الأربعاء  27 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

"أزمة المعلمين" من السبب.. الحكومة أم أنها مسيسة أم مطالب محقة؟

2016-02-21 05:51:01 PM
إضراب المعلمين- تصوير الحدث (الحدث في أخبار فلسطين وفي أخبار إضراب المعلمين)

 

خاص الحدث

 

منذ سنوات، وما تزال العملية التعليمية في فلسطين تراوح مكانها وتعاني من عرقلة بسبب مواقف الحكومات المتعاقبة من قضية المعلمين والتلكؤ المتواصل في تنفيذ مطالبهم، ليصل المعلمون في نهاية المطاف إلى إعلان الإضراب المفتوح.

 

وأمام هذا الإصرار من  المعلمين على الخوض في الإضراب حتى النهاية لتحقيق مطالبهم، تصر الحكومة في المقابل على عدم نقاش مشكلتهم بجدية بل عادت ووقعت اتفاقا جديداً لا يلبي مطالبهم من خلال التمسك بأمينهم العام أحمد سحويل وعدم الاستماع للقاعدة التي تطالب باستقالته.

 

وشهدت العملية التعليمية في الأيام العشرة الأخيرة حالة شد وجذب بين مؤيد ومعارض حتى وصلت إلى درجة اتهامها بأنها مسيسة ويقف وراءها أحزاب وشخصيات سياسية.

 

 لكن بالمحصلة ورغم التهديدات وحالات التوقيف لبعض المعلمين، إلان المدارس شهدت إضرابا شاملاً  للأسبوع الثاني فيما الحكومة تواصل الضرب بعرض الحائط بمطالب قاعدة المعلمين بعيدا عن ممثلهم في الاتحاد أحمد سحويل.

 

وتساءل البعض لماذا المعلمون صبروا كل هذه المدة على عدم دفع علاوة غلاء المعيشة وطبيعة العمل مع أن الحكومة وعدتهم باأها ستدفعها لهم ان توفرت الامكانات المادية لذلك.

 

"الحدث" في تقارير سابقة استطلعت أراء معلمين أكدوا أنهم لا يصدقون الحكومة فيما تقول وهي تكذب عليهم باستمرار وخاصة ان رئيس اتحاد المعلمين أحمد سحويل اصبح جزءا من الحكومة.. فما هي الاسباب الحقيقية والمعنوية التي  جعلت المعلمين ينتفضون في وجه الحكومة غير آبهين لكل تهديداتها.

 

أصل الحكاية قرارات الحكومة

 

رئيس الائتلاف من أجل النزاهة والمساءلة " امان" الدكتور عزمي الشعيبي قال لـ"الحدث" ان بعض القرارات التي اتخذتها الحكومة لها اثر معنوي على الناس، فعندما يتم ترقية أكثر من 160 موظف كبير بدرجة مدير عام فما فوق وكذلك حصل بالنسبة للموظفين العسكريين اذ تم ترفيع عدد منهم إلى درجة لواء فما فوق، فإن هذا الأمر يؤثر معنويا على المعلمين".

 

ويضيف الشعيبي "عندما يرى المعلمون ان السلطة الفلسطينية اخذت مثل تلك القرارات بترفيع موظفين رواتب كل منهم لا تقل عن 10 الاف شيقل فيما المعلم يحصل على 3 آلاف شيقل فهذا يشعرهم بالظلم وعدم العدالة ويدفعهم ذلك لقول بما انكم تستطيعون الدفع لفئات معينة رواتب عليا، لماذا عندما نطالب بحقوقنا تظهر الأزمات المالية؟".

 

مفارقة: المعلمون يشدون الأحزمة والحكومة تشتري "الجيبات"

 

ويتابع  الشعيبي هناك اتفاق وقع في نهاية  العام 2013 بين اتحاد المعلمين والحكومة وكل مرة يقولون  لهم عندما تتوفر الاموال سنصرفها لكم.. ويضيف:  المعلمون  من حقهم ان يطالبوا بمستحقاتهم اذا كانت لا يوجد أموال فلتكن الازمة على الجميع.

 

ويضيف مفوض "امان"  اذا كان لا يوجد اموال لدى الحكومة فلماذا تواصل شراء سيارات جديدة او تستأجر عمارات جديدة فهذه مظاهر لا تدل عل أن الحكومة لا تملك اموالا ويقول: كيف للمعلم أن يقتنع بمقولة شد الاحزمة على البطون والحكومة خلال الشهرين الماضيين اشترت أكثر من  25 جيبا كبيرا من  نوع لاند روفر".

 

ويتابع مفوض أمان إن معنى هذه الاجراءات ان هناك مجالات صرف كثيرة يراها المواطن والمعلم، والحكومة  تقول ان هناك ازمة مالية لكن لماذا لا تكون هذه الازمة على الجميع وعندها يشعر المعلم انه يستطيع ان يتحمل.

 

الحكومة غير مدركة لما يحصل

 

ويرى الدكتور عزمي الشعيبي  أن الحكومة هي السبب الرئيس وراء تعمق أزمة  المعلمين لانها لم تأخذ الموضوع  بالجدية اللازمة، وهي  غير مدركة بصورة حقيقة  لما يحصل، مشيرا إلى أن موضوع الكرامة يضغط كثيرا على المعلمين.

 

ويشير رئيس الائتلاف من أجل النزاهة والمساءلة " امان"  ان التعامل مع  قضية المعلمين وحلها عن طريق الفصائل من خلال الضغط على الاتحاد دون  الاستماع الى القاعدة  الواسعة من المعلمين هو أمر غير منطقي، مما دفعهم هذه المرة إلى توسعة قاعدة مطالبهم بمطالبة سحويل بالرحيل لشعورهم انه أصبح جزءا من الحكومة.

 

الحل..

 

ويرى مفوض "امان" أن الحل لقضية المعلمين هو ان ترضخ الحكومة وتستمع لمطالب المعلمين أي القاعدة وليس الاتحاد وتستمع الى وجهة نظرهم باعتبار ان المعلمين سحبوا ثقتهم من الاتحاد عندما رفصوا تنفيذ الاتفاق وأعلنوا الاضراب الشامل وهذا يعني استفتاء واسع من قبل المعلمين  ان الاتحاد لم يعد يمثلهم.

 

واعرب رئيس الائتلاف من أجل النزاهة والمساءلة " امان" عن اسفه بان ووزير التربية والتعليم صبري صيدم يصر على أن الحكومة لن تتكلم  الا مع الاتحاد ، مشيرا الى ان الحكومة تدفع المعلمين من طبقة وسطى الى طبقة مسحوقة وضعيفة.

 

وحذر الشعيبي من تبعات قضية اضراب المعلمين في حال  استمراره،  مشيرا إلى ان  الاضراب اذا ما استمر سيعطل الحياة العامة وليس العملية التعليمة وحدها لأننا لن نستطيع ان نعيش وابنائنا في الشوارع والكثير من الطلبة اباؤهم وأمهاتهم يعملون.

 

ما يحصل شيء أوسع وأكبر مما يعتقد وزير التربية

 

واعرب عن اعتقاده بأن ما يحصل هو شيء أوسع وأكبر مما يعتقد وزير التربية معربا عن أمله بأن تشكل عودة الرئيس محمود عباس إلى أرض الوطن حلاً للأزمة، لأن عودة الرئيس ستضع الموضوع على قاعدة انه حدث  كبير وليس على قاعدة نسبة 1 او 2 % .

 

كما انتقد الشعيبي التصريحات المتكررة للحكومة والتي دائما تعد المعلمين بانها ستصرف مستحقاتهم عندما تتوفر السيولة وانما يجب ان يطمأنهم أكثر بأنه عندما تتوفر اي سيولة سيتم صرفها لكم.

 

التهديدات ضد المعلمين تشبه أساليب الأنظمة القمعية

 

وحول التهديدات التي تمارسها الحكومة ضد المعلمين قال: "إن الحكومة تتبع ممارسات  الأنظمة العربية قبل 40 او 50 سنة."

 

 مضيفا: "رأينا كيف كانت نتيجة هذا الانظمة العربية ومن يعتقد أن المواطنين عبارة عن رعايا يكون فشل فشلا ذريعا، لأن المواطنين هم اساس السطلة والصمود والمقاومة .. والمواطن في فلسطين هو الذي يدفع اعلى النسب في العالم من الضرائب نسبة الى دخله وهو الذي يمول رواتب العاملين ومن حق المعلمين ان يكونوا منصفين واذا كان هناك ظلم فليكن هناك عدل في توزيعه."