الإثنين  25 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

نتنياهو غير معني بالسلام/ بقلم: سامي سرحان

2016-02-16 11:16:57 AM
نتنياهو غير معني بالسلام/ بقلم: سامي سرحان

لم تعد اللعبة الديموقراطية في إسرائيل تخص عورات اسرائيل في مجال انتهاك حقوق الانسان والتمييز بين اليهود ومواطني الدولة من الأقلية العربية ومن انها هي الدولة الوحيدة في العالم التي تحتل اراضي دولة أخرى وتمارس شتى أنواع القمع والتعذيب والاعتقال والقتل الميداني ومصادرة الاراضي وبناء المستوطنات في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

لم تعد المعارضة في إسرائيل ذات أثر على الحياة السياسية والاقتصادية، بل إن رئيس المعارضة هيرتزوغ يتماهى في مواقفه مع نتنياهو عندما يصف الرئيس أبو مازن بأنه ليس حريصا على عملية السلام. هذه العملية التي بدأت في تسعينات القرن الماضي وهي إلى اليوم تراوح مكانها وقد لفظت أنفاسها ولم يعد الاسرائيليون معنيون بها وهم يرون العالم العربي تتفكك دوله وشعوبه إلى عشائر وقبائل وتنظيمات جهادية إسلامية وغير إسلامية لا تعرف ما تصنع بشعوبها، والغريب في الأمر أن الخراب الذي حلّ بالدول العربية لا يعني أحدا من المجتمع الدولي وأن داعش وغير داعش تأتي تحت يافطة محاربة الارهاب الذي يتهدد الدول الأوروبية والولايات المتحدة وربما الهند والصين ذات أغلبية الصوت الواحد.

ووجدت حكومة نتنياهو في مثل هذه الأوضاع فرصة لتطرح نفسها شريكاً لأوروبا وأمريكا وروسيا في مكافحة الارهاب، والحقيقة أن إسرائيل لا تتعرض لأي نوع من الارهاب سواء من داعش أو من النصرة أو أنصار بيت المقدس. وكل هذه المنظمات وغيرها العشرات تنشط في دول عربية قريبة أو بعيدة نسبيا من إسرائيل.

ورغم صراخ إسرائيل أنها تتعرض للإرهاب فإن الدول الأوروبية ترى أن مقاومة الشعب الفلسطيني تندرج في إطار الحق المشروع للدول والشعوب الواقعة تحت الاحتلال لمقاومة المحتل وتحديد الأرض. وهذا ما يقلق اسرائيل ويذكرها دوماً بأنها دولة احتلال يجب عليها أن تنهي احتلالها للأرض الفلسطينية وفق قرارت الشرعية الدولية وما تم التوافق عليه من حل الدولتين وهذا ما ذكّر به اسرائيل السيد لافروف وزير الخارجية الروسي في لقائه مع احد رموز المعارضة الاسرائلية ليفني بقوله: إن تجميد عملية السلام لن يصمد إلى مدة طويلة وعلى إسرائيل أن تعيد النظر في مبادرة السلام العربية.

ورغم أن نتنياهو أبدى ارتياحه للمكالمة الهاتفية مع ممثلة العلاقات الخارجية للاتحاد الاوروبي موغريني وأن المياه عادت الى مجاريها مع الاتحاد الأوروبي بعد قرار الاتحاد وسم منتوجات المستوطنات إلا أن الموقف الأوروبي يظل يدور حول حل الدولتين ووقف بناء المستوطنات الذي يدمر عملية السلام المرجو منها التوصل إلى حل الدولتين.

ان السيد نتنياهو يهرب إلى الأمام لتدمير عميلة السلام عندما يدعو موغريني الى التصدي لما أسماه التحريض الفلسطيني.  يهرب نتنياهو من السلام ويبني مزيداً من الجدران لعزل إسرائيل عن محيطها الذي يفترض ان تقيم معه السلام وبدل ذلك يعتبره مجموعة من الحيوانات المفترسة التي تتربص باسرائيل.

     هذه التصريحات تذكر بتصريحات الحاخام عوفاديا يوسف الذي وصف العرب تارة بالصراصير وأخرى بالجرذان، فكيف لمثل هذه الثقافة ان تقود الى سلام وأمن وتعايش؟

لم تعد اسرائيل معنية بالسلام والأمن مع الفلسطينين وجيرانها عندما يقول رئيسها علينا أن ننام والسيف في أحضاننا. هذا ما يعد به قادة اسرائيل شعبهم وهذا ما ينذر بأن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي والصراع العربي الإسرائيلي ليسا على طريق تسوية قريبة عادلة.