الحدث- ناديا القطب، رويترز
“لأني أحبك يجرحني الماء/ والطرقات إلى البحر تجرحني/ والفراشة تجرحني/ لأني أحبك يجرحني الظل تحت المصابيح.. يجرحني/ طائر في السماء البعيدة.. عطر البنفسج يجرحني/ أول البحر يجرحني/ آخر البحر يجرحني/ ليتني لا أحبك/ يا ليتني لا أحب/ ليشفى الرخام/ يطير الحمام/ يحط الحمام.”
الكلمات الجميلة، لسيدها، محمود درويش.
أما الموسيقى التي تصحابها فهي لصديقه الموسيقار اللبناني مرسيل خليفة، يطرحها في ألبوم مدته ساعة، من اجمل ما يكون من تناغم للعود مع القانون في نقرات البيانو والإيقاع.
"أندلس الحب"، هي عنوان قصيدة درويش، وألبوم مرسيل، الذي يستحضر من خلاله روح درويش في ذكرى ميلاده 75.
ويقول خليفة إن عمله هذا “انبثق من العيش في الخوف والموت والقتل والدمار والبشاعة. ومن هنا تطل أندلس.”
وبصوت دافئ عذب خفيف على القلب يغني مارسيل:
“رأيت على الجسر أندلس الحب والحاسة السادسة/ على وردة يابسة/ أعادت لها قلبها/ وقال: يكلفني الحب ما لا أحب/ يكلفني حبها/ ونام القمر/ على خاتم ينكسر/ وطار الحمام.”
وقال خليفة لـ”رويترز”: “ليس الحب هنا كلاما كما هي معظم الأغاني بل ينطوي على معاناة حقيقية في تجربة الحب وهو ما حملني إلى العيش في قلب الحب وعلى إطاحة أشكال القوالب الغنائية والموسيقية الشرقية والخروج بعمل ذي نكهة لتجربة شخصية.”
ووصف الألبوم بأنه ساعة روحية لا محدودة “بنيت عليها جنتي”، مضيفاً أن “هذا العمل موجه لكل الذين صلبونا ولكل الذين أحببناهم بصدق وحب خالص غير مرتبط بأي عقد. أنا مؤمن بالحب وأعترف بالحب. أنا إنسان أحب ومنذ البداية كانت قضيتي الحب.”
وارتبط خليفة (65 عاما) بعلاقة وطيدة مع درويش (1942-2008) ليشكلا معا ثنائيا زاوج بين الشعر والأغنية على مدى نحو أربعة عقود.
واختتم خليفة بالقول “كنت وما زلت أكتب حياتي كما أعيشها وأراها وأدون أحلامي بالموسيقى وأغني للحب والوطن. أصغي إلى صوت الجسد ونسيم الروح كي لا نموت في المكان والزمان. أحب الحياة والفصول واستيعاب الموسيقى لقوة الحب فينا.”