ترجمة الحدث- ناديا القطب
نشرت صحيفة هآرتس اليوم الأحد الموافق 6 آذار 2016 تقريراً حول أرقام تجارة الجنس والدعارة في إسرائيل تحت عنوان Prostitution in Israel Netted $308 Million in 2014, First-ever Survey Finds
وجاء نص التقرير على النحو التالي
أظهرت نتائج أول مسح حكومي إسرائيلي حول تجارة الدعارة في إسرائيل أن المدفوعات السنوية للعاملين في الدعارة قد بلغت حوالي 1.2 مليار شيكل في عام 2014.
ووجدت الدراسة التي نفذتها كل من وزارة الشؤون الاجتماعية وجهاز الأمن العام، أن عدد العاملين في الدعاة في إسرائيل يتراوح ما بين 11,420 -12730، منهم ما نسبته 95 % من الإناث.
وأظهرت البيانات التي نشرت الأسبوع الماضي أن عدد الزبائن لكل من يعمل في الجنس يصل إلى 660 زبون سنويا.
ووفقا للدراسة، فإن عدد القصر الذين تم استدراجهم للعمل في الدعارة أو أنهم معرضون لخطرها قد بلغ في عام 2014 ما لايقل عن 1260 قاصراً .
وتبلغ ميزانية وزارة الشؤون الاجتماعية الحالية لمكافحة الدعارة 22 مليون شيكل، تم تخصيص ثلثيها للتعامل مع القصر.
واضاف المسح إن أكثر من 40% من 1.2 مليار شيكل يذهب إلى العاهرات اللواتي يعملن في "شقق سرية"، في حين بلغ إجمالي دخل العاهرات في الشوارع حوالي 70 مليون شيكل في عام 2014.
وكانت الدراسة قبل ثماني سنوات في طور التكوين. في عام 2007، قبل عام من إطلاق المسح الحكومي الإسرائيلي، وضعت لجنة وزارية إسرائيلية خطة للتعامل مع الدعارة بين النساء والفتيات. ومع ذلك، فإنه سرعان ما أصبح واضحا أنه لا توجد أرقام دقيقة متوافرة للدلالة على مدى انتشار هذه الظاهرة أو خصائصها. وهذا الوضع كان معروفا منذ التسعينات عندما قررت اللجان الحكومية أن هناك حاجة لإجراء المزيد من الأبحاث.
وقد كان السبب في تأخر نشر هذه الدراسة من قبل يعود إلى المشاكل تنظيمية ومنهجية، مما أدى إلى توجيه انتقادات لوزارة الشؤون الاجتماعية الإسرائيلية من قبل خبراء في هذا المجال.
وأجريت الدراسة على عينة من حوالي 600 من العاملات في الجنس، واللواتي كشفن أن الصعوبات الاقتصادية كانت السبب الرئيسي لعمل النساء في الدعارة. وقالت 66 % من النساء اللواتي تمت مقابلتهن أنهن بدأن العمل في الدعارة لسداد الديون، في حين قالت 10% أنهن ليس لهن عمل آخر أو طريقة أخرى لتأمين عيش أبنائهن. وقالت أكثر من 70 % إنهن يعملن في الدعارة لأنهن فشلن في حل مشاكلهن المالية وبالتالي فإنه ليس بإمكانهن التوقف.
إحداهن قالت: "كان لي مشاكل مع الرهن العقاري، ومؤسسة التأمين الوطني لم تساعدني، وقد أرادوا أن أخذ بيتي ". وقالت أخرى: "عملت كنادلة في ماكدونالدز قبل هذا، ولكن كل شيء بدأ التضخم وارتفعت الاسعار، وكل شيء كان مكلفا - الطعام، كل شيء - لذلك أنا بحاجة إلى مزيد من المال".
ومن بين النساء اللواتي تمت مقابلتهن فإن متوسط تحصيلهمن الدراسي هو 12.2 سنة دراسية، في حين أن 20 % هن من الحاصلات على شهادات أكاديمية.
من الأسباب الأخرى، المؤدية إلى ممارسة الدعارة، قالت 9% إنها كانت بسبب شخص آخر. في حين قالت 7% إنه نتيجة تعاطي المخدرات. وقالت 5% إنه بسبب الاعتداء الجنسي.
المسح ميز بين أنواع مختلفة من الدعارة: دعارة الشارع، دعارة الشقق ،الدعارة التي تقدم خدمات التدليك أو مرافقة، دعارة الخدمات مثل الرقص، دعارة الهيمنة؛ والدعارة بين الأفراد المتحولين جنسيا.
وأظهر المسح أن دعارة الشقق هي 9 مرات أكثر شيوعا من دعارة الشارع.
وقالت النساء في المسح أن عدد زبائنهن اليومي كان ما معدله 5.3 عملاء في اليوم، وأنها عملت بشكل طبيعي 2.5 يوما في الأسبوع. في حين قالت ربع النساء أن عدد زبائنهن قد وصل لأكثر 7 عملاء في اليوم.
وكشفت الدراسة أن معظم النساء اللواتي تمت مقابلتهن لم يكن يعملن بشكل دائم في الدعارة، فما نسبته 40% كانوا يعملون ما بين 5-15 عاما، في حين أن 12% عملن كمومسات لأكثر من 16 عاما.
وأظهرت النتائج وجود فجوة واسعة بين عدد من النساء اللواتي يرغبن في ترك البغاء وأولئك الذين يعتقدون أنه بإمكانهن ذلك: فكانت النتيجة 76% مقابل 24 في المئة. وردا على سؤال "هل ترين نفسك تعملين في الدعارة لعدة سنوات؟" ردت امرأة واحدة، وقالت "آمل حقا أن لا أعمل، والحقيقة أنني حاولت العودة إلى دياري، ولكن المال السهل جلبني إلى هنا مرة أخرى. هذا ليس حلمي، ولكن الواقع مختلف. هناك شيء ينبغي القيام به. أود حياة طبيعية".
المركز الرئيسي لممارسة الدعارة في إسرائيل هو في تل أبيب: 62 % "شقق سرية" و48% من صالات التدليك هي في منطقة تل أبيب. فقط حوالي 1٪ من هذه المرافق في القدس.
واكتشف المسح أن هناك ما يقارب من 670 مواقع إباحية للكبار على الإنترنت في عام 2014، بما في ذلك الصور المثيرة للنساء والرجال وتقدم خدمات الدعارة مقابل المال. وقد باتت الإعلانات الجنسية أمراً أكثر شيوعاً في إسرائيل، كما أن هنالك تطبيقات في الهاتف لهذا الغرض.
هذه النتائج، وفقا للمسح، تظهر تغييرا في صناعة الجنس في إسرائيل. وخلص المسح إلى أنه في الماضي، كان هذه ظاهرة مخفية يهيمن عليها القوادين، في حين أن الجنس على الانترنت هو عالمي وبلا حدود - والتي يجب التعامل معها دوليا، وخلص المسح.
وقد اعترف واضعو الدراسة أن لديهم صعوبة في التحديد الدقيق لعدد القصر العاملين في الدعارة. وللوصول إلى هذا الرقم، استخدم للمسح الأرقام المقدمة من الأخصائيين الاجتماعيين ومنظمة مساعدة الشباب المعرضين للخطر، إيليم.
وقد قالت 45% من النساء اللواتي تمت مقابلتهن أنهن بدأن العمل في الدعارة بينما تراوحت أعمارهن بين 25 و 39 عاماً. وقالت 9 % فقط إنهن بدأن عندما كانوا دون سن 18. ومعظم النساء - 62 في المئة – كن من الأمهات، ومن المتزوجات كانت النسبة 9%.
وكانت 52% من النساء اللواتي تمت مقابلتهن من مواطنات الاتحاد السوفيتي السابق وأوروبا الشرقية؛ ومعظمن قد أتين للعيش في إسرائيل خلال موجة من الهجرة في التسيعينات.
أما فيما يتعلق بالعاملين في الدعارة من الذكور، فإن هنالك ما نسبته 68% يقدمون خدمات جنسية حصرياً للرجال و23% للنساء فقط. في حين 9% تقدم الخدمات للنساء والرجال. 41% من الرجال عملوا في الدعارة بسبب انجذابهم إلى مهنة. في حين قال 40% أن السبب هو الصعوبات الاقتصادية.