لـ الشاعر: محمد قسط/الجزائر
كفتاة تضفر شعر الريح
أصغي لرُكبة في البياض،تُسند رأس الحكاية
وصبيان المرافئ يضيفون ضلعًا،لوجع القصيدة
وملحُ الأنوثة أسمر في أكفّ المدينة
هل أضعتِ قرطكِ؟، يا نجمة في النهدِ مطفأة
من نشب أظافره في لحم الأغنيات على رصيف الريبة؟
ها أنا أفتح نرجسة في صدرِ كمنجة بيضاء
ضنّها الموتى عطبًا في اللغة
ها أنا رغمَ فداحة الحياة،أدسّ جمجمةً في بالِ الأغنية
الليليون على خطاهم، يلعقون التّيه
ولا أفيون يشفّ الى عيونٍ في البعيد
تحتها قمر خلاسيّ يراه العاشقون، يرنّ كحلقٍ في أذن الملاك
ها أنا بِالضوء أغسل شفتيكَ وأنت كما عرفتكَ تُسكن في شقوق السور صِغار الكلمات
ربّما مُلئت جرار الريح ،بأغانيكَ التي تنبت من نِصال الماء
يا عاشقًا نسي الطريق الى مِشطِ حبيبته أين نبيذك المنسي...؟
أم هي سطوة الناي عليك؟
أَذكر في ظلالِ الحزن، إمرأةً جاءتكَ، كما يفعل القرنفل حين يغتال الليل بِعطره
كما يفعل الفراش حين يجرح شريان الحانة فتسيل النوتات
ويُطفئ الراعي نجوم ليلته كنمشٍ على جلدِ القصيدة
ها أنا أنساكَ في وجعِ الأزقّة
في لغةٍ يتقنها العتّالون، والمرابون والسكارى
من أين لي، جمرة أقبّلها؟
على عطش النار وأسقي شجرَ الفجيعة بِدمعك
يا ساقيًا هل من قصيدة وحشيّة؟
ترمّم عطب السؤال
*****
كنهدٍ تكوّر في رذاذِ الفمِ
كعصفورٍ يخرج من رماد الموسيقى
كبوذيّ يوقظ أجراس الماء
كنادلٍ يفهمُ ضجر المقهى
كان 'الماغوط' يحرس نوايا الزّنبق
تأتيهِ جنّيات الوترِ مفوّهة
فتنبت 'السيكا' على الأسطح المائلة
يأتيه العشبُ مُضاءً على جوعِ الأرصفة
تأتيهِ القياثر المجروحة رغمَ الماء
والخلاسيات النائمات تحت أسرّة الكلام بأفواههنّ المطفأة
يُشعلّن نرجس الشهوة
كأطيب ما تكون اللغة