الوطن لا يغادر الجسد
وبعريّ جسدها تناجي امتثالها المَرَضِيّ
لآخَرِها في التَجلي - كان هذا
ذنبها الأبدي.
منذ وعي الوجود الأول، تشهد
أنها عاشت. بل وأنها ما زالت تعيش.
منذ وعي الوجود الأول، تلامس أنوثتها
عناقيد أحلامها الَمهجورة.
هي عذراءٌ فيقدمها آخَرُها قُربانا في
مشاهد ديكارتيّة الطابع.
هي عذراءٌ فعند تَخوم اللذة والشَهوة
تفقد عذريتها ليرَمِمَ آخرها كبريائها
كأنها قطعةٌ أثريةُ الشكل
لكن عند انتزاع الشكل من الشكل
والمضمون من المضمون
يُجَرَّدُ جسدها من ثنايا إدراك الذات
لتصير اسما تُؤَثثُ به
قمم التآخي والسلام.
يا سيدة الكبرياء، أقدس الأمور
هي أقربها لموتٍ لازورديّ الاعتذار
عن نكران الوجود.
وبقبلة حميمية المظهر،
عند هاوية الجنون،
يُتَداولُ جسدها لتصيرَ بقايا
صورٍ وكلمات عن الجسد
عن الإنسان
وعن الحلم
فيَسلِبُها موتها احتراما لها
لأن الموتَ يعشَقُ جسدها العاري
لأنه لولا الموت لما كانت
ولأنه لولا الموت لما كان هناك حياة.
.jpg)
.jpg)
