الحدث- أسطنبول
في ذروة الحرب التي استمرت 51 يوما على قطاع غزة، وراح ضحيتها نحو 2200 شهيد وأكثر من عشرة آلاف جريح، انشغل العالم الغربي بقضية أخرى، تركزت على مخاوف محتملة من تنامي ظاهرة يطلق عليها رسميا "العداء لإسرائيل" في الدول الغربية.
وعندما منع صاحب مقهى في بلجيكا دخول اليهود من خلال لافتة على مدخل المقهى كتب عليها باللغة الفرنسية "ممنوع دخول الصهاينة تحت أي ظرف.. الكلاب مسموح بها"، ضجت أنحاء القارة الأوروبية بتصريحات منددة وعبرت عن مخاوف ما يطلق عليه "معاداة السامية" وهو مصطلح يفسر معاداة اليهود كمجموعة أثنية دينية.
وهو ما دفع في ذروة الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة" الاتحاد البلجيكي المناهض لمعاداة السامية "إلى تقديم شكوى رسمية ضد مالك المقهى لدفع الشرطة للتصرف استنادا لقانون 30 يوليو الذي يجرم العنصرية وكراهية الأجانب الصادر في1981".
وبعد وقت قصير ادانت كل من خارجية ألمانيا وفرنسا وإيطاليا في بيان مشترك، صدر في بروكسل ارتفاع الاحتجاجات المعادية للسامية، التي شهدتها عواصم بلادهم بسبب الهجوم على غزة.
وقالوا إن "معادة السامية واليهود لا مكان لها في مجتمعاتنا".
ومرة أخرى تسلط وسائل الإعلام الإسرائيلية الضوء على حوادث متفرقة في العالم، وهذه المرة في إسطنبول، وهي المدينة التي يقصدها الكثير من الإسرائيليين للسياحة في فصل الصيف.
وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن صاحب متجر علق متجر في وسط إسطنبول لافتة تمنع "الكلاب واليهود" من الدخول إليه.
ونشر الموقع اليهودي - التركي "سلام" صورة للافتة، التي تعرض دبابة إسرائيلية وأمامها يهود، يبدو أنهم مستوطنون، يرقصون وهم يرتدون الملابس الدينية المهدبة والقلنسوات البيضاء.
ويقول كتاب إسرائيليون إن مستوى معاداة السامية في المنطقة تصاعد بشكل لافت، وتحاول وسائل الإعلام العبرية ربط هذه الشعارات بشعارات تم رفعها في مرحلة ألمانيا النازية، مشيرة إلى أن السنوات الأخيرة شهدت أجواء لمعادية لإسرائيل وللسامية في تركيا على حد تعبيرها.
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان؛ الذي شغل حينها منصب رئيس الحكومة، وصف إسرائيل بالنازية وهو ما اعتبرته دوائر إسرائيلية بالتصعيد الخطير.
وعشية لقاء اردوغان في الأسبوع الماضي الرئيس الأمريكي باراك أوباما بعد فترة من الانقطاع على هامش اجتماع الناتو في بروكسل صرح البيت الأبيض أن أردوغان وعد بأن يعمل ضد تنامي موجة معاداة السامية في تركيا.
وسابقا، قام البرلمان التركي في أنقرة بالتصديق على تعديل قانون يخص التحريض ونص القانون على أن جرائم الكراهية تُعتبر جريمة جنائية.
وذكر تقرير نشرته صحيفة "زمان" التركية، أن الشخص الذي يرفض بيع شخص ما بضاعة أو يرفض تقديم خدمة له بسبب دينه، أصله، قوميته، أو بسبب رأيه السياسي فإن ذلك قد يؤدي لعقوبة السجن لمدة بين سنة حتى ثلاث سنوات.
مطلع هذا الاسبوع أعربت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل في كلمتها الصوتية الأسبوعية التي تبث كل سبت عن قلقها لأن المؤسسات اليهودية في ألمانيا ما زالت بحاجة لحماية الشرطة.
وقالت: "أمامنا الكثير من العمل.. نرى أنه لا توجد مؤسسة يهودية واحدة هنا (في ألمانيا) لا تحظى بحماية الشرطة.. هذا أمر يقلقني كثيرا." ودعت ميركل إلى مشاركة كثيفة في مسيرة مناهضة لمعاداة السامية في برلين مطلع الأسبوع المقبل وتعتزم إلقاء كلمة خلالها.
وانتقدت السلطات ووسائل الإعلام ترديد هتافات ضد إسرائيل واليهود في مسيرات للاحتجاج على حرب غزة الأخيرة. وفي تموز/يوليو ألقيت قنابل حارقة على معبد يهودي بمدينة فوبرتال في غرب ألمانيا وتعرض رجل يرتدي قلنسوة للضرب في شارع ببرلين.
ودون الإشارة إلى وقائع بعينها أو ذكر أي سياسات جديدة قالت المستشارة الألمانية: "سأفعل شخصيا كل ما هو بوسعي وكذلك حكومتي بأكملها كي لا يكون هناك مكان لمعاداة السامية في بلادنا." وأضافت أنه تم إحياء الثقافة اليهودية في ألمانيا منذ الحرب العالمية الثانية وقالت "نحن فخورون وسعداء بأن اثراءها كان ممكنا في السنوات الأخيرة."