الجمعة  22 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

المعلمون في "اعتصام الثلاثاء الكبير".. درس لن ننساه - رولا سرحان

2016-02-23 12:51:02 PM
المعلمون في
رولا سرحان

 

أنحني بكل احترام لكل معلم شارك اليوم في اعتصام "الثلاثاء الكبير" أمام مجلس الوزراء.

 

هنالك دائماً ما يستطيع المعلم تلقينه لنا.

 

11 يوماً من الإضراب، كانت كفيلةً بأن تعيد لنا الثقة بأننا نستطيع قيادة أنفسنا بمهارة.

 

كلنا يشهد لهذا النسق العالي لإضراب المعلمين والالتزام في صفوفهم، وضبط النفس والتنظيم اللافت لفعالياتهم، ووحدة صفهم، وموقفهم، وثباتهم وإصرارهم على مطالبهم ومقدرتهم على كسب تعاطف الجميع معهم؛ كل ذلك رغم التحامل عليهم، وتحذيرهم، وتهديدهم، واعتقالهم، ومحاولة شق صفوفهم، وتسخير عناصر الأمن ضدهم، ونصب الحواجز أمامهم، والعمل على الالتفاف على مطالبهم، والدفع بهم نحو التصعيد.

 

اليوم نشهد لهم بأنهم استطاعوا أن يعيدوا لمفهوم "الحق" قيمته، التي التبست علينا، حين انزاحت القيم عن مسمياتها فباتت تعني شيئا غير الذي تدل عليه.

 

واستطاعوا أن يعيدوا للعمل النقابي قوته كرأس حربة على الأرض، دون الخلط بينه وبين عمل الأحزاب السياسي، مؤكدين أن العمل النقابي ما زال موجوداً، وقد يكون لهم الفضل في إحياء النقابات عموماً في فلسطين مهنيا ووطنيا.

 

واستطاعوا أن يعيدوا لمفهوم "الوحدة الوطنية" روحها ونسقها العملي حين شاركوا تحت غطاء فلسطيني موحد دون التستر وراء أية عباءة حزبية أو فصائلية، رغم محاولة تسييس مطالبهم.

 

واستطاعوا أن يقدموا صورة حضارية عنا حين طبقوا قيم المواطنة سلوكا وأسلوباً، فأكدوا لنا أنها تكوين حضاري فينا.

 

واستطاعوا أن يظهروا وجه السياسيين اللئيم في الفشل في إدارة الأزمات، واستطاعوا أن يكشفوا أجنداتهم الشخصية.

 

واستطاعوا أن يؤكدوا لنا أن عناصر الأمن المدفوعة ضدهم كانت معهم، لأن أفرادها منهم، رغم كل الزعم بفصلهم عنهم وعن وطنهم وعن شعبهم.

 

شكرا لكم أيها المعلمون، نقف لكم احتراماً وتبجيلاً، قدمتم لنا في "اعتصام الثلاثاء الكبير" درسا لن ننساه!