بداية لو تعطي القارئ نبذة عن حياتك
يمكن أن أقول عن نفسي إنني كاتب مغربي، لديه عشق كبير للقراءة، والكتابة والتنشيط الثقافي، من مواليد الدار البيضاء عام 1965 خريج كلية الآداب، وعضو اتحاد كتاب المغرب، انتخبت كعضو في مكتبه التنفيذي قبل أن أقدم استقالتي منه، كما أنني حاصل على بعض الجوائز المغربية والعربية، ولدي عدد من الإصدارات في القصة القصيرة والرواية والرحلة والنقد الأدبي، كما أنني أكتب شعراً، وبعض المسرحيات من فصل واحد.
ما هي الصعوبات التي واجهتك في مسيرتك الأدبية الحافلة بالنشاط والفعل؟
ما هو أحب مؤلفاتك إلى نفسك؟
ما هي خططك المستقبلية؟
المستقبل هو ابن اللحظة الآنية، والتفكير فيه نابع مما تحقق الآن، ويجب تطويره والسير به قدماً نحو الأمام. أنا الآن منشغل بـ"غاليري الأدب"، الإطار الثقافي الوليد، الذي يسعى للاحتفاء بالأدب والأدباء المغاربة والعرب، وفتح المجال لناشئة الأدب لنشر إبداعاتهم وصقلها من خلال الاحتكاك بالتجارب المكرسة، وقد نظمنا في هذا الصدد مجموعة من المسابقات التي استهدفت جميع الأجناس الأدبية، وعرفت إقبالاً كبيراً من طرف الكتاب والصحفيين وعشاق الأدب، كما أن لدي عدداً من الكتب التي يجب أن أقرأها، بالإضافة طبعاً، إلى "لوثة" الكتابة التي لا يمكن أن أشفى منها أبداً، لذا أسعى إلى كتابة بعض النصوص التي تتشكل تدريجياً في الذهن، وقد تجد طريقها إلى الورق في أي وقت.
من من الكتاب، سواء في العالم العربي أو العالم الشاسع، كان له أثر في كتاباتك؟
قراءاتي متنوعة جداً، وتلامس كل مجالات المعرفة تقريباً، وإن كان نصيب الأسد للأدب بشتى أجناسه وتفريعاته، فعادة أقرأ في الفلسفة والتاريخ وعلم النفس والتراث العربي الغني، كما أن الروايات المترجمة تحتل حيزاً كبيراً من قراءتي، لذا من الصعب الحسم في الكاتب أو الكتاب الذين أثروا في، وبالتأكيد ليس الأدباء فقط من شكلوا ذائقتي الإبداعية، بل المفكرون والفلاسفة كذلك، فتأثير فرويد ونيتشه والمعري وأبي حيان التوحيدي وهمنغواي وغيرهم، حاضر بقوة في ثقافتي.
خضت التأليف في عدة أنواع أدبية، أين تجد نفسك أكثر؟
من الصعب المفاضلة ما بين الأجناس الأدبية التي كتبت فيها، لأن لكل جنس أدبي خصائصه المائزة والمميزة، وكل منها يخلق لي المتعة المرتجاة من كتابته، ففي القصة أستمتع بتكنيك الكتابة، وفي القصة القصيرة تسلب لبي الإشراقات أو الومضات القصصية التي تخترق المرء فجأة فتعبر عن نفسها كتابياً بتكثيف جميل وعميق، أما مع الرواية، فيمكن للكاتب أن يخلق عالماً جديداً مكملاً للعالم الذي نحيا في أحضانه، ومع الشعر تكوّن الاستمتاع بالكتابة الحدسية التي تتولد من أعماق الأعماق، لتخلق أثراً فنيا ترصعه الصور الشعرية، واللغة الزئبقية، التي تمنح القصيدة كثيراً من البهاء.
تعتبر من كبار كتاب القصة القصيرة جداً في العالم العربي، فهل تعتقد أن القصة القصيرة جداً قد فرضت نفسها كنوع أدبي مستقل، أم أنها تواجه صعوبات في أخذ مكانها؟
منذ ظهورها والقصة القصيرة جداً تناضل من أجل إثبات الذات باعتبارها جنساً أدبياً قائم الذات، وقد تأتى لها ذلك بعد هذا الكم الهائل من الإصدارات والدراسات النقدية والمهرجانات الأدبية المحتفية بها، والجوائز التي أنشئت ونظمت احتفاء بها، وفي رأيي المتواضع، إن القصة القصيرة جداً هي جنس المستقبل، لأن العالم بأكمله ينحو نحو الاختزال والتكثيف، وليس غريباً أن تطغى على هذا العصر الرسائل الهاتفية القصيرة جداً، وأغنية الفيديو كليب التي تؤدى في دقائق معدودة.
بصفتك من الأدباء الذين أسسوا غاليري الأدب، في الواقع وفي العالم الافتراضي، وقد حقق نجاحاً باهراً، فهل ترى أن وسائل التواصل الاجتماعي كالفيس بوك وغيرها، لعبت دوراً إيجابياً أم سلبياً في الارتقاء في الأنواع الأدبية في العالم العربي، وخصوصاً أن النشر الإلكتروني أصبح مشاعاً؟
دائماً نظرت إلى وسائل الاتصال، وحتى تلك الأكثر تطوراً كالمواقع الاجتماعية، مجرد وسيلة، يمكن أن نجعلها لصالحنا كما يمكن أن تكون ضدنا، ونحن في غاليري الأدب الذي يضم بالمناسبة نخبة من المبدعات والمبدعين المغاربة والعرب، استطعنا تطويع الفايسبوك لخدمة الأدب بشكل واسع، فنجحنا في هذا الأمر نجاحاً كبيراً ، يشهد على ذلك المتابعة القوية من طرف الصحافة المغربية والعربية، والإقبال الكبير على المسابقات وما إلى ذلك من مؤشرات النجاح.
. ما هو رأيك بالكتاب والكاتبات الشباب في العالم العربي، هل ترى فيهم القدرة على الارتقاء بالأدب العربي؟
لقد أتاح لنا "غاليري الأدب" التعرف بعمق وعن كثب على تجارب الأدباء الشباب، ولا أخفي انبهاري بجودة ما يقدمونه من نصوص، وخاصة خلال المسابقات، حتى أن نصوصهم تتجاوز في كثير من الأحيان نصوص كتاب معروفين في جودتها وقيمتها الإبداعية، لكل ذلك أقول بكثير من الاطمئنان، إن مستقبل الأدب في الوطن العربي بألف خير. ولنا الشرف في غاليري الأدب أن نساهم ولو بقسط يسير في التعريف بهذه الأقلام الشابة.
حدثنا عن الساحة الأدبية المغربية
المغرب كباقي الدول العربية، يعيش مخاضاً اجتماعياً وسياسياً وثقافياً، وهذا المخاض يؤثر على الساحة الأدبية بشكل كبير، فهناك موضوعات كانت إلى وقت قريب تدخل في مجال الطابوهات أو المحرمات، أصبح الآن للأدباء الجرأة على ملامسته، فكتبت روايات حول الاعتقال السياسي، ولامست أخرى ثيمات الجنس العادي والمثلي، كما أن جميع المواضيع الاجتماعية أضحت مباحة، كما أن الإصدارات تعرف تزايداً ملحوظاً من سنة إلى أخرى، كما استطاع الأدب المغربي أن يفرض نفسه إبداعياً على المشرق العربي خاصة في ما يخص جنس القصة القصيرة جداً والرواية بدرجة ثانية، بعد أن كان النقد مهيمنا في تقديم وجه الأدب المغربي للمشارقة.
ما هي الرسالة التي يمكن أن توجهها لدور النشر والمؤسسات الأهلية؟
طبعا أقدر المجهود الذي تبذله دور النشر العربية في مجتمعات لا تقرأ، فقط أتمنى أن تغامر أكثر في التعاطي مع الكتاب الثقافي، وأن تلجأ إلى وسائل مبتكرة للترويج لهذا الكتاب الذي سيكون مربحاً لو تم التعامل معه بما يستحقه من اهتمام، دون أن نهمل الدعوة إلى دعم هذا الكتاب من طرف الدولة، كما أتمنى أن تفتح الدول العربية المجال لتبادل الكتاب فيما بين شعوبها، ولعلنا بذلك نضع لبنة أساسية في بناء الحلم العربي المجهض، والمتمثل في الوحدة والتكامل المرغوبين.