الإثنين  25 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

فيل في الغرفة

2014-09-09 08:25:21 AM
فيل في الغرفة
صورة ارشيفية
رولا سرحان
 
صغاراً كنا نخاف "التنين"، ذلك الكائن الأسطوري الذي يُروى عنه في الحكايات أن له رؤوساً متعددة، وكلما زادت تلك الرؤوس كان ذلك الكائن أكثر جسارة وأكثر نفثاً للَّهب وأكثر إقداماً. والتعدد في حالة "التنين" قوة، والتعدد في علم السياسة ديموقراطية، والتعدد في الألوان تنوّع، أما التعدد في الحالة الفلسطينية فهو مصيبة، لأنه يُشبه التعدد في الزوجات.
 
فشهرُ العسل المزيف الذي جمع "الإخوة كارامازوف"؛ حماس وفتح، على ود ووفاق خلال العدوان على غزة، تلاشى أسرع من الريح؛ فالقريحةُ ما تزال مفتوحةً للتلاسُن بين الفصيلين الذين لم يتعلما شيئاً من دروس العدوان على غزة محاولاً كل منهما أن يَحْطِم رأس الآخر، لتتجدد أزمة النظام السياسي الفلسطيني الذي ليس له تعريف في علم السياسة؛ فهو دولة غير كاملة في المنظومة الدولية، في أقاليم جغرافية واحدة، لكنها غير متصلة، فيها شعب منقسم على ذاته، تحكمه رؤوس قرار متعددة لها مراكز قوة دولية وداخلية متشابكة، وليست هنالك أجندة وطنية مُوَجِّهة أو مرشدة؛ فلا نحنُ شعبٌ مقاوم، ولا نحنُ شعبٌ يفاوض، ولا نحن شعبٌ مستقل، ولا نحنُ شعبٌ موحد، ولا نحنُ شعبٌ يشعرُ بالمواطنة، ولا نحن شعب له موقف.
 
الحقيقةُ الوحيدةُ أننا شعبٌ محتل يسبحُ في الهلامية!
 
في المثل قديما قالوا إن كان عدوُّك نملةً فلا تنم له، فما بالنا وعدونا فيل داخل الغرفة!