السبت  30 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

"إسرائيل"... توجه لسياسية "مسك العصى من المنتصف"

2016-02-17 08:30:23 PM
توجه مدير عام وزارة الخارجية الإسرائيلية دوري جولد

الحدث - وكالات

توجه مدير عام وزارة الخارجية الإسرائيلية دوري جولد، صباح الأربعاء، إلى موسكو، في زيارة ينظر إليها مراقبون على أنها محاولة للعب على الحبلين أو الإمساك بالعصى من المنتصف، ولا سيما في ظل التوترات الحادة بين روسيا والولايات المتحدة الأمريكية بشأن التطورات في سوريا.

 

وأرغمت تلك التطورات تل أبيب على الاتجاه لفتح حوار دبلوماسي مع موسكو، التي أصبحت منذ أيلول/ سبتمبر من العام الماضي اللاعب الرئيسي في سوريا، آملة ألا يفسر الغرب توجهها صوب موسكو على أنه انحياز، فيما يرى مراقبون أنها تنفذ مناورة دبلوماسية ما بين واشنطن وموسكو، على أمل أن تحقق النقيضين، وألا تمس أية تطورات مقبلة بمصالحها، أو بوضعها بالمنطقة.

 

ويلتقي مدير عام وزارة الخارجية الإسرائيلية العديد من المسؤولين الروس، وعلى رأسهم وزير الخارجية سيرجي لافروف، فيما سيكون العنوان العريض لتلك الزيارة هو تأسيس قناة للحوار الدبلوماسي، وآلية لحل الخلافات المحتملة عبر هذه القناة، في إطار محاولات تل أبيب الحفاظ على التنسيق العسكري النسبي بينها وبين موسكو، فيما يتعلق بالشأن السوري، وألا يتأثر هذا التنسيق بأي توترات محتملة بين موسكو والولايات المتحدة وحلفائها مستقبلا.

 

وتتخوف تل أبيب من بوادر الحرب الباردة التي يجري الحديث عنها في هذه الآونة، وتردد المصطلح على لسان مسئولين روس وأمريكيين، بعد أن كان يقتصر فقط على التحليلات والتقديرات التي يضعها خبراء وباحثون، وتخشى أن يؤثر التنافس الروسي الأمريكي على وضعها الإقليمي، ولا سيما وأنها تنظر إلى الخارطة الجديدة التي تتشكل لتجد تراجعا ملحوظا في موقف واشنطن، مقابل دور روسي متزايد.

 

وتحمل زيارة “جولد” إلى موسكو بُعدا آخر من وجهة نظر بعض المراقبين، يتعلق بمدى تقييم واشنطن لها، حيث تفهمت الأخيرة مدى احتياج إسرائيل للتنسيق مع القوات العسكرية الروسية العاملة في سوريا، منعا لحدوث احتكاك بين الجانبين في المجال الجوي السوري، لكن مسألة فتح قناة دبلوماسية بين البلدين ربما تفسر في واشنطن بشكل يلقي بظلاله على العلاقات مع تل أبيب.

 

وقدرت مصادر سياسية إسرائيلية أن تل أبيب تقف أمام تحد كبير ومعقد للغاية، وأن الاختيار وقع على “جولد” على وجه التحديد ليكون موفدا إسرائيليا إلى موسكو، نظرا لأنه ليس وزيرا أو شخصية سياسية رسمية، وليس عسكريا أو رجل استخبارات، ولكنه شخصية دبلوماسية يمكنها أن تتولى مهاماً محددة، وبالتالي فإن اختياره جاء تجنبا لحدوث مشاكل مع واشنطن أو حلفائها في هذا التوقيت الحرج.

 

ويربط المراقبون أيضا بين زيارة “جولد” وبين التطورات التي تشهدها المناطق الجنوبية السورية القريبة من الجولان، ولا سيما بعد القصف الروسي المكثف لمناطق تقع على مسافة 6 كيلومترا فقط من حدود إسرائيل، وأنباء عن موجات لاجئين متوقعة تتجه صوب عين زيفان “معبر القنيطرة”، في المنطقة المنزوعة السلاح في مرتفعات الجولان.

 

وسط هذه المخاوف أوفد رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو مدير عام وزراة الخارجية إلى موسكو بمجرد عودته من برلين، وبخاصة وأن ثمة تلميحات من بعض المحللين الإسرائيليين بأن القصف الروسي الأخير استهدف حركات معارضة تتلقى دعما إسرائيليا، حين أشاروا إلى أن ثمة حالة من القلق بعد استهداف تنظيمات تعمل على مقربة من الحدود الإسرائيلية، للمرة الأولى منذ بدء الحرب السورية.