجائزة لأنني أستحق محمود درويش ولأننا كنا شيئا واحدا”، معتبراً حصوله على الجائزة اعترافا بدوام صداقتهما إلى الأبد.

وتحدث الأبنودي عن ذكريات مع درويش وبخاصة لقاءهما الأخير في عمان عام 2008 قبيل سفر درويش إلى الولايات المتحدة لإجراء العملية التي توفي على إثرها.

وقال الأبنودي “لم أر حبا يحمل صاحبه إلى قمة العطاء واكتشاف الشعر وملامسته باليد إلا من خلال حب درويش لفلسطين”.

ويعتبر الأبنودى أول “شاعر مصرى” يفوز بجائزة محمود درويش للإبداع العربى بعد أن مُنحت عام 2010 للروائية المصرية أهداف سويف مناصفة مع الشاعر والكاتب الجنوب إفريقي برايتن برايتنباخ.

أما عبد الحي مسلم -الذي تحدث للحفل من عمّان- فقال إن علاقته بدرويش علاقة قضية قومية قبل أن تكون ثقافية، كونهما يناضلان من أجل قضية واحدة.

واستوحى مسلم الكثير من لوحاته من أشعار درويش، وذكر منها لوحت الرحيل عن بيروت، ومجزرة صبرا وشاتيلا المستمدة من قصيدة مديح الظل العالي، ولوحة مذبحة تل الزعتر مستوحاة من قصيدة أحمد الزعتر.

أما حبيب صادق أمين عام المجلس الثقافي للبنان الجنوبي، فقال في كلمة قرأها جمال زقوت، عضو المجلس التنفيذي لمؤسسة محمود درويش: “من بيروت التي أحبته بإخلاص، شاعرنا الاستثنائي محمود درويش، وبسطت له صدرها على سعته، وغنت من شعره الآسر ما سحر الجماهير العربية صادحاً بصوت مارسيل خليفة المبدع، وأنغام عودة الملهم.. من بيروت نتقدم منكم ببالغ الشكر على تفضلكم باختيار المجلس الثقافي للبنان الجنوبي للحصول على جائزة الشرف الخاصة التي تحمل اسم محمود درويش، الذي كان له علاقة تاريخية مع أرض الجنوب اللبناني”.

هارون هاشم شخصية العام الثقافية

وكانت وزارة الثقافة قد أعلنت في احتفالها السنوي بيوم الثقافة الفلسطينية والذي تطلق من خلاله فعاليات اليوم الثقافة في عدد من محافظات الوطن، عن اختيارها للشاعر الفلسطيني هارون هاشم رشيد، شخصية العام الثقافية للعام 2014.

وافتتح الحفل بكلمة لوزير الثقافة الدكتور أنور أبو عيشة أكد فيها على ضرورة تعميق الثقافة الوطنية وتعميق المفاهيم الوحدوية في الثقافة الوطنية لمواجهة الانقسام الثقافي ومواجهة الانقسام السياسي ثقافيا وحضاريا. 

وأضاف: إننا في وزارة الثقافة نؤكد على مرتكزات أساسية قامت عليها ثقافتنا وامتدت، وأولها وحدة الثقافة، مشيراً إلى أن الثقافة الوطنية الفلسطينية حافظت على كينونتها ووحدتها، معبرة أجمل تعبير عن آلام وآمال شعبنا في الحرية والاستقلال، وإقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.

وتابع أبو عيشة: ثاني هذه المرتكزات ارتباط الثقافة الوطنية بالأرض، وحمل شعار الدفاع عنها من أنياب الاحتلال، فإذا قمنا بمراجعة سريعة للإنتاج الثقافي الذي أبدعه الآباء والأجداد من رموز وقادة الحركة الثقافية منذ أكثر من نصف قرن، نجد أن هذا الإبداع موجه نحو الأرض الفلسطينية، وضرورة حمايتها من الاحتلال والاستيطان والتهويد، أما المرتكز الثالث فهو تواصل الثقافة الفلسطينية مع عمقها العربي، مستلهمة كافة الثقافات والحضارات الإنسانية.

وجاء في مسوّغات منح الشاعر هارون هاشم رشيد هذه الجائزة، أن الشاعر رشيد المولود في العام 1927 يتبوّا مكانة مرموقة في الوسط الثقافي والشعري الفلسطيني في الداخل والخارج، وفي قلب ووجدان الشعب الفلسطيني والأمة العربية. عاصر النكبة وما ألقته من ظلال على الواقع الفلسطيني والعربي، والمرحلة التي تلت وانطلقت فيها الثورة العربية ضد الاستعمار الأجنبي.

ذلك إلى جانب انغراس الشاعر هارون في العمل الوطني والثقافي منذ انطلاقة الثورة الفلسطينية عام 1965 وحتى الآن حيث يشغل حاليا منصب مندوب فلسطين المناوب في جامعة الدول العربية.

ويذكر أن الشاعر هارون هاشم رشيد أصدر عشرين ديوانا شعرياً إضافة إلى عدد من المسرحيات الشعرية الملتزمة، تلك التي حفلت بالتجديد المسرحي والفني. وليس أدل على شهرته الفائقة من غناء فيروز لرائعته الشعرية- “سنرجع يومًا”.

وكانت فرقة معهد إدوارد سعيد الوطني للموسيقى قدمت مقطوعات موسيقية وأغنيات من التراث الشعبي الفلسطيني وتراث المنطقة الموسيقي، وسط تفاعل جماهيري ارتفعت وتيرته حين قدمت الفرقة الصربية “ابراشفيتش” من مدينة “كراجويفتس” لوحات من الرقص الشعبي الصربي، وهي الفرقة التي تأسست في العام 1905، وتعد من أعرق الفرق الأوروبية.