ترجمة الحدث- ناديا القطب
نشرت صحيفة النيويورك تايمز يوم أمس السبت 27 شباط 2016، تقريرا تحت عنوان: Talk Grows About Who Will Succeed Palestinians’ Fading Mahmoud Abbas
وجاء نص التقرير على النحو التالي:
تسببت الأشهر الخمسة الماضية، التي شهدت هجمات فلسطينية ضد إسرائيليين، بتقويض للموقف السياسي، الضعيف أصلاً، للرئيس الفلسطيني محمود عباس، الذي لا يحكم بفاعلية شعبا منقسما، ومؤسسات متهاوية، في الضفة الغربية.
الهجمات التي أسفرت عن مقتل أكثر من 24 إسرائيليا والعديد غيرهم، كانت نتيجة احباط الشباب الفلسطيني الغاضب، وكرد فعل على الاحتلال المستمر للضفة الغربية وتوسيع المستوطنات الإسرائيلية، وذلك في ظل استمرار الرئيس عباس في التعاون مع الإسرائيليين في القضايا الأمنية وغيرها من المسائل.
وتصاعدت وتيرة الحديث عن من الذي سوف يحل محل الرئيس عباس البالغ من العمر 81 عاما تقريبا، ومتى. وقد وفرت الدول العربية مثل مصر وقطر والإمارات العربية المتحدة الدعم المالي والسياسي لمنافسي الرئيس عباس، بما في ذلك الرجل القوي السابق في غزة، محمد دحلان، المنفى الآن في أبو ظبي.
وقد نشر ناثان ثوارل، كبير المحللين في مجموعة الأزمات الدولية، تقريرا بعنوان "نهاية عصر عباس".
وهناك نقاش الآن لقيادة جماعية، ربما تكون بقيادة ناصر القدوة، ابن شقيقة الراحل ياسر عرفات ووزير الخارجية السابق وممثل منظمة التحرير الفلسطينية لدى الأمم المتحدة، إلى جانب ماجد فرج، رئيس المخابرات الحالي، وسلام فياض رئيس الوزراء السابق ووزير المالية.
السيد فرج، الذي ولد في عام 1962، يعتبر من قبل كل من الولايات المتحدة وإسرائيل كشريك سري وجدير بالثقة. وقال في الآونة الأخيرة في ديفنس نيوز إن قواته أحبطت ما لا يقل عن 200 هجمة ضد اسرائيل منذ اكتوبر تشرين الاول. تلك التصريحات أدت إلى انتقادات من حماس، المنافس الاسلامي لحزب الرئيس عباس فتح، ومنظم بعض الهجمات، والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، ولكن بعض الفلسطينيين يتفهمون أن الأمر هو محاولة لإنقاذ الأرواح الفلسطينية، التي قتل عشرات منها على يد الإسرائيليين خلال الهجمات.
السيد فياض، الذي لم ينضم قط لفتح، ويحظى باحترام أيضا من قبل إسرائيل والغرب، ولكن تم طرده من قبل الرئيس عباس باعتباره يشكل تهديداً محتملاً لحكمه.
ومن الأسماء الأخرى التي يجري تداولها كخلفاء محتملين أيضاً، جبريل الرجوب، قائد الأمن الفلسطيني السابق الذي يقال بأنه يحظى بدعم من قطروالذي دعا الرئيس عباس في يناير كانون الثاني لتعيين نائب له.
ويبقى اسم دحلان دائم الظهور على السطح. دحلان، 54 عاما، والذي هو الآن في منفاه الفخم في أبو ظبي، كان قد طرد من قبل الرئيس عباس من حركة فتح في عام 2011 بعد أن اتهم دحلان الرئيس عباس، بطريقة غريبة، أنه ساعد في مقتل عرفات. سمعة دحلان بأنه فاسد، وأنه ممول تمويلا جيدا، ويقال إن هذا التمويل من الإمارات ومصر، وهو يتحدث العبرية والإنجليزية، ويعتقد أنه يضخ الأموال في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين وفي الجناح العسكري لحركة فتح "التنظيم"، التي اختلفت أحيانا مع قوات الأمن.
والرقم الأخير الذي لا مفر منه هو مروان البرغوثي (56 عاما)، والذي يسمى أحيانا مانديلا الفلسطيني لطول فترة اعتقالة لدى إسرائيل ولأنه يحاول التوفيق بين حماس وفتح. البرغوثي هو الزعيم الوحيد في فتح الذي تفوق في استطلاعات الرأي على زعيم حركة حماس في غزة، إسماعيل هنية، وذلك عندما يتم استطلاع رأي الفلسطينيين حول خليفة عباس.
وقال صائب عريقات، الذي عينه الرئيس عباس في سبتمبر كأمين عام لمنظمة التحرير الفلسطينية للاذاعة الألمانية دويتشه فيله هذا الشهر أنه سوف يدعم البرغوثي في الترشح للرئاسة.
ولكن البرغوثي يقضي خمسة احكام بالسجن مدى الحياة على التوالي بتهمة القتل، حتى انه قد يكون مرشحا أقل حظاً لكنه صانع الملوك، الذي يعمل من وراء القضبان من خلال زوجته المؤثرة، فدوى، وشبكة من المؤيدين.
وقال أحد المفاوضين السابقين، والذي رفض الكشف عن اسمه ليتحدث بصراحة، أن عباس قد يذهب عاجلا وليس آجلا نحو المفاوضات. وقال مواجهة هذه الموجة الجديدة من "العنف"، عادة ما تشل الرئيس عباس. واضاف "لأنه لا يمكنه التعويل عليها ولا يمكنه معارضتها." وأوضح "لذلك فهو يصمت ولا يفعل شيئا، وهو ما يحرك الاعتقاد بأنه وفتح لم ينتجا شيئا ولن ينتجا شيئا وأنهم جميعا بلا فائدة ".
وأظهر استطلاع أجراه المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية في ديسمبر الماضي أن 65 في المئة من الفلسطينيين يريدون من الرئيس عباس الاستقالة. أخرون بنفس النسبة فضلوا انتفاضة مسلحة أخرى، لأنهم فقدوا الإيمان بالسلام عن طريق التفاوض وعن طريق اتفاقات أوسلو التي رهن السيد عباس حياته المهنية عليها.
وقال الشيخ طه قطماني (43 عاما) في مقابلة أجريت معه مؤخرا: "أبو مازن لم يفعل شيئا". "نحن الفلسطينيين نستحق قيادة أقوى، بغض النظر عما إذا كانت حركة فتح أو حماس."
وقال رامز حسونة (45 عاما) أحد انصار فتح: "فتح لا يوجد لديها الآن استراتيجية أو خطة للشعب الفلسطيني، وفقد أعضاء فتح انتماءهم للأرض وللقضية الفلسطينية. فهم أكثر اهتماما بحساباتهم المصرفية – وبالمال الذي سيكون لهم، ولأبو مازن وعائلته".
وفي الوقت الذي تعتقد فيه الاكثرية أن الرئيس عباس سيموت في مكتبه، إلا أن عزلته آخذة في الازدياد. مساعده السابق يقول "أبو مازن مثل شجرة في مهب الريح، مع أوراق تتطاير في كل مكان".. واضاف "انه يعتقد أن الجميع يستمع إليه، ولكن لا أحد يصغي إليه الآن."
وتدهورت المؤسسات والمالية الفلسطينية، مع وجود عجز في موازنة 2015 يقدر بـ 700 مليون دولار أمريكي. وما زال الانقسام بين فتح وحماس موجوداً، وبينما تدير فتح الضفة الغربية تحت المظلة الإسرائيلية وحماس تدير قطاع غزة، فإن الرئيس عباس يكبر في مكتبه هو ومستشاريه دون اشراك الشباب الفلسطيني.
وقالت ديانا بطاطو، المفاوضة الفلسطينية السابقة، والتي تكتب في أخبار الخليج، هذه الإخفاقات "ليست فقط خطأ" الرئيس عباس وحده، ولكن أيضا تقع "على عاتق أولئك الذين يستمرون في السماح لهذا الوضع المتدهور والمنقسم بالاستمرار." ومع ذلك، قالت السيدة بطاطو بأن حكم الرئيس "اتسم بإلقاء اللوم على الأخرين، وتقوية نفسه وتدمير المؤسسات الفلسطينية."
وقد أصبح الضعف السياسي للسيد عباس واضحا بشكل مؤلم في سبتمبر، عندما دعا لعقد اجتماع للمجلس الوطني الفلسطيني بعد إزالة حليف سابق آخر، والآن الناقد له، ياسر عبد ربه، الذي اتهم بالتآمر مع دحلان وفياض.
وكان السيد عباس دعا للمرة الاولى منذ عام 1996، إلى "إعادة تنظيم" اللجنة التنفيذية م.ت.ف. وإبعاد السيد عبد ربه. ولكنها لم تتحقق. وقال الرئيس عباس ايضا انه سيعلن إعلانا هاما حول التكتيكات الفلسطينية، والمح الى احتمال تفكيك السلطة الفلسطينية. لكنه لم يفعل، وقال توفيق الطيراوي، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح إنه كان هناك صراع داخلي على الترشيحات، في ذلك الوقت.
وفي علامة أخرى على حساسية الوضع حول خلافة الرئيس عباس، فإن الطيراوي، جنبا إلى جنب مع أعضاء حركة فتح الرئيسيين الآخرين مثل قدورة فارس، رفضوا إجراء مقابلات معنا.
وقال جلعاد أردان وزير الامن العام والشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي "نحن قلقين من أن السلطة الفلسطينية تصبح أضعف"، وقال "من الصعب جدا أن نقرر من سيكون الزعيم لأنه قلنا من نفضل فإن ذلك يمكنه الاضرار به في نظر أولئك الذين هناك."