نُفكَر بلا قيمة. لأن الرداءة اليوم هي قيمةٌ عليا، تتفكك إلى مستويات من الرديء متعدد القطاعات. لذا لا يصلحُ فيها التفكيرُ ولا يُصلحه، فيكون مقصوداً إفساح المجال لالتباس المفاهيم كي تعطي للأضداد معان دلالية ومجتمعية واحدة.
إنها الفوضى!
وفي مرحلة الفوضى يكون الصمتُ إبداعاً. ويكونُ أيضاً جُبناً، ويكونُ تصيداً وترقباً وفي أضعف الإيمان يكون حالة من اللا مبالاة.
والفوضى، تُتيح المجال لـ"الفرصة"، الفرصة لأن تكون بيدقاً مهماً في رقعة الشطرنج، فتكون وزيراً للسعادة في تعاسة الآخرين، ومُعلماً لتدريس الوهم، أو طبيباً نحو القبر، أو سمسار عطاءات لتأخذ، والمرابي لتربح، والسِّكير لتصحو.
أنت الجالسُ بلا أرض، والواقف في الهواء، والجثمان في الإهمال، وطوق الحمامة في ألفِ يد.
أنت رمحُ شجرةٍ في القلب، والوحلُ للرصيف، بائعُ هوى شريف، مناضلٌ لطيف، متواطئٌ على الخفيف.
أنت في سلام الحريق، الطريقُ الضائعُ في الطريق!
بكرُ أبناء الشر،
أنت الساكنُ في القاع عالياً.