في عيد المرأة سأكتب عن الرجل، الرجل الشرقي أو العربي بشكل عام، وعن محنته العظيمة، عن تورطه ككل مرة في الجهر بمبادئ ومواقف لا يستطيع التسليم بها عند الممارسة، فيصطدم بذاته، ويبدأ العيش في توهان لا آخر له، وفي اغتراب بين الموروث والمكتسب المنحدر من جهده في فهم الاشياء بشكل موضوعي وحضاري.
أتعرف يا شريكي، أن المرأة لا تريد تغيير الأدوار، هي سعيدة بكينونتها كما هي بروحها وبجسدها وبأنوثتها أيضاً، هي لا تحاول أن تغير شيئا من ذلك، هي فقط تحتاج لنفس الكمية من "الهواء" الذي تمتلكه أنت لتحسّ أنها إنسان.
أتعرف يا شريكي أنك ما زلت تعاني من بقايا نزعة العبودية التي كانت سائدة في زمن ما. إن الأمر سهل، عليك فقط أن تُلبسَ هذه النزعة ثوبا آخرَ بلون ذكي يليق بوجه "الطبيعة"، وتضع لها حدودا لا تتعدى غرفة الحب، هناك، لك أن تقيد يديها أو رجليها أو تكمم فمها إن أردت، تيقن فقط أن قلبها يحلق في سقف ذلك الفضاء.
أتعرف يا شريكي أن المرأة لا تطالب بأشياء تتجاوز قامتك، هي دائماً في انتظار كلمة واحدة : فإن طبخت، انتظرت كلمة "لذيذ". وإن رتبت وكنست وغسلت، انتظرت كلمة "شكرًا". وإن نامت، انتظرت أن تغطيها. وإن اشتكت، انتظرت أن تصغي لها. وإن صمتت ، انتظرت كلمة " أحبكِ".
أترى كيف هي بسيطة هذه الكلمات، هذا ما تطالب به، فهل لديك من الحروف ما يشبع جوع الكلمات ؟.
أتعرف يا شريكي العربي أن الفرنسيين في الفترة الحالية، يعتبرون أن اليوم العالمي للمرأة لا لزوم له، وأنه سيتم الاستغناء عنه مادام أن المرأة توصلت بحقوقها كاملة.
فلا تعتبر أنك الأذكى والأكثر رجولة، وتذكر دائماً أن هذا المخلوق "الضعيف" المرأة، يمكن أن يسحب النوم من تحت وسادتك.
أريدك يا شريكي، أن تتصور عالما بدون نساء، وحدثني بعد ذلك.