الجمعة  22 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

الانقسام اكثر ربحية من الوحدة!! بقلم: نبيل عمرو

2016-02-16 11:07:44 AM
الانقسام اكثر ربحية من الوحدة!! بقلم: نبيل عمرو
نبيل عمرو

لماذا لم ينته الانقسام رغم الدوافع القوية التي تحتم انتهاءه؟

ذلك ان الانقسام المزمن هو السبب الأساسي في عذابات أهل غزة، وهو السبب الأساسي كذلك في تراجع القضية الفلسطينية على كل المستويات، كما أنه جعل الهبة الفلسطينية، بلا غطاء ولا قيادة ولا حتى قدرة على التوظيف.

من وجهة نظري كواحد من الأقلية التي ما تزال تتابع أخبار الكلام الكثير عن الرغبة في انهاء الانقسام والفعل القليل جداً في هذا الاتجاه، فأستطيع الاجتهاد بأن كلمة السر في الفشل هي أن فاتورة إنهاء الانقسام باهظة ومكلفة وفي حساب الامتيازات والمصالح خاسرة.

اما فاتورة استمرار الانقسام فهي مربحة لاصحابها، وتكتظ بالمزايا التي يستحيل التخلي عنها والتضحية بمردوداتها، فالطبقة السياسية الفلسطينية بألف خير، ما دامت تحولت من قيادة عجزت منذ زمن عن تحقيق أي انجاز يذكر إلى وجاهة تتدثر بشرعية متآكلة وتقيم من نفسها سداً أمام أي محاولة للتغيير أو التطوير، وفي حالة كهذه يصبح كل شيء قابلاً للاستثمار على الطريقة التجارية، وتصبح القيادة التي منحت لنفسها حق الخلود في الموقع، مجرد أصوات متناثرة ومتناقضة، تلتزم التعليق على الأحداث وإصدار الأوامر للعالم بأن يفعل كذا ولا يفعل كذا.

وإذا كان حال الطبقة السياسية هكذا، فيبدو غير منطقي أن نتوقع منها الحد الأدنى مما هو مطلوب لمواجهة الأزمات وايجاد الحلول وأولها وأهمها انهاء الانقسام، وحين تكون الطبقة السياسية بهذا الوضع كذلك فلا غرابة في أن يدير الشعب الفلسطيني ظهره لها ويتصرف في شؤونه كما لو أنها غير موجودة.

 ولقد كان آخر لقاء جرى في الدوحة بمثابة نقطة آخر السطر موضوعيا، الا أن العجز عن تقديم بدائل مقنعة للجمهور وجد من يتبنى لقاء الدوحة الفاشل ويقدمه كإنجاز أولي يحتاج إلى ترتيبات سرية كي يتطور ويصبح بالإمكان رؤيته بالعين المجردة.

وهذا التفسير لما جرى في الدوحة وكنا سمعنا مثله بعد ألف لقاء ولقاء، تمت تحت عنوان المصالحة، ما يؤكد أن الإفلاس لم يعد يقتصر على الخيارات والبدائل بل اتسع ليطال اللغة والتبرير والتنظير للعبث كأمر واقع لا فكاك منه.

 والمضحك المبكي في الأمر .. انك ما أن تلتقي عضوا رسميا في الطبقة السياسية حتى يبادرك بانتقاد الافلاس وانعدام الانجاز، وحين تسأله ما دام الامر كذلك فلم كل هذا التشبث بالمقعد والموقع، مع ازدواجية شخصية تعترف بالفشل في الجلسات المغلقة وتروج لنجاحات وهمية في الاعلام؟

قبل لقاء الدوحة الاخير وبعده كان المهتمون بالامر لا يتجاوزون نسبة الخمسة بالمائة من الناس، وفي اللقاء القادم الذي سيستضيفه فندق فاخر في اسطنبول هذه المرة، فحتى المضيفون لن يتابعوا ما يجري في فندقهم.