افتتاحية العدد
سيدة تعمل على نقطة العبور من فلسطين إلى الأردن، تتناول الكورنفليكس في مكتبها صباحاً قبل المباشرة بعملها في منح المسافرين ضريبة المغادرة. وإن كنت مستعجلاً ووصلت إلى المعابر قبل أن تُباشر بعملها، فعليك أن تنتظرها حتى تفرغ من إعداد الكورنفليكس بالحليب.
علَّق أحد المسافرين المستعجلين بالقول إن السيادة إرادة، والسيادة احترامُ وقت، وقبلها خدمةُ المواطن، لكن... أسمعتَ إن ناديت حياً!
السيادةُ في اللغة من المصدر (سوَد) وتدل على المُقدَّم على غيره جاهًا أو مكانة أو منزلة أو غلبة وقوة ورأيًا وأمرًا، لذلك يُقال: فلانٌ سيدُ قومه، والسيدةُ في المعبر هي سيدةُ الموقف!
اغتيال الشاب ساجي درويش، دليل آخر على أن السيادة الفلسطينية بهشاشة الكورنفليكس، واغتيال القاضي زعيتر مشهدٌ إضافي لاستباحة السيادة، والغلبة والقوة والسيادةُ هنا سيطرة لإسرائيل!
السيادة ليست رجل أمن يحمل السلاح ويرتدي أحدث طراز من البزات العسكرية، وليست تواجداً شكلياً أو من وراء حجاب على نقاط الحدود والمعابر ونقاط التماس مع الإسرائيليين، السيادة أولُ الدولة وآخرها، والسيادة لا تقدم على طبق من الكورنفليكس، بل تُنتزعُ يا سادة.